خطاب ترمب أتى متأخراً بسبب أطول إغلاق حكومي مرت به الولايات المتحدة في تاريخها  (Reuters)
تابعنا

ما المهم:ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خطاب حالة الاتحاد السنوي أمام الكونغرس، وسط حالة انقسام سياسي حادة بين البيت الأبيض ومجلس النواب، مستعرضاً الخطوط العريضة لسياسته الخارجية والداخلية، كما عدّد إنجازاته في عدد من الملفات الخارجية والاقتصادية.

ويأتي الخطاب هذا العام بعد تأجيل موعده الرسمي، بسبب استمرار الإغلاق الحكومي على خلفية رفض مجلس النواب دعم بناء جدار عازل في وجه المهاجرين غير القانونيين القادمين من المكسيك، إلا أن هذا لم يمنع ترمب من التمسك ببناء الجدار في خطابه.

الأمر الذي قد يعيد الانقسام إلى مربعه الأول بينه والديمقراطيين المسيطرين على مجلس النواب، ما يطرح خيارات عديدة على الطاولة، أهمها العودة إلى الإغلاق الحكومي وزيادة الضغط على الديمقراطيين في الداخل.

المشهد: في ظل لحظة الانقسام الحادة التي تشهدها الولايات المتحدة، وبعد تأجيلٍ لأكثر من أسبوعين، وقف ترمب أمام نواب الكونغرس، لاستعراض سياساته الداخلية والخارجية.

وعلى الصعيد الداخلي، دعا الرئيس الأمريكي أعضاء الكونغرس "للعمل معاً في شأن قضية الهجرة الحساسة للغاية"، مشدداً على أن "تشييد جدار حدودي في مواجهة الهجرة غير الشرعية وحده سيضمن أمن الولايات المتحدة".

ودافع ترمب مطولاً عن دعوته لبناء الجدار الحدودي، معلناً أنه سيبنيه مهما كلف الأمر، دون الإعلان عن أي موعد نهائي بشأنه، وهو ما يستوجب تشريعاً من مجلس النواب لتمرير ميزانيته.

وسعى ترمب في خطابه لاستعادة الثقة الداخلية خاصة من النواب الجمهوريين الذين تآكل دعمهم له عقب الإغلاق الحكومي الأخير الأطول في تاريخ البلاد. واستغلّ الرئيس الأمريكي الخطاب للدعوة لعهد جديد من التعاون بهدف "كسر عقود من الجمود السياسي"، مندداً بالتحقيقات التي وصفها بـ"السخيفة والمنحازة"، في إشارة مباشرة إلى تحقيقات مولر حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وعلى الصعيد الخارجي، أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في فيتنام يومي 27 و28 من فبراير/شباط 2019.

وحول ملف أفغانستان، قال ترمب إن إدارته تجري "محادثات بناءة" مع أطراف هناك بينها طالبان، وإنها ستتمكن من خفض القوات الأمريكية هناك، والتركيز على مكافحة الإرهاب إذا حققت تقدماً.

ودافع عن قرار سحب قواته من سوريا وأفغانستان، الذي شهد معارضة كبيرة من مستشاري الأمن القومي والعديد من النواب الجمهوريين، قائلاً إن "الدول العظمى لا تقاتل في حروب لا نهاية لها".

وحول الأزمة في فنزويلا شدد ترمب على دعم بلاده لشعب فنزويلا "في سعيه النبيل للحرية".

وبشأن المفاوضات التجارية مع الصين، قال ترمب إنها تمضي إلى الأمام من أجل الوصول إلى اتفاق، لكنه قال إن "سرقة الوظائف والثروة قد انتهت" في إشارة إلى بكين، متعهداً بحماية الوظائف الأمريكية، وملقياً باللوم على الإدارات السابقة في السماح بحدوث "هذه الظاهرة".

وانتقد ترمب "النظام الراديكالي" في إيران، وتعهد بألا تحصل طهران على أسلحة نووية مطلقاً، متهماً الحكومة الإيرانية بأنها معادية للسامية.

بين السطور: خطاب حالة الاتحاد واجب دستوري وتقليد رئاسي أمريكي عريق، يلقي خلاله رئيس البلاد خطاباً سنوياً أمام الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، يستعرض فيه حالة الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويقترح جدول أعمال تشريعي للسنة المقبلة، إضافة إلى شرح مقاربته الشخصية للشعب الأمريكي.

وبدأ هذا التقليد في سنة 1790 عندما ألقى جورج واشنطن "رسالته السنوية" أمام الكونغرس في مدينة نيويورك التي كانت آنذاك عاصمة مؤقتة للبلاد.

وعارض هذا فيما بعد الرئيس توماس جيفرسون بوصفه يتسم بطابع شبيه بالأنظمة الملكية ولا يليق بديمقراطية جديدة، واستبدله بإرسال رسالة خطية سنوية إلى الكونغرس بدلاً من المثول أمامه، وهو الأمر الذي اتبعه الرؤساء اللاحقون طوال أكثر من قرن.

وأحيا الرئيس وودرو ويلسون تقليد إلقاء الخطاب شخصياً أمام الكونغرس إثر دخول البلاد عهد ثورة الإعلام الجماهيري عبر الإذاعة في مرحلة أولى ثم التلفزيون، حيث أصبح الأمريكيون مع انتخاب الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1932 يستمعون إلى الرؤساء عبر الإذاعة ويشاهدونهم في الأفلام الإخبارية بقاعات السينما.

وفي عام 1945، أصبحت هذه الرسالة الرئاسية السنوية تعرف رسمياً بـ"خطاب حالة الاتحاد" وتذاع مباشرة في الإذاعات والتلفزة بعد انتشار أجهزتها في خمسينيات القرن الماضي.

TRT عربي
الأكثر تداولاً