الناشط جهاد عبدو مضرب عن الطعام منذ اعتقال السلطة الفلسطينية إياه الأحد على خلفية تظاهرات ضد الفساد (محامون من أجل العدالة)
تابعنا

تواصل السلطة الفلسطينية اعتقال 25 ناشطاً فلسطينياً لليوم الخامس على التوالي، من بينهم عدد من المحامين وكبار في السن، على خلفية تظاهرة سلمية خرجت الأحد في رام الله، شمالي الضفة الغربية، بعنوان "طفح الكيل"، ضد الفساد واحتجاجاً على ترقيات وتعيينات خُصَّ بها أقارب المسؤولين.

وتدهور الوضع الصحي لعدد من المعتقلين الذين أضربوا عن الطعام والشراب منذ لحظة اعتقالهم، بعد قيام النيابة العامة بتوقيفهم لمدة 48 ساعة، وتمديد التوقيف مرة أخرى لـ15 يوماً بعد عرضهم على المحكمة.

وقال مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة" المحامي مهند كراجة لـTRT عربي، إن "التفاوض مع النشطاء المعتقلين بدأ بالمساومة معهم على إغلاق صفحات الحراك التي كشفت ملفات فساد للحكومة ولرأس المال الفلسطيني، مقابل الإفراج عنهم".

ويعيش المعتقلون الـ25 "ظروف احتجاز صعبة جداً وقاسية للغاية في غرف مكتظة تخلو من أي مراعاة للسلامة العامة في ظل انتشار فيروس كورونا، كما تم نقل العديد منهم إلى المشفى بسبب إضرابهم عن الطعام والشراب، خاصة الكبار في السن (ما فوق الـ50 عاماً)"، حسب كراجة.

وتحدث كراجة عن التهم الموجهة للمعتقلين قائلاً: "جرى التحقيق مع المعتقلين في المباحث العامة بتهمة التجمهر غير المشروع، رغم قيامهم بإشعار المحافظة واستيفائهم للإجراءات القانونية كاملة وإشعار بعض المؤسسات الحقوقية، كما وجهت لهم تهمة مخالفة قانون الطوارئ، رغم تقيدهم بإجراءات السلامة العامة، في المظاهرة التي جرى اعتقالهم منها قبل بدئها".

وتابع: "جرى التحقيق مع المعتقلين في العديد من الأنشطة التي يقومون بها، وقدمنا طلب إخلاء سبيل لهم لكن المحكمة رفضت".

ورقة موقف صادرة عن محامون من أجل العدالة بشأن القوة المفرطة التي استخدمتها أجهزة الأمن الفلسطينية بحق القائمين على...

Posted by ‎محامون من اجل العدالة‎ on Monday, 20 July 2020

ونشرت مجموعة من الحراكات الفلسطينية من بينها (حراك ضد الفساد، حراك أرضنا، حراك بكفي يا شركات الاتصالات، حراك الخليل، الحراك العمالي الفلسطيني، حراك الضمان) إعلاناً قالت فيه إنه سيتم تنظيم فعالية الأحد، بعنوان "طفح الكيل".

واعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الناشطين قبل البدء بالاعتصام، وكان أول المعتقلين الناشط جهاد عبدو الذي توجه بشكل سلمي للشرطة الفلسطينية التي تجمهرت بشكل كثيف في المكان المقرر أن يُنظم فيه الاعتصام، قائلاً لهم "إنهم لن يعتصموا إذا كان هناك اعتراض من قبل الأمن"، لكن جرى اعتقاله مباشرة، وقالوا له إنه "مطلوب"، حسب إفادة عبدو لمنظمة "محامون من أجل العدالة".

إدانات للاعتقال

وأكد كراجة وجود تفاعل دولي غير مسبوق من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم، مشيراً إلى أن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة سوف يصدر بياناً يدين فيه السلطة قريباً.

وأضاف: "تواصلت سفارة سويسرا والسفارة الهولندية معنا للمساهمة في الإفراج عن المعتقلين، وأبدت السفارات اعتراضها على تصرف السلطة غير المشروع، بالإضافة إلى منظمة هيومن راتس ووتش، وفرونت لاين، وغيرها من المنظمات الحقوقية الدولية التي أدانت الاعتقال".

من جانبها، طالبت منظمة العفو الدولية، الخميس، السلطة الفلسطينية، بالإفراج الفوري عن المعتقلين. وقالت المنظمة في بيان إنه "يجب على السلطات إسقاط جميع التهم عن المعتقلين فوراً والإفراج عنهم".

ودعا الائتلاف الفلسطيني من أجل المساءلة والنزاهة "أمان" ، فرعُ منظمةِ الشفافية الدولية في فلسطين، إلى الإفراج الفوري عن الموقوفين في حراكين ضد الفساد، موضحاً أن ذلك يمثل عقوبة انتقامية لا تتفق والحقوق والحريات العامة التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني.

كما دهمت قوة أمنية منزل الناشط نزار بنات، في محاولة لاعتقاله، وقال بنات لـTRT عربي، إن "الأجهزة الأمنية كانت تعرف أنني لست في المنزل، ومع ذلك دهموا من فيه الساعة الثانية صباحاً، ولو طلبوا مني الحضور لجئت، ولم يكن هناك أي داع لترويع أهل المنزل".

وأشار بنات إلى أنه "لم يدعُ للحراك وهو ليس من ناشطيه ولم يشارك فيه، لكنه دافع عن الحراك ومعتقليه، وكشف بعض ملفات الفساد التي بحوزته".

وعلل بنات سبب ملاحقته قائلاً: "حين بدأ الحراك ضد الفساد، شعرت الحكومة بورطة، وبدأت تعتقل كل من له نشاط وصوت مسموع ويثق به الشارع الفلسطيني، ونوه إلى "الطريقة القاسية التي تعتقل بها الأجهزة الأمنية النشطاء، من بينهم صهيب زاهدة الذي قاموا بضربه أمام طفله الصغير والذي يعاني من صدمة نفسية الآن، كما يقول بنات.

وتناقلت وسائل إعلام فلسطينية الحديث عن ناشطين بالحراك تطاردهم السلطة الفلسطينية من بينهم فايز الدويك (عضو مؤسس لحزب العمال)، والدكتور عز الدين زعول. وبعد تواصل TRT عربي مع زعول، قال: "لم يجرِ تبليغي من أية جهة أنني مطلوب، ولكنني أقرأ عبر وسائل التواصل أخباراً تفيد بذلك".

TRT عربي
الأكثر تداولاً