ولي عهد أبو ظبي ووزير الخارجية الأميركي خلال زيارة الأخير إلى الإمارات 12 يناير/كانون الثاني 2019 (Reuters)
تابعنا

ما المهم: خلال جولته في عدد من دول الشرق الأوسط، حاول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طمأنة حلفاء الولايات المتحدة إلى أن انسحاب بلاده من سوريا لن يكون على حساب مصالحهم، كما أكد أن هذا الانسحاب لا يتناقض مع إستراتيجية بلاده تجاه إيران.

وأعلن بومبيو خلال مؤتمراته الصحفية، أن الولايات المتحدة تضاعف جهودها للضغط على إيران، مشيراً إلى أن واشنطن ستعمل على "ضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار". وتأكيداً على ذلك كشف بومبيو، عن اعتزام الولايات المتحدة عقد قمة دولية تركز على الشرق الأوسط، وتحديداً إيران، الشهر المقبل في مدينة وارسو عاصمة بولندا.

المشهد: قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، السبت، خلال زيارته إلى أبوظبي، إن بلاده تتفهم "دوافع تركيا في حماية حدودها وشعبها"، في إشارة إلى العملية العسكرية التركية المرتقبة شمال سوريا. وأعرب بومبيو عن تفاؤله بإمكانية تحقيق "نتائج جيدة تحمي تركيا والسوريين الأكراد" حسب تعبيره، بعد أن تحدّث إلى وزير الخارجية التركي.

كما أعلن بومبيو أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا "تغيرٌ تكتيكي" ولا يغير من قدرة جيش بلاده على "التصدي لتنظيم داعش وإيران". وقال بومبيو موجهاً حديثه إلى حلفاء الولايات المتحدة، خلال مقابلة أجراها في الإمارات مع قناة "العربية" السعودية "نقول للشركاء في الشرق الأوسط إننا لن نغادر المنطقة، تدمير داعش أولوية وسنقوم بذلك بالتعاون مع حلفائنا".

وتابع بومبيو، الذي يجري زيارة رسمية للإمارات في إطار جولة إقليمية موسعة، "نريد تحالفاً وقوة عربية قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة على اختلافها"

من جهة أخرى، تطرق بومبيو للشأن الإيراني قائلاً إنّ "تدخّل طهران في شؤون الدول الأخرى غير مقبول"، وأشار إلى أنّ القمة المرتقبة في بولندا "ستتطرق إلى عدّة ملفات على رأسها الملف الإيراني". وكان بومبيو كشف، مساء الجمعة، عن تنظيم مؤتمر دولي في العاصمة البولندية وارسو يومي 12 و13 فبراير/شباط المقبل، بمشاركة مسؤولين من عشرات الدول، خاصّة وزراء خارجية دول الشرق الأوسط.

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هاجم المؤتمر، وبولندا المستضيفة، وأكد ظريف فشل آخر مؤتمر أميركي مناهض لبلاده (عُقد في شرم الشيخ بمصر عام 1996)، فيما بلاده باتت "أقوى من أي وقت مضى". وأضاف عبر تويتر "في حين أنقذت إيران البولنديين في الحرب العالمية الثانية؛ تستضيف بولندا الآن سيركاً يائساً معادياً لإيران".

الخلفيات والدوافع: كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أوضح، الجمعة، أن بلاده أعدت الخطط اللازمة فيما يخصّ العملية العسكرية المرتقبة شرق الفرات في سوريا، مؤكداً أن "الجيش التركي سيواصل جهود مكافحة الإرهاب حتى تحييد آخر إرهابي"، كما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن "عمليتنا لا تتوقف على الانسحاب الأميركي من المنطقة".

جاء ذلك في أعقاب إعلان التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، الجمعة، بدء الانسحاب من سوريا، وقال متحدث باسم التحالف إنه لن يُعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للجنود في عملية الانسحاب من سوريا.

وكان بومبيو، وصل مساء الجمعة، إلى الإمارات، وهي ثاني دولة خليجية وخامس دولة شرق أوسطية، يزورها بعد الأردن والعراق ومصر والبحرين، في جولة تشمل أيضاً السعودية وقطر وعُمان والكويت.

ويتربّع ملف النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط على رأس أجندة زيارة بومبيو؛ إذ كان قد صرّح في زيارته إلى إسرائيل، قبل بداية زيارة الدول العربية، بأنّ بلاده ستواصل التعاون مع إسرائيل بشأن سوريا، لمواجهة إيران في المنطقة، كما قال عقب زيارته الأردن إن "أهم التهديدات التي تواجه المنطقة هو تنظيم داعش والثورة الإسلامية الإيرانية".

بين السطور: تختلف تركيا مع الجانب الأميركي حول عدد من النقاط فيما يخصّ مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من سوريا، خصوصاً فيما يتعلّق بمستقبل تنظيم YPG/PKK الإرهابي، ويبدو أن تصريح الوزير الأميركي يهدف إلى إمساك العصا من المنتصف، ويسعى إلى طمأنة تركيا دون تفاصيل إضافية.

من جهة أخرى، تأتي تصريحات بومبيو بشأن إيران وإنشاء قوة عسكرية عربية، لتؤكد الحديث الذي دار حول خطة لبناء تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي (ناتو عربي) بهدف التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة.

قمة وارسو المرتقبة قد تكون بداية لظهور هذه الترتيبات الجديدة، خصوصاً وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دُعي لحضور القمّة، حسب ما نقلته القناة العاشرة الإسرائيلية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً