تركيا تصبح مركزاً عالمياً لنقل واستخراج الغاز بفضل مشاريعها الأخيرة (AA)
تابعنا

دخلت تركيا نادي منتجي الغاز عالمياً مع إعلانها الأسبوع الماضي، عن كشف ضخم من الغاز الطبيعي في مياه البحر الأسود، وسط آمال تحدو البلاد للكشف عن احتياطات إضافية في مياه البحر المتوسط.

وأشارت تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي، الجمعة، إلى أن الكشف هو الأكبر في تاريخ تركيا حتى الآن، بإجمالي 320 مليار متر مكعب، فاتحاً الباب أمام تحقيق اكتشافات أخرى في المنطقة.

ويرتقب أن يكون لدخول حقل الغاز التركي على خط الإنتاج أثر كبير على واردات البلاد من مصادر الطاقة التقليدية، خاصة الغاز الطبيعي المخصص لتوليد الطاقة واحتياجات المصانع والمنازل، بحسب مسؤولين.

وبحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية بلغت قيمة واردات الطاقة في البلاد، خلال العام الماضي، قرابة 41 مليار دولار، توزعت بين مختلف واردات الطاقة.

ومن شأن خفض الرقم بعد اكتشافات الغاز والبدء الفعلي بالإنتاج، أن يسهم في خفض أي عجز في الميزان التجاري للبلاد، وأن يقلل من خروج النقد الأجنبي إلى الدول المصدرة.

ويمثل حجم الحقل المكتشف أكثر بقليل من 40% من حجم أكبر حقل مكتشف في مياه البحر المتوسط، وهو حقل "ظهر" المصري المكتشف عام 2015.

واستمرار عمليات التنقيب في مياه البحرين الأسود والأبيض المتوسط، واحتمالية الإعلان عن كشف آخر أو أكثر، يتوقع أن يزيدا قوة موقف أنقرة في المفاوضات التركية مع موردي الغاز من الخارج، وأن يغيرا قواعد لعبة تجارة الطاقة.

ويعني ذلك أن تركيا قد تخفض اعتمادها على واردات الطاقة، وبالتحديد الغاز المسال القادم من السوق الأمريكية، وتعويضه بالغاز المحلي إلى جانب العقود المبرمة مع روسيا وأذربيجان، وفق وكالة الأناضول.

ويتجاوز النجاح التركي الأخير موضوع الغاز إلى قدرة تركيا على صناعة سفن التنقيب وإجراء المسوحات الزلزالية محلياً، بعد فشل عمليات التنقيب التي قادتها كل من إكسون موبيل الأمريكية، وبريتش بتروليوم في المنطقة نفسها.

ويعني نجاح تركيا في الإعلان عن اكتشافات جديدة في مجال الطاقة خلال الفترة المقبلة، تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، خاصة مع وجود أنابيب لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أراضيها، وفق مراقبين.

وتجاوز متوسط الاستيراد السنوي التركي من الغاز الطبيعي نحو 31 مليار متر مكعب في 2019، في حين بلغ معدل الاستهلاك السنوي من الغاز الطبيعي في 2019 قرابة 43 مليار متر مكعب.

وتواصل أنقرة بحماية عسكرية عمليات الاستكشاف والتنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية في مياه البحر المتوسط، في حماية لحقوقها أمام الرفض القادم من اليونان وقبرص الرومية.

بلغت قيمة واردات الطاقة في البلاد خلال العام الماضي قرابة 41 مليار دولار، تتوزع بين مختلف واردات الطاقة

هيئة الإحصاء التركية

حقائق وأرقام

في عام 2019 ارتفع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 1.5% مقارنة بـ2018، أي ما مقداره 57.9 مليار متر مكعب، إلى 3986 مليار متر مكعب صعوداً من 3851 ملياراً، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

وعلى مستوى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 1.9% في 2019، بزيادة قدرها 34.5 مليار متر مكعب عن 2018، في حين كان النمو 1.1% أو 23.4 مليار متر مكعب.

في المقابل، وصلت الواردات العالمية إلى 1.2 تريليون متر مكعب في 2019، مع زيادة قدرها 55.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي مقارنة بعام 2018.

وعززت الصين أهميتها كمحرك لديناميات الغاز الطبيعي المسال العالمية بجانب اليابان وكوريا، وللسنة الثانية على التوالي سجلت الصين أعلى زيادة في أحجام واردات الغاز الطبيعي المسال بزيادة 11.8 مليار متر مكعب عن 2018.

من حيث التصدير، تظل قطر وأستراليا أول مزودين للغاز الطبيعي المسال إلى العالم ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، في حين أصبحت الولايات المتحدة الآن ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال.

والغاز الطبيعي خليط من الغازات والميثان في المقام الأول، يتكون في الغالب من الهيدروكربونات، وهو موجود في رواسب تسمى الخزانات تحت سطح الأرض. ويعتبر أنظف وقود أحفوري على الأرض، لأنه ينتج ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وكميات صغيرة من أكاسيد النيتروجين عند حرقه.

والغاز الطبيعي في حالته الطبيعية عديم اللون والرائحة، ويُستخدَم بشكل شائع في توليد الطاقة في القطاعات السكنية والتجارية والصناعية، مثل التدفئة وتوليد الكهرباء.

وفي عام 2019 كانت الولايات المتحدة المستهلك الرئيسي للغاز الطبيعي في جميع أنحاء العالم، إذ بلغ نحو 846.6 مليار متر مكعب.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً