بدأت مساء الثلاثاء أولى جلسات محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، في مجلس الشيوخ، وينتظر أن يصوّت مجلس الشيوخ "على القواعد التي اتفقت عليها القيادة لتنظيم المحاكمة"، حسب شبكة CNN الأمريكية.
بهذا يكون ترمب أول رئيس أمريكي يواجه العزل مرتين في تاريخ البلاد، بعد أن صوّت مجلس النواب في 13 يناير/كانون الثاني الماضي لصالح الموافقة على عزله، بسبب دوره في التحريض على أعمال الشغب في مبنى الكونغرس في 6 من الشهر ذاته.
واعتبر النائب والمدعي الديمقراطي جايمي راسكن في مستهل محاكمة ترمب أن ملف الاتهام بحقّ الرئيس السابق يستند إلى "وقائع ملموسة وصلبة"، ووعد بتجنب إعطاء "دروس طويلة".
الافتتاح بمقطع "مؤثر"
وافتُتحت محاكمة ترمب بمقطع مصور "مؤثر" تضمن كلمات لمثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول والفوضى والعنف اللذين تبعا ذلك، حسب وكالة أسوشيتد برس.
وقدّم النائب جيمي راسكين، المسؤول في مجلس النواب عن محاكمة العزل ورفع القضية ضد ترمب، المقطع المصور الذي استغرق أكثر من 10 دقائق، واحتوى على تفاصيل ذلك اليوم.
وبدأ المقطع بخطاب ترامب يوم 6 يناير/كانون الثاني في البيت الأبيض، الذي قال فيه للحشد: "سنسير نحو الكابيتول"، وتضمن سير الحشد إلى المبنى بالفعل في تناقض مع ما كان يحدث داخل المبنى، إذ كان النواب يستعدّون للتصديق على فوز جو بايدن بالرئاسة.
وتضمن المقطع بعض أشهر العبارات خلال اليوم، من قبيل قول ترمب: "سنمنع السرقة"، ومواجهة ضابط شرطة المبنى يوجين غودمان للحشد المقتحم وإبعادهم عن غرف مجلس الشيوخ، والمقطع الصادم لشرطي آخر وهو يُسحَق بين بابين.
وفي أجزاء أخرى ركز المقطع على صور مثيري الشغب وهم يواجهون الشرطة، ويتفوهون بإساءات ويلقون أغراضاً ويدفعون الحواجز ويفوقون شرطة المبنى عدداً.
فريق ترمب: إنه عبث
وكان الفريق القانوني لترمب ندّد بالمحاكمة الاثنين، معتبراً أنها انتهاك للدستور وأن من "العبث" تحميل الرئيس السابق مسؤولية أعمال العنف.
لكن النواب الديمقراطيين الذين يتولون مهمة الادعاء في محاكمة ترمب اعتبروا أن الرئيس السابق ارتكب "انتهاكاً للدستور هو الأخطر" في تاريخ الرئاسة الممتد 232 عاماً، بتحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس.
وتُعقد المحاكمة فيما لا تزال غالبية أجزاء مبنى الكابيتول مغلقة وتخضع لتدابير أمنية مشدَّدة بعد شهر على الاضطرابات.
ووسط استمرار المخاوف من هجمات يشنّها متطرفون، لا يزال ستة آلاف عنصر من الحرس الوطني منتشرين في واشنطن، مما يضيف إلى صورة عاصمة لا تزال متوترة.
وتبدأ المرافعات الأربعاء، التي يحصل فيها كل جانب على 16 ساعة تُوزَّع على مدى يومين.
ثم يوجّه أعضاء مجلس الشيوخ الأسئلة على الجانبين، وفي حال أراد أي طرف استدعاء شهود يطرح الأمر للتصويت مع ضرورة أن يحصل على أغلبية الأصوات، علماً بأن ترامب رفض طلباً أرسله إليه المدّعون العامّون الديمقراطيون للاستماع إلى شهادته تحت القَسَم.
وقد تَضرَّر ترمب سياسياً بشدة، لأسباب منها تمسُّكه بمزاعم عن تزوير الانتخابات. لكنه لا يزال يتمتع بثقل في الحزب الجمهوري.
وبعدما وُجّهت إليه تهمة "التحريض على التمرد"، من المرجح أن يتفادى الإدانة نظراً إلى الولاء الذي يحظى به في مجلس الشيوخ، لكن محاميه ذكروا في وثائقهم التي سُلّمت عشية المحاكمة، أن الدستور لا يمنح مجلس النواب صلاحية محاكمة رئيس سابق.
وكتب المحامون ديفيد شون وبروس كاستور ومايكل تي فان دير فين، أن "على مجلس الشيوخ أن يرفض بسرعة هذا العمل السياسي الوقح"، لأن "من الواضح أن هذا ليس ما أراده واضعو الدستور ولا ما يسمح به الدستور".
وأضافوا أن "الاستجابة لتعطش الديمقراطيين في مجلس النواب لهذه المسرحية السياسية، خطر على الديمقراطية والحقوق التي نعتزّ بها".
واستخدم المحامون نبرة حادة في المرافعة التي جاءت في 78 صفحة، وقالوا إنه "من العبث" القول إن ترامب حرّض حشداً لارتكاب جريمة عنيفة، واعتبروا أن الذين هاجموا الكابيتول فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم.
