حكومة الوفاق الليبية تتهم خليفة حفتر بتجنيد الأطفال القُصّر (AFP)
تابعنا
مع استمرار الهجوم الذي تشنه مليشيات حفتر على العاصمة الليبية طرابلس، يتكشف المزيد من الانتهاكات التي يمارسها القائد العسكري المنقلب على الاتفاقيات السياسية في بلاده، وذلك مع استمرار مليشياته في استهداف الأحياء السكنية في العاصمة وضواحيها والمطارات المدنية.

وآخر ما كشفته حكومة الوفاق الوطني، هو استمرار هذه المليشيات في تجنيد الأطفال للقتال في صفوفها، وذلك على الرغم من التحذيرات الدولية الداعية لعدم تجنيد الأطفال في الصراع منذ سنوات.

وأعلنت قوات الحكومة الليبية الجمعة، توقيف 3 أطفال جندتهم مليشيا الانقلابي خليفة حفتر، جنوبي العاصمة طرابلس. جاء ذلك وفق بيان مرفق بصور نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابع للقوات.

وقال البيان: "قواتنا قبضت اليوم، على ثلاثة عناصر من مليشيا حفتر في محاور القتال جنوبي طرابلس".

وتابع: "المقاتلون الثلاثة من القُصّر (أقل من 18عاماً) أحدهم لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، في تكرار لجريمة تجنيد الأطفال".

‏‫#عملية_بركان_الغضب: قواتنا تقبض اليوم الجمعة على ثلاثة عناصر من ميليشيات حفتر في محاور القتال جنوب العاصمة....

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Friday, 15 May 2020

تجنيد الأطفال جريمة

منذ إطلاق حفتر هجماته العسكرية ضد الحكومة الشرعية منتصف عام 2014، تواصل مليشياته التي شكلها من المرتزقة تجنيد الأطفال في صفوفها من خلال حشد الشباب الليبي بشتى الطرق للقتال في صفوفها، وذلك إلى جانب استنجاده بمرتزقة أفارقة وسوريين وروس تابعين لشركة "فاغنر" الروسية، حسب آخر تقرير أممي سُلم لمجلس الأمن الدولي في 24 أبريل/نيسان الماضي.

وفي 10 أبريل/نيسان من السنة الماضية، اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، مليشيات حفتر بتجنيد الأطفال كمقاتلين في هجومها على العاصمة طرابلس وقتها.

وأكد وزير الداخلية فتحي باشاغا أن مشاهدة أطفال قاصرين "أشبه بالمرتزقة" في صفوف قوات حفتر مشهد يدمي القلب، فهؤلاء مجرد أطفال، وبدلاً من رعاية تربيتهم وتعليمهم وتجهيزهم للمستقبل، نجد من يجهزهم للموت ولا يعبأ بمشاعر أهلهم. إنها فضيحة بامتياز دون شك".

هذا وأكدت مصادر محلية من الشرق الليبي موالية لحفتر منذ أبريل/نيسان 2019، مقتل عدد من الجنود الأطفال من مواليد سنة 2000 و2001 و2002، وأن جثثهم سُلمت لذويهم بواسطة الهلال الأحمر الليبي في مطار بنغازي.

أما في الغرب الليبي فقال رئيس المجلس البلدي لمدينة غريان جنوب طرابلس، إن قوات حفتر التي تسيطر على المدينة منذ 5 أبريل 2019، قد فتحت باب التجنيد والتطوع للأطفال في مركز تدريب تابع للمجلس البلدي وسط المدينة .

تنديد دولي

تلقت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة "اليونيسيف"تقارير تبين تعرُّض أطفال ليبيين للقتل أو الأذى والتجنيد في صفوف المقاتلين.

وأُجبر أكثر من 150 ألف شخص، من بينهم 90 ألف طفل، على الفرار من منازلهم ليصبحوا الآن في عداد النازحين، حسب آخر تقاريرها الذي نُشر في 17 يناير/كانون الثاني الماضي.

وقالت المنظمة: "إن الأطفال في ليبيا اليوم في وضع شديد الوطأة، وينبغي على العالم أجمع ألا يقبل بهذا الوضع. وأنهم يدعون جميع أطراف النزاع وأولئك الذين لديهم نفوذ لحماية الأطفال".

المنظمة ذاتها نشرت في فبراير/شباط 2018، عن تسريح أكثر من 5000 طفل كانوا يقاتلون ضمن مجموعات مسلحة مختلفة في ليبيا، مؤكدة أن عشرات الآلاف من الأطفال لا يزالون يُستخدمون في الصراع الحامي في البلاد.

أسرى حرب

وكان رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري أشار خلال لقاء مع رؤساء البلديات الغربية في أبريل/نيسان 2019، إلى أن "التحقيقات مع أسرى قوات حفتر أثبتت أن بعض الشبان لم يبلغوا سن التكليف الرسمي، وهؤلاء مكانهم مقاعد المدارس وليس جبهات القتال".

واتهم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج في وقت لاحق، حفتر بـ"تجنيد الأطفال والزج بهم في الحرب"، متعهداً بمحاسبته وإعادة الأطفال إلى ذويهم.

يذكر أن ليبيا تعيش وضعاً إنسانياً متدهوراً سببه الحرب الداخلية ومحاولة خليفة حفتر الانقلاب على السلطة الشرعية، ففي الفترة بين 1 أبريل/نيسان 2019 و31 مارس/آذار 2020، وثقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في لبيبا وقوع ما لا يقل عن 685 ضحية بين المدنيين (356 قتيلاً و329 جريحاً).

فيما اضطر حوالي 149 ألف شخص داخل طرابلس وضواحيها إلى الفرار من منازلهم منذ بداية الهجوم.

ولا يزال ما يزيد على 345 ألف مدني في مناطق المواجهة بالإضافة إلى 749 ألف شخص يُقدر أنهم يعيشون في مناطق متضررة من الاشتباكات، ونحو 893 ألف شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية العاجلة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً