يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية (Reuters)
تابعنا

ما المهم: شارك في تأسيس حزب "تحيا تونس" الجديد، الأحد، عدد كبير من أعضاء حزب "نداء تونس"، بسبب خلافات اندلعت داخل الحزب مؤخراً، ويُتوقّع أن يتزعّم الحزب الجديد رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.

يهدف الحزب، وفق مراقبين، إلى البناء على إرث "النداء" واستقطاب قاعدته الانتخابية، ليدخل منافسة مزدوجة مع "نداء تونس" و"حركة النهضة" ذات التوجه الإسلامي المعتدل، خلال الانتخابات المرتقبة نهاية 2019.

المشهد: اختير المدير السابق لديوان الرئاسة سليم العزابي، منسّقاً عامّاً لتنظيم المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد، دون أن يحدّد موعد المؤتمر. وقال العزابي في كلمة له إنّ الحزب الجديد سيكون "تقدمياً" و"خصماً" لحركة النهضة.

ولم يحضر يوسف الشاهد الاجتماع الأول، لكن قيادات في الحزب قالوا إنه سيكون زعيم الحزب الجديد.‭‭ ‬

وقال العزابي لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن لا نطلق حزباً من لون واحد، بل حركة سياسية يمكنها جمع كل أطياف أسرتنا الديمقراطية"، وأضاف أن "الأسابيع المقبلة ستشهد عقد مباحثات مع شخصيات مختلفة وتيارات سياسية لضمّها إلى صفوفه".

ومن البرلمان انضم 44 نائباً من أصل 217 إلى التكتّل الذي يُتوقع أن يقوده الشاهد، ليصبح ثاني أكبر تكتُّل في البرلمان بعد النهضة.

وقالت النائبة البرلمانية زهرة إدريس لوكالة رويترز "هدفنا سيكون تأسيس حزب قوي يقود الإصلاحات الاقتصادية ويعيد الأمل إلى التونسيين المُحبَطين، ونتطلّع إلى أغلبية برلمانية مريحة لقيادة البلاد ومنافسة الإسلاميين".

يأتي إعلان الحزب الجديد بعد أشهُر من خلافات محتدمة بين قيادات حزب نداء تونس الذي يقوده حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي، والمتَّهَم بالسعى لخدمة مشروعه الشخصي.

ردود الأفعال: تتهم المعارضة يوسف الشاهد باستعمال نفوذه في تأسيس حزب يتكون من وزراء وبرلمانيين ومئات المستشارين في البلديات سمَّته "حزب الحكومة".

وقال زهير المغزاوي أمين عام حزب الشعب المعارض، لوكالة رويترز "الشاهد يتحايل على التونسيين، ويركز اهتمامه منذ أشهُر على تأسيس حزبه، لا على إنقاذ البلاد من وضعها الصعب"، وأضاف "لقد فشل منذ ثلاث سنوات في إنقاذ اقتصاد البلاد وتحسين وضع التونسيين، فكيف له أن يصنع بديلاً وهو الذي فشل في تغيير الوضع وهو في الحكم".

وانتقد المغزاوي ما اعتبره "استعمال رئيس الحكومة إمكانيات الدولة المادية والرمزية لتشكيل حزب سياسي للتنافس في انتخابات 2019، ممَّا يُعَدّ تحايلاً على الأحزاب السياسية وعلى المواطنين"، معتبراً أنه كان على رئيس الحكومة الاستقالة للتفرُّغ لتكوين حزبه السياسي، على حدّ تعبيره.

وقال الأمين العام لحركة "مشروع تونس" محسن مرزوق، خلال اجتماعٍ الأحد، إن قيادات حزب المشروع ستجتمع الأسبوع المقبل مع قيادات الحزب السياسي الجديد ليوسف الشاهد، للتنسيق والتحاور حول الصيغ التنظيمية المُثلَى المتعلقة بانتخابات 2019، ودعا مرزوق كل "الأحزاب الوطنية" إلى الالتحاق والالتفاف حول المشروع الجديد، لأنه "سيؤدي إلى خلق التوازن في الساحة السياسية".

من جهته دعا الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، الأحد، حركة النهضة إلى التوافق معه استعداداً للانتخابات، قائلاً "أنصح أصدقائي في حركة النهضة بأن يسيروا معنا لنأكل التمساح بدل أن يأكلنا"، في إشارة إلى الحزب الجديد وحزب "نداء تونس".

وعن أهداف الحزب الجديد قال محمود البارودي، العضو المؤسس في "تحيا تونس"، لـTRT عربي "هدفنا ليس إضعاف نداء تونس، بل تأسيس حزب قويّ قادر على تقديم موازنات جديدة على الساحة السياسية".

ما التالي: قال المحلّل السياسي التونسي محمد بن عبد الله، إن الحزب الجديد "هو في النهاية إعادة تشكيل لأجنحة نداء تونس ومنظومة ما قبل الثورة، ويريد أن يلعب مرة أخرى على الصراع الهوياتي والفرز الآيديولوجي كما فعل سابقوه".

وعن إمكانية نجاح "تحيا تونس" في مواجهة "نداء تونس" وحزب حركة النهضة في الانتخابات القادمة، قال بن عبد الله لـTRT عربي "سينجح على الأغلب، لأنه سيوظّف موارد الدولة، وأغلب المتحلِّقين حوله يعملون في مناصب حكومية، ولأن عند النخب التونسية توجُّهاً لدعمه، بعد فقدانهم الأمل في السبسي وابنه".

ولا يزال الشاهد بصفته رئيساً للحكومة يشكِّل تحالفاً مع حزب النهضة وينسق معه، في الوقت الذي يرفع فيه أعضاء حزبه الجديد شعارات ضده، وفي هذا الصدد قال بن عبد الله إن "بين خطابات الحملات الانتخابية وواقع ما بعد الانتخابات اختلافًا كبيرًا".

وأضاف "حزب النهضة يدرك ذلك جيّداً، ويدرك أنه سيكون طرفاً في الحكم، وسيحتاج إليه حزب الشاهد الجديد في أي تحالف قادم، في حال قدرته على حصد مقاعد كثيرة في الانتخابات القادمة، فالأمر نفسه حدث عام 2014 مع السبسي ونداء تونس".

من اجتماع "تحيا تونس"، الأحد 
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً