واشنطن وقفت بيع تركيا مقاتلات F-35 بحجة شراء أنقرة منظومة دفاع روسية (Jack Guez/AFP)
تابعنا

حث رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون الأربعاء، الغرب والولايات المتحدة على تسليم بلاده مقاتلات F-35 وبطاريات باتريوت "بلا شروط مسبقة"، قائلاً إن المقترحات غير الرسمية لن تُصلِح العلاقات.

وفي مقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال، أشار ألطون إلى مقال نُشر الأسبوع الماضي اقترح استخدام أنظمة صواريخ S-400 التي تملكها تركيا في أوكرانيا ضد روسيا، وذكر المقال أن ذلك سيؤدي إلى تحسين العلاقة بين واشنطن وأنقرة.

وقال ألطون إن "الفكرة، رغم أنها غير واقعية اليوم، تمثّل فرصة لمناقشة المشكلات التي واجهتها تركيا مؤخراً مع الغرب".

وانتقد المسؤول الكبير في المقال، الروايات الأمريكية بشأن قرار تركيا شراء صواريخ روسية الصنع، قائلاً إنها أغفلت أن أنقرة كانت أول من اتجه إلى الولايات المتحدة لشراء منظومة باتريوت.

وأضاف ألطون: "بالنظر إلى أن تركيا تقع في واحدة من أكثر مناطق العالم خطورةً واضطراباً، والتهديدات التي واجهتها تركيا لم تختفِ بطريقة سحرية برفض واشنطن، كان على أنقرة أن تبحث عن بدائل"، مشيراً إلى اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالأمر خلال ولايته الرئاسية.

وتابع بأن تركيا لم يكن لديها خيار شراء منظومة باتريوت.

ومضى قائلاً: "لا يزال الأتراك يتذكرون كيف سحب حلفاؤنا بطاريات باتريوت من تركيا خلال واحدة من أشدّ الفترات توتراً في العلاقات التركية-الروسية. وفي ضوء التجربة، لم يعُد الشعب التركي يأخذ على محمل الجدّ أي تعهد غير رسمي من الغرب بتزويدهم بمنظومة باتريوت".

وأوضح أن "استبعاد" تركيا غير القانوني من برنامج F-35 لاعتبارات سياسية (لم تخطر الولايات المتحدة بها تركيا رسمياً وقانونياً) تصعّب التعامل بجدية مع "الجزرة المجازية" المتمثلة بـ"إعادة تركيا إلى وضعها السابق".

وفي 2019 استبعدت الولايات المتحدة تركيا من بر نامج F-35 لأن الأخيرة اشترت منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400.

بيد أن تركيا أكدت أن منظومة S-400 لن تُدمَج في أنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وبالتالي لن تشكّل أي تهديد للحلف أو أسلحته، كما اقترحت أنقرة مراراً تشكيل لجنة لتوضيح المسألة.

ورأى ألطون أن تطبيع العلاقات مع تركيا مسؤولية الغرب والولايات المتحدة.

وقال إن "الأزمة الأوكرانية أظهرت أن تضليل التقييمات الجيوسياسية لأولئك الذين قلّلوا أهمية تركيا الاستراتيجية وزعموا أن الناتو ميت دماغياً واعتقدوا أن الحدود الوطنية لم تعُد قابلة للنقاش".

وأضاف أن تركيا تنتظر أن يعاملها الغرب كما تستحقّ، مؤكداً أن "الأمر سيتطلب إجراءات لبناء الثقة، لا ما يسمى المقترحات غير الرسمية، لإصلاح العلاقة".

وفي ما يخص الطائرة المسيرة "بيرقدار"، التي تُعَدّ جزءاً من مخزون يساعد أوكرانيا على محاربة الروس، قال ألطون إن تركيا صممتها وصنعتها على الرغم من الجهود الغربية لعرقلة هذه العملية.

وأضاف أن "كندا على سبيل المثال حظرت مبيعات الأسلحة إلى تركيا، فيما أدى التسييس غير المنطقي للتعاون الدفاعي بين حلفاء الناتو إلى تقليل اعتماد تركيا على الحكومات الأجنبية ودفع الشركات التركية إلى الابتكار".

تجدر الإشارة إلى أنه في 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلِّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو" والتزام الحياد التامّ، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً