مئات الطلاب الجزائريين خرجوا، الأحد، في مظاهرات رافضة لولاية بوتفليقة الخامسة (AP)
تابعنا

تنتهي، الأربعاء، المهلة القانونية أمام المجلس الدستوري بالجزائر للإعلان عن القائمة الرسمية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 أبريل/نيسان المقبل، وسط ترقب لتطورات الوضع في ظل احتجاجات واسعة تشهدها البلاد، تنديداً بترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.

ما المهم: يتزامن اقتراب موعد الإعلان عن القائمة الرسمية للمرشحين في انتخابات الرئاسة الجزائرية مع وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الأحد، إلى الجزائر، حيث حطت طائرته في مطار عسكري، بحسب تلفزيون النهار، بعد نحو أسبوعين قضاهما في العاصمة السويسرية جنيف لتلقي العلاج.

وعلى الصعيد الميداني، لا تزال الاحتجاجات المنددة بترشح بوتفليقة لولاية خامسة مستمرة؛ إذ شهدت الجزائر العاصمة ومدن أخرى، الأحد، مظاهرات خرج فيها مئات الطلاب، فضلاً عن دخول بعض أصحاب المحال التجارية في إضراب جزئي استجابة لدعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي تطور ملحوظ، قال قائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح، إن الجيش والشعب يجمعهما "تعاطف وتضامن"، ويشتركان في "نظرة واحدة" لمستقبل الجزائر.

المشهد: انسحبت أغلب الشخصيات المعارضة من الانتخابات وأعلنت مقاطعتها لها، بدعوى أنها محسومة سلفاً لصالح الرئيس بوتفليقة، باستثناء ثلاثة مرشحين هم اللواء علي غديري، ورئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد.

ورفض هؤلاء المرشحون، بالإضافة إلى شخصيات أخرى ضعيفة الحضور في الساحة السياسية، الانسحاب من السباق الانتخابي.

ولم تنجح وعود الرئيس الجزائري أولاً، ثم تحذيراته فيما بعد، في امتصاص الغضب الشعبي ووضع حد للحراك الاحتجاجي الذي يعتبره مراقبون الأوسع منذ تولي بوتفليقة الحكم عام 1999.

واللافت أن الحراك الحالي لا يقتصر على المعارضة فحسب؛ إذ تقدم برلمانيون وأعضاء في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم باستقالاتهم من الحزب، وأعلنوا دعمهم للحراك الاحتجاجي ومشاركتهم فيه، ما قد يشير إلى تصدعات داخل معسكر بوتفليقة.

إلا أن أخطر التطورات، بحسب مراقبين، يتمثل في تغير لهجة المؤسسة العسكرية حيال الأمر؛ فبعدما أصدر رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح بيانين كان لهما طابع تحذيري من المخاطر التي قد تنزلق إليها البلاد، أكّد صالح، الأحد، أن الجيش يشترك مع الشعب في نظرته لـ"جزائر الغد".

وأضاف في كلمة أمام قيادات وطلاب بمدرسة عسكرية للمهندسين أن "الشعب الجزائري الأصيل والواعي، الذي برهن في كافة الأوقات والظروف على أنه شعب مواقف، عرف وسيعرف كيف يحافظ على وطنه، ولا شك أن الجزائر محظوظة بشعبها ولا شك أن الجيش الوطني الشعبي محظوظ بشعبه".

الدوافع والخلفيات: كان بوتفليقة أعلن ترشحه رسمياً، في 3 مارس/آذار الجاري، وتعهّد في رسالة ترشحه بعدد من الأمور في حال انتخابه أهمها إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وعدم إكمال فترته الرئاسية والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لن يكون أحد مرشحيها، خلال عام واحد.

ورأى كثيرون تلك الوعود بمثابة مناورة لقتل الحراك الاحتجاجي.

وفيما لم تنجح التعهدات في تهدئة الشارع، حذّر بوتفليقة في رسالة وجهها الخميس للشعب، من "اختراق" الحراك من قبل أيّة "فئة داخلية أو خارجية".

يُذكر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة البالغ من العمر 81 عاماً والذي يحكم البلاد منذ 1999، أصيب بجلطة دماغية في 2013، ويتنقل منذ ذلك الحين على كرسي متحرك، ومن النادر أن يشاهد في خطابات أو فعاليات رسمية.

ما التالي: قال الباحث في علم الاجتماع السياسي عبد الناصر جابي إن عودة بوتفليقة المتوقعة إلى الجزائر لن يكون لها أثر كبير؛ لأن "الرئيس بالأساس كان غائباً طيلة ست أو سبع سنوات".

وأضاف جابي في حديث لـTRT عربي أن "مؤسسة الرئاسة ربما تنظّم له اجتماعاً بروتوكولياً مع مسؤولين وقيادات حزبية كي يتأكد الجزائريون من عودته من سويسرا".

وعند سؤاله عن أثر الدعوة التي وجهها حزب جبهة التحرير الوطني للأطراف السياسية كافة من أجل إنهاء الأزمة السياسية، استبعد الباحث الجزائري أن تكون لهذه الدعوة أصداء كبيرة، مضيفاً "من غير المؤكد أن تكون لجبهة التحرير سلطة حقيقية في صناعة القرار السياسي في البلاد".

وتابع "إن أرادت جبهة التحرير فعلاً إنهاء الأزمة السياسية، فعليها أن تتراجع عن ترشيح بوتفليقة استجابة لمطالب الشعب الجزائري".

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي الجزائري توفيق قويدر شيشي إن "رقعة الاحتجاجات الجزائرية ستتسع"، مؤكداً في حديث لـTRT عربي أن "ملايين الجزائريين يرفضون بشكل قاطع ترشح بوتفليقة المريض لولاية خامسة".

واعتبر شيشي ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة وهو على فراش المرض بمثابة "استهتار بالشعب الجزائري الذي يُنظر إليه كما لو كان قاصراً أو عديم الأهلية".

TRT عربي
الأكثر تداولاً