أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو الثلاثاء، عن رفضه لكلمة "إدانة" التي استخدمها الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في تصريحاته حول آيا صوفيا.
وقال جاوش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية مالطا إيفاريست بارتولو عقب محادثات جمعتهما "هناك آثار بنيت كمساجد ثم تحولت إلى كنائس في إسبانيا، فهل يجب علينا الآن أن نقول لإسبانيا "حولوها إلى مساجد إننا ندينكم".
وأردف:" كما قلت سابقاً، لو أن بوريل أعرب عن رغبته بعدم افتتاح آيا صوفيا أو بقائه متحفاً لاحترمت ذلك، ولكننا نرفض كلمة إدانة"، لافتاً إلى أن إدانة تركيا تعتبر نهجاً غير صحيح نظراً لموقفها البنّاء بخصوص آيا صوفيا.
وأشار إلى أن تركيا وُضعت على طاولة اجتماع مجلس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، بناء على رغبة كلّ من اليونان وإدارة جنوب قبرص الرومية وفرنسا.
وشدد جاوش أوغلو على أن تركيا مستعدة للحوار والتعاون مع الجميع في شرقي المتوسط، مضيفاً "يمكننا حل هذه القضايا عبر الحوار، فنحن مستعدون للتعاون والتقاسم ولكننا نعارض الإملاءات والعقوبات من جانب واحد".
والسبت الماضي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة، حق سيادي لبلاده ويأتي تلبية لرغبة الشعب، بعد قرار المحكمة الإدارية العليا في تركيا بإلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1934، القاضي بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف.
وأكدت المحكمة الإدارية أنها درست القضية من حيث التشريعات ذات الصلة، والمحكمة الدستورية، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ويُعد آيا صوفيا صرحاً فنياً ومعمارياً، ويقع في منطقة السلطان أحمد بمدينة إسطنبول، واستُخدم لمدة 481 عاماً مسجداً، وحُوّل إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
العلاقات مع مالطا
وفيما يخص العلاقات التركية المالطية، أوضح وزير الخارجية التركي أنه كان يتهاتف يومياً تقريباً مع نظيره بورتولو خلال فترة انتشار فيروس كورونا، مؤكداً أن الزيارات المتبادلة ستتواصل، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان يرغب بإجراء زيارة لمالطا.
وشدد على أن اجتماعه الثنائي مع بورتولو بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، مبيناً أن حجم التجارة بين البلدين العام الماضي بلغ 1.2 مليار دولار.
وذكر أن تركيا تحتل المرتبة الثانية في حجم الاستثمارات بمالطا، وأن الشركات التركية تنفذ أعمالاً مهمة هناك لثقة مالطا بالشركات التركية في مجال المقاولات.
وأشار إلى أن تركيا أجْلت 129 مواطناً من مالطا خلال فترة انتشار الفيروس، وأن الخطوط الجوية التركية ستُسيّر رحلات إلى مالطا اعتباراً من الأول من أغسطس/آب المقبل.
وأكد جاوش أوغلو أن مالطا أدرجت تركيا ضمن البلدان الآمنة من أجل السياحة، قائلاً: "ننتظر الموقف نفسه من الاتحاد الأوروبي، فغداً سيحدّثون القائمة ويجب أن تكون تركيا ضمن تلك القائمة الآمنة عند الأخذ بالمعايير الموضوعية".
