مدينة قندهار ثانية أكبر مدن البلاد "باتت تحت سيطرة طالبان" حسب مسؤولين أفغان (AFP)
تابعنا

سيطرت حركة طالبان الجمعة، على مركز ولايات هلمند (جنوب) وغور وبادغيس غربي أفغانستان، ليرتفع بذلك عدد مراكز الولايات التي تسيطر عليها إلى 15.

وذكر عبد العزيز بيك، رئيس مجلس شورى ولاية بادغيس، في تصريح صحفي، أن طالبان وسّعَت هجومها على مدينة "قلعة نو" (مركز الولاية) صباح الخميس.

وأضاف أن الحركة سيطرت على المدينة صباح الجمعة عقب انسحاب القوات الحكومية إلى معسكر قريب، وأوضح أن طالبان سيطرت على كامل المدينة باستثناء معسكر واحد.

بدورها ذكرت البرلمانية الأفغانية عن ولاية غور فاطمة كوهيستاني، أن طالبان وسّعَت هجومها على مدينة فیروز کوه (مركز الولاية) مساء الخميس، وأضافت أن الحركة سيطرت على المدينة صباح الجمعة، عقب انسحاب القوات الحكومية بلا اشتباك.

السيطرة على قندهار ولشكركاه الاستراتيجية

كذلك سيطرت طالبان على مدينة "لشكركاه" التي تحظى بأهمية استراتيجية باعتبارها أكبر مدن أفغانستان.

وذكر ميرفيس خدم، النائب عن ولاية هلمند، أن طالبان سيطرت على مدينة لشكركاه (عاصمة الولاية) عقب هجوم استمر 20 يوماً، وأضاف أن القوات الحكومية اضطُرّت إلى الانسحاب من المدينة ليلة أمس.

وأعلن مسؤولون أفغان الخميس، أن حركة طالبان تمكنت من السيطرة على مدينة قندهار جنوبي أفغانستان، ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أفغان لم تسمِّهم، قولهم إن مدينة قندهار ثانية أكبر مدن البلاد "باتت تحت سيطرة طالبان".

وفي وقت سابق الخميس أعلنت طالبان سيطرتها على مدينة هرات عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، وثالثة أكبر مدينة في أفغانستان.

كما كشفت وزارة الداخلية الأفغانية صباح الخميس عن سقوط مدينة غزني، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه جنوب شرقي البلاد، في قبضة طالبان، بلا مقاومة من المسؤولين.

وقالت الوزارة في بيان، إن قوات الأمن الأفغانية اعتقلت ظهر أمس محافظ الولاية وعدداً من زملائه، بعدما أعلن رئيس مجلس ولاية غزني في منشور على فيسبوك تسليم محافظ غزني ولايته لحركة طالبان عقب مباحثات عقدها مع زعيم الحركة.

يشار إلى أن ولاية غزني تقع على الطريق المؤدّي إلى العاصمة الأفغانية كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومتراً.

"حرب أهلية"؟

في سياق متصل قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس الجمعة، إن أفغانستان تتجه إلى حرب أهلية، وعلى الغرب أن يتفهم أن طالبان ليست كياناً واحداً، بل اسم لعدد كبير من المصالح المتنافسة.

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية BBC: "اكتشفت بريطانيا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر أنها دولة يقودها أمراء الحرب وتقودها أقاليم وقبائل مختلفة، وما لم تكن حذراً جداً فسينتهي بك الأمر إلى حرب أهلية، وأعتقد أننا نتجه نحو حرب أهلية".

وكان والاس ذكر الخميس أن بلاده سترسل مئات العسكريين إلى أفغانستان لمساعدة الرعايا البريطانيين والمترجمين المحليين على مغادرة البلاد في ظل تدهور الوضع الأمني.

وستُنقَل السفارة البريطانية في كابول إلى موقع أكثر أمناً، وستظلّ تعمل بالطاقم الأساسي فقط.

وقال والاس في بيان: "فوّضت بنشر عسكريين إضافيين لدعم الوجود الدبلوماسي في كابول ومساعدة المواطنين البريطانيين على مغادرة البلاد وتقديم الدعم في نقل الموظفين الأفغان السابقين الذين خاطروا بحياتهم بالخدمة إلى جانبنا".

وأضاف في إفادة منفصلة: "إنها عملية طويلة مقررة، وكان من المهمّ في ظلّ الوضع الحالي على الأرض في أفغانستان اتخاذ قرار الانتقال إلى تلك المرحلة".

جنود أمريكان لإجلاء موظفي السفارة

مع التدهور الأمني ​​السريع أرسلت الولايات المتحدة 3000 جندي إضافي للمساعدة على إجلاء بعض الأفراد من السفارة الأمريكية بكابل، حسبما قال مسؤولون.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، بأن كتيبة مشاة تابعة للجيش وكتيبتين من مشاة البحرية ستدخل أفغانستان في غضون اليومين المقبلين للمساعدة على الإخلاء الجزئي للسفارة.

من جانبه أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن العمل الدبلوماسي سيستمر في سفارة كابل.

وقال برايس في إفادة لوزارة الخارجية: "كانت مسؤوليتنا الأولى دائماً حماية سلامة وأمن مواطنينا الذين يخدمون في أفغانستان، وفي جميع أنحاء العالم"، ووصف سرعة تقدم حركة طالبان وما ينتج عنها من عدم الاستقرار بأنه "مثير قلق بالغ".

وأصرّ برايس على أن خطوة الخميس لا ينبغي أن يُنظَر إليها على أنها تشجع حركة طالبان التي أصبحت أكثر جرأة بالفعل، وقال: "نحن ملتزمون دعم أفغانستان وشعبها. يبقى هذا الالتزام".

إلا أن هذه الخطوة تشير إلى عدم ثقة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بقدرة الحكومة الأفغانية على توفير الأمن الدبلوماسي الكافي في كابل بعد سقوط سلسلة من عواصم المقاطعات في أيام.

وقال المتحدث باسم البنتاغون إن 1000 عنصر إضافي من فرقة عمل تابعة للجيش والقوات الجوية كانوا في طريقهم إلى قطر للمساعدة على معالجة التأشيرات للإجلاء المستمرّ للمترجمين السابقين وغيرهم من الأفغان الذين عملوا مع الأمريكيين في أفغانستان.

وكان فريق قتاليّ من لواء الجيش قوامه 4000 جندي من قاعدة بولاية نورث كارولينا متوجهاً إلى الكويت ليكون على أهبة الاستعداد في حالة الحاجة إلى مزيد من القوات لمهمة السفارة.

وشدّد كيربي على أن عمليات النشر الجديدة مهمة مؤقتة تركز فقط على سحب أفراد السفارة ومساعدة وزارة الخارجية على تسريع معالجة التأشيرات للمترجمين الأفغان وغيرهم، لا خطوة للانخراط في الحرب مرة أخرى.

ومنذ مايو/أيار الماضي تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ طالبان تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرَّر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

وتعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تَبنَّى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً