69 عاماً من المساهمات التركية في حلف "ناتو" (AA)
تابعنا

تواصل تركيا تقديم إسهاماتها لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، طوال السنوات الـ69 من عضويتها، إذ تمرّ اليوم ذكرى انضمام تركيا إلى الحلف في 18 فبراير/شباط 1952.

كانت تركيا في هذه السنوات من أكثر الدول الأعضاء التي قدمت الدعم والإسهامات لـ"ناتو"، ومنذ بدايات عضويتها حتى الآن، كانت تركيا وما زالت ضمن أغلب العمليات والمهامّ والفاعليات التي أطلقها الحلف بهدف تعزيز قدراته المدنية والعسكرية.


في عام 1952 حصلت تركيا على عضوية حلف ناتو الذي يُعتبر منظمة عسكرية دولية تأسست عام 1949م بناءً على معاهدة شمال الأطلسي التي وُقّع عليها في واشنطن في 4 أبريل/نيسان 1949.

وكانت تركيا الدولة الـ13 في ترتيب الدول المؤسسة للحلف الذي يعد نظاماً للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من أطراف خارجية.

وتُعتبر تركيا من الأعضاء المحوريين في حلف شمال الأطلسي، لا سيما أنها كان منوطاً بها تأمين الجناح الجنوبي الشرقي للحلف إبّان الحرب الباردة التي كانت صراعاً وتوتراً وتنافساً بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وحلفائهما، وامتدت من فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي.
وبعد هذه الفترة واصلت تركيا دورها في الاضطلاع بأدوار مسؤولة داخل ذلك الكيان من خلال تقديم إسهامات كبيرة لبعثات الحلف المعنية بالسلام وإدارة الأزمات ببقاع مختلفة من العالم.

تركيا قلب أمن "ناتو"

وباعتبارها ثاني أكبر جيش في الحلف، فإن القوات المسلحة التركية تقف في قلب أمن "ناتو"، وتحتلّ المرتبة الأولى في قائمة الدول الخمس الأكثر مساهمة في الحلف بألفَي فرد في المناورات والعمليات.

كما تُعد تركيا ثامن أكبر مساهم في الميزانية المشتركة لـ"ناتو"، وعلى صعيد تقديم الدعم الشامل والمستدام للعمليات والمهامّ التي يطلقها حلف شمال الأطلسي، تأتي تركيا في المرتبة الخامسة بين الأعضاء.
وتُعد تركيا أيضاً ثالث أكبر مساهم في المجموعة البحرية الدائمة لحلف "ناتو" (SNMG-2) من بين 30 عضواً في الحلف.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا هي الدولة الثانية التي تساهم بأكبر قدر في المجموعة الثانية الدائمة لحلف شمال الأطلسي لمكافحة الألغام (SNMCMG-2).

كما تدعم الطائرات التركية AEW & C أنشطة إجراءات الضمان (AM) لحلف "ناتو"، من خلال طلعتين في الشهر، وتدعم عملية Sea Guardian (OSG) بـ3-4 طلعات في الشهر.

قوات تركية لحفظ السلام

وإلى جانب هذا، تشارك القوات المسلحة التركية في عديد من عمليات "ناتو" ومهامه، أبرزها قوات "الدعم الحازم" في أفغانستان.

وفي أفغانستان، تتولى مهمة تشغيل وتوفير الأمن في مطار حامد كرزاي الدولي، حتى نهاية عام 2019.

ويبلغ عدد الجنود الأتراك في أفغانستان ضمن إطار قوات "ناتو" 570 عسكرياً. أما في كوسوفو فتسهم تركيا في تعزيز قوة "ناتو" أيضاً عبر تخصيصها 280 جندياً، ضمن إطار قوت حفظ السلام "KFOR".

وفي العراق تُعتبر تركيا ثاني دولة بعد كندا، تقدمت بتعهدات دعم لقوات "ناتو" هناك، وضمن هذه القوات 30 جندياً تركياً.

كما تولت القوات التركية في أفغانستان مهمة تشغيل وتوفير الأمن في مطار حامد كرزاي الدولي، حتى نهاية عام 2019.

مساهمات على الرغم من تفشي كورونا

وعلى صعيد العمليات والمهامّ البحرية، تُعد تركيا من البلدان المساهمة بشكل دائم في عملية "الحرس البحري" بقيادة "ناتو" في المتوسط، كما تتولى دوراً مهماً في مكافحة الهجرة غير النظامية في بحر إيجة.

وتستمر مساهمات تركيا في تدريبات "ناتو" وهيكل قوته وموظفيه دون انقطاع على الرغم من تفشي فيروس كورونا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مساهمة تركيا في عمليات البحر المتوسط ​​مستمرة أيضاً، كما يُقدَّم مزيد من المساهمات لمبادرة (NRI) بمكونات من القوات البرية والبحرية والجوية.

وتمتاز تركيا بين أعضاء الحلف بأنها من الدول التي تقع على خط الجبهة في مكافحة الإرهاب، الذي يُعدّ أحد أبرز التهديدات ضد "ناتو"، وتتمثل في مكافحة تنظيمات إرهابية مختلفة وعديدة، أبرزها تنظيم PKK الإرهابي، وحركة كولن الإرهابية، وتنظيم داعش الإرهابي.

وتركيا التي تُعتبر عضواً في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، قدمت دعماً كبيراً لا يخفى على أحد للعمليات العسكرية التي استهدفت ذلك التنظيم.
فحسب ما ذكره أمين عام "ناتو" من قبل، فإن الحلف يستخدم القواعد العسكرية بتركيا، والبنى التحتية فيها، في عملياته التي تستهدف هزيمة داعش الإرهابي.

جدير بالذكر أن تركيا توفر الطائرات المقاتلة التي تُنشر في مطارات أخيسار ودالامان وباليكسير وميلاس وأرضروم وبانديرما ومرزيفون وإنجرليك وديار بكر التابعة للقيادة الجوية التركية التي تدعم حلف شمال الأطلسي من خلال حالة الاستعداد للرد السريع (QRA) على مدار 24 ساعة.

وإلى جانب الدعم العسكري، تقدّم تركيا الدعم المدني لحلف شمال الأطلسي، عبر إرسال الخبراء في المجالات المختلفة، الأمر الذي يجعلها عضواً رئيسياً ومهماً في صفوف الحلف.

ومؤخراً تسلمت تركيا بحلول عام 2021، منصباً في غاية الأهمية ضمن حلف شمال الأطلسي، يتمثل في رئاسة قوة المهامّ المشتركة عالية الجاهزية، لمدة عام كامل.

واتفق زعماء دول "ناتو" على إنشاء قوة عمل مشتركة عالية الجاهزية، خلال قمة ويلز عام 2014، عقب أنشطة روسيا الرامية إلى زعزعة الاستقرار في أوكرانيا، والتوترات بمنطقة الشرق الأوسط.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً