تشير استطلاعات الرأي إلى تقدُّم حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي بما بين 27% و29% من الأصوات (Reuters)
تابعنا

دُعي نحو 1.8 مليون ناخب ألماني إلى صناديق الاقتراع لتجديد برلمان ساكسونيا أنهالت، الولاية التي كانت جزءاً من جمهورية ألمانيا الديموقراطية الشيوعية السابقة، إلى التصويت اعتباراً من الساعة الثامنة (06:00 ت.غ).

ولم يسبق أن أثارت انتخابات في هذه الولاية الصغيرة التي يقودها منذ توحيد ألمانيا بلا انقطاع الاتحاد الديموقراطي المسيحي بزعامة المستشارة اهتماماً كما يحدث اليوم.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدُّم حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي بما بين 27% و29% من الأصوات، لكن المنافسة ستكون حامية على الأرجح مقابل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للمهاجرين الذي أصبح ثاني قوة سياسية في الولاية منذ 2016.

وترجح استطلاعات الرأي حصوله على ما بين 24% و28% من الأصوات.

وقال كارل مولر وهو ناخب من ماغدبورغ عند خروجه من مركز اقتراع: "أعتقد أن الاتحاد الديموقراطي المسيحي سيتقدم وسيليه لسوء الحظ البديل من أجل ألمانيا".

وستعتمد النتيجة إلى حد كبير على المترددين الذين يمثلون ثلث الناخبين، حسب آخر تقديرات للتلفزيون العام "تسي دي إف".

واعتبر توماس كيبيلي، أحد سكان ماغديبورغ، أن "من الضروري أن يصوت الكثيرون (...) لإظهار أن لا مكان للأحزاب القومية".

ويرى مراقبون أن فوز حزب البديل من أجل ألمانيا الذي سيكون سابقة في البلاد سيشكل كارثة لأرمين لاشيت رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي لا يحظى بشعبية والمرشح لخلافة ميركل بعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 26 سبتمبر/أيلول.

وقال هايو فونكي أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة إن هذا من شأنه أن يحيي الجدل حول شرعيته بوصفه مرشحاً لليمين و"يضعف مكانة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي بأكمله".

لا تقارُب مع "البديل من أجل ألمانيا"

ويواجه أكبر حزب في ألمانيا منذ أشهر أزمة ثقة مرتبطة بإخفاقات في إدارة الحكومة للموجة الثالثة من وباء كوفيد-19 وفضائح فساد على صلة بعقود شراء كمامات طالت نوابه.

ومني الحزب أيضاً بانتكاستين قاسيتين في مارس/آذار في انتخابات في ولايتين ويعاني نزاعاً داخلياً عنيفاً. فقد اعترض زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري ماركوس سودر الذي يعتبر وفقاً لاستطلاعات الرأي الأكثر قدرة على خلافة ميركل على ترشيح لاشيت.

وفرض رئيس الاتحاد الديموقراطي المسيحي نفسه خليفة لها لكنه لا يزال يفتقد إلى الشعبية في ألمانيا. وهو يحتاج إلى تحقيق فوز لتعزيز موقف المحافظين الذين تقدم عليه دعاة حماية البيئة (الخضر) في نوايا التصويت على المستوى الوطني لبعض الوقت، لكنهم عادوا إلى الصدارة.

وإذا فاز حزب البديل من أجل ألمانيا الأحد فلن يتمكن بالتأكيد من تشكيل ائتلاف إذ ترفض جميع الأحزاب الأخرى التحالف معه.

وحذر أرمين لاشيت من "صحوة مؤلمة" لأن إغراء التقارب مع حزب البديل لألمانيا لا يزال حاضراً بقوة لدى بعض المحافظين.

وكرر لاشيت الخميس تحذيره، وقال إن "أي تقارب مع حزب البديل من أجل ألمانيا لا يمكن أن يشمل حزبه، ومن يفعل ذلك عليه مغادرة الاتحاد الديموقراطي المسيحي".

أمل لحزب الخضر

ولاية ساكسونيا أنهالت معروفة بصناعة الفحم وهي واحدة من أفقر الولايات في الشرق التي تأثرت بنزوح السكان منذ إعادة التوحيد في 1990.

وتعد أرضاً خصبة لحزب البديل من أجل ألمانيا الذي بنى نجاحه من خلال تأجيج المخاوف بشأن تدفق المهاجرين إلى البلاد في 2015 ويتهم برلين باستمرار بإهمال مناطق جمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة.

ومنذ بداية الوباء تبنَّى الحزب نظريات مؤامرة تشكك في إجراءات الوقاية.

ومنذ 2016 يحكم الزعيم المحلي لحزب المحافظين راينر هاسيلوف الذي فاز حزبه بـ30% من الأصوات، على رأس ائتلاف غير مسبوق في البلاد مع حزب الخضر والاشتراكيين الديموقراطيين. وحصل حزب البديل من أجل ألمانيا على أكثر بقليل من 24% من الأصوات.

بعد عام من ذلك وعلى المستوى الوطني تمكَّن اليمين المتطرف من دخول مجلس النواب (بوند ستاغ) ليصبح القوة المعارضة الرئيسية مع نسبة 12.6% من الأصوات.

وفي حين تبدو انتخابات الأحد في الأساس مواجهة بين حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي وحزب البديل من أجل ألمانيا فقد يستفيد منها حزب الخضر الضعيف تقليدياً في شرق البلاد والمتعادل مع المحافظين إن لم يكن متفوقاً عليهم في نوايا التصويت.

ويأمل حزب الخضر الاستفادة من استطلاعات الرأي الجيدة على المستوى الوطني لتعزيز موقعه والحصول على 10% من الأصوات.

ويمكن أن يجدد راينر هاسيلوف تحالفه معهم ومع الحزب الاشتراكي الديموقراطي ولكنه قد يفكر في تشكيل تحالف آخر مع ليبراليي الحزب الديمقراطي الحر الذين يرجح أن يعودوا إلى برلمان الولاية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً