التقى ممثلو الدول المنضوية في التحالف في عاصمة لاتفيا وناقشوا سبل ردع أي غزو روسي لأوكرانيا (Pool/Reuters)
تابعنا

حذّر حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الثلاثاء، روسيا من أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا ما غزت أوكرانيا، فيما وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً للغرب من مغبّة تخطّي "الخطوط الحمراء" للكرملين.

والثلاثاء التقى ممثلو الدول المنضوية في التحالف في ريغا، عاصمة لاتفيا، وناقشوا سبل ردع أيّ غزو روسي لأوكرانيا بعد تزايد المخاوف من هجوم روسي إثر حشد موسكو عشرات الآلاف من جنودها وتعزيز انتشارها العسكري عند الحدود بين البلدين.

وقال الأمين العام للحلف ينس سوتلتنبرغ إثر الاجتماع إنّ "أيّ غزو روسي لأوكرانيا سيكون ثمنه باهظاً وستكون له عواقب سياسية واقتصادية على روسيا".

وأشار ستولتنبرغ إلى أن الدول الأعضاء في التحالف يمكن أن تفرض "عقوبات اقتصادية وأن تتّخذ إجراءات سياسية" ضدّ روسيا، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال: "علينا أن نكون مستعدين للأسوأ، وعلينا أن نوجّه رسالة إلى روسيا مفادها أنها يجب ألا تتوغل عسكريا في أوكرانيا".

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد حذّر في وقت سابق من "عواقب وخيمة" لأيّ غزو روسي لأوكرانيا.

ونفت موسكو، التي ضمّت القرم من أوكرانيا في 2014 وتدعم الانفصاليين في شمال أوكرانيا، بشدة أنها تُخطط لشنّ هجوم، وحمّلت الحلف الأطلسي مسؤولية تأجيج التوتر.

والثلاثاء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التدريبات العسكرية والتحرّكات الأخرى التي يقوم بها الغرب وأوكرانيا تهدد أمن روسيا، محذراً من تجاوز "الخطوط الحمراء" للكرملين.

وأضاف: "انظروا، لقد تحدّثوا عن تدخّل عسكري روسي محتمل في أوكرانيا بداية العام. لكن كما ترون لم يحدث ذلك".

وتأتي التعزيزات الجديدة عقب تعزيزات مماثلة في الربيع، عندما حشدت روسيا قرابة 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية ثم أعلنت لاحقاً سحبهم.

ويقول دبلوماسيو الحلف إن التكتل ما زال غير متأكد من نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غير أن الوزراء سيناقشون خطط طوارئ في حال إقدام روسيا على الغزو.

ويسعى الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة ليظهر للكرملين أنه سيتكبّد تكلفة باهظة في حال تهديد أوكرانيا، لكنه لم يستفز موسكو لتقوم بعدوان جديد.

ويبحث المسؤولون في إمكان تقديم دعم إضافي للجيش الأوكراني واحتمال تعزيز قوات التكتل المنتشرة على الضفة الشرقية للحلف.

لكنهم يشيرون إلى أن أوكرانيا، الطامحة للانضمام للحلف، والتي سيشارك وزير خارجيتها في الاجتماع الذي يستمر يومين، غير مشمولة بمعاهدة الدفاع الشاملة للحلف.

ودعت كييف إلى تحرّك عاجل لـ"ردع" أي غزو روسي لأراضيها، وهي أشارت إلى أن العملية العسكرية الروسية يمكن أن تبدأ "في غمضة عين".

"هجوم هجين"

ويأتي الاجتماع في توقيت تشهد فيه الحدود الشرقية للتكتل اضطرابات وسط سعي دول حليفة خصوصاً بولندا وليتوانيا ولاتفيا، الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، للتصدّي لأزمة مهاجرين يتّهم الغرب بيلاروسيا المدعومة من موسكو بتأجيجها.

وتتهم تلك الدول بيلاروسيا بإرسال آلاف المهاجرين وغالبيتهم من الشرق الأوسط، إلى حدودها في "هجوم هجين" رداً على عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك.

ويرفض الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو تلك الاتهامات.

وعبّر الحلف الأطلسي عن "التضامن" مع أعضائه في الشرق، لكنه أحجم عن التدخل المباشر، نظراً إلى أن التهديدات الراهنة لا ترقى إلى مستوى عدوان فعلي.

وطرحت بولندا تعزيز قوات الحلف المنتشرة عند حدوده الشرقية.

لكن يبدو أن مسعى إطلاق مشاورات طارئة بموجب المادة الرابعة من المعاهدة المؤسسة للحلف، قد أرجئ في الوقت الراهن.

وهدأ التوتر الحدودي قليلاً في وقت بدأ بعض المهاجرين بالعودة إلى العراق، غير أن وارسو وفيلنيوس تصرّان على أن الأزمة لا تزال بعيدة عن نهايتها.

ومن المقرر أن يفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأعضاء آخرون في حلف شمال الأطلسي على بيلاروسيا مجموعة جديدة من العقوبات في الأيام المقبلة.

وقال ستولتنبرغ: "يجب على لوكاشنكو أن يتوقف عن استخدام الضعفاء رهائن في لعبة سياسية ضدّ دول أخرى".

وتابع: "نحن نعمل من كثب مع الاتحاد الأوروبي، لأنه لا الاتحاد الأوروبي ولا الناتو لديه الأدوات الكافية. لكنْ معاً، يمكننا تقديم ردّ قوي على ما يحصل".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً