أشاد قندولي بما شيّده الاستعمار الفرنسي من مليونَي وحدة سكنية زادت مُدن الجزائر بهاءً وجمالاً (Thomas Jorion)
تابعنا

تسبّب مقال نشره موقع "رصيف 22" يسرد "جمال العمران الذي خلّفه الاستعمار الفرنسي بالجزائر"، في حالة جدل واسع بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

وتَطرَّق الصحفي الجزائري كريم قندولي إلى الحديث عن الإرث العمراني للاستعمار الفرنسي الذي لا يزال شاهداً على جمال البُنيان الأوروبي، غير أنّ قندولي لم ينكر "الدمار الذي خلّفه الاحتلال أيضاً في أرض المليون ونصف المليون شهيد".

وأشاد الصحفي بما شيّده الاستعمار الفرنسي من "مليونَي وحدة سكنية، زادت مُدنها (الجزائر) بهاءً وجمالاً"، وذلك لما اعتبره الكاتب "فكرة راسخة في العقل الفرنسي"، هي "أنّ الجزائر فرنسية، ولم يضع الفرنسيون في مخيّلتهم أبداً أنهم سيغادرون يوماً ما، يجرّون أذيال الخيبة، بعد حرب تحريرٍ طاحنةٍ انتهت باستقلال الجزائر عام 1962".

وانتقد عديد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ما جاء في المقال باعتبار أنّه يغضّ الطرف عن "ملايين الضحايا التي خلفها الاحتلال الفرنسي".

فيما اعتبر آخرون أنّ الدمار الذي خلّفه الاستعمار في الحضارة والثقافة والتاريخ والتراث لا يمكن أن يُمحى بالجمال العمراني.

واستنكر مغرّدون طريقة طرح الكاتب، ووصفوها بأنها "تجميل للاستعمار الذي نهب أغلب ثروات البلد طوال 130 سنة وبسببه تخلّفت عن ركب التطوّر".

من ناحية أخرى دافع البعض عن الفكرة التي حاول كاتب المقال إيصالها، ورأوا أنّ هدف الصحافة رصد الحدث ورواية الأحداث.

وتساءل أحدهم: "هل الصور والمعلومات المنشورة في المقال مفبركة؟"، وأضاف: "رفْضُنا للواقع يجب أن يدفعنا للتغيير وليس دفن رؤوسنا بالرمال".

فيما استنكر آخَرُ الهجومَ الذي تعرّض له كاتب المقال قائلاً: "نفس الذين يشتمون وينتقدون هذا المقال يمجّدون آثار العرب في الأندلس، والفكرة واحدة. ولكن الازدواجية العربية دائماً حاضرة كأنّ العرب كانوا زواراً لطفاءَ وليسوا محتلين وكأن إسبانيا أرضهم".

يُشار إلى أنّ الجزائر حصلت على استقلالها عن فرنسا عام 1962 بعد حرب دامية دامت سبع سنوات، وأنهت الحكم الاستعماري الذي استمر نحو 132 عاماً وأودى حسب بعض المؤرخين بحياة 5 ملايين شخص.

TRT عربي
الأكثر تداولاً