خليفة حفتر مُهدد بخسارة أخر مدن الارتكاز التي تنطلق منها مليشياته نحو طرابلس (AA)
تابعنا

تتجه الأنظار حالياً إلى مدينة ترهونة غربي ليبيا، والتي يُعتقد أنها ستكون النقطة الفاصلة في الحرب الدائرة في البلاد بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً والمليشيات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر. فبعد إنهاء قوات الوفاق سيطرة حفتر على جميع مدن غلاف طرابلس (صرمان وصبراتة وغريان باستثناء ترهونة)، أصبحت الأولوية هي السيطرة عليها، خاصة أن "اللواء التاسع ترهونة" التابع لحفتر يشكل أكبر خطر على طرابلس.

الحسم قبيل رمضان

شرعت قوات الحكومة الليبية الشرعية باستهداف مدينة ترهونة ومحيطها، خلال الأسابيع الأخيرة، ولوّحت بإمكانية اقتحامها وتحييد مليشيات اللواء التاسع فيها.

وأكد على ذلك قائد غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية التابعة لقوات حكومة الوفاق اللواء أسامة الجويلي، في تصريح صحفي، بُث الأسبوع الماضي، قال فيه إن قوات الوفاق قد تضطر لأعمال عسكرية في بعض مدن المنطقة الغربية مثل ترهونة التي تبعد نحو 90 كم جنوب شرقي العاصمة طرابلس.

وبعد تحرير قوات الوفاق لكامل الشريط الساحلي غرب طرابلس، الاثنين الماضي، قال خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، الثلاثاء، في تصريح لقناة "ليبيا الأحرار"، إنهم سيحتفلون قبيل شهر رمضان المبارك (نهاية الأسبوع المقبل) بتحرير ترهونة والعديد من المناطق الأخرى، وفقاً للخطط العسكرية.

وللوقوف على أسباب أهمية مدينة ترهونة لطرفي الصراع؛ حكومة الوفاق، وحفتر ومليشياته، لا بد من معرفة ما أخطر قوة مسلحة تهدد العاصمة الليبية وعلاقتها بترهونة.

#عملية_بركان_الغضب: #انفوغرافيك: في يوم واحد .. السيطرة على ست مدن بمساحة 3250 كيلومتر مربع #عاصفة_السلام #العدوان_على_طرابلس #حفتر_كورونا_ليبيا #لن_نعود_للقيود #تبديد_وهم_المتمرد #ليبيا

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Monday, 13 April 2020

اللواء التاسع.. رأس حربة حفتر في المعركة

يعتبر اللواء التاسع أحد أبرز المساندين عسكرياً لحفتر وأهمهم، وكذلك أخطر قوة مسلحة يهدد بها حفتر العاصمة الليبية ويحاول من خلالها السيطرة على طرابلس.

وتشكّل اللواء التاسع عام 2019، وهو عبارة عن دمج للواء السابع ترهونة مع اللواء 22 ترهونة.

واللواء السابع أو ما كان يسمى سابقاً بالكانيات، نسبة إلى إخوة من عائلة الكاني، هو مليشيا تكوّنت في مدينة ترهونة. ولم تكن محددة الأهداف، فمن جهة اعتبرت نفسها جزءاً من قوات الوفاق، والأخيرة تبرأت منها، بل حتى حفتر تنصل منها حينها.

وكان اللواء السابع خليطاً مشكلاً من السلفيين وعساكر اللواء 32 معزز، وأنصار حكومة الإنقاذ، وموالين لحكومة الوفاق، وخصوم لحفتر وآخرين داعمين له، والشيء الوحيد الذي كان يجمعهم هو انتماؤهم القبلي لترهونة.

في 2018، وقع اتفاق بين اللواء السابع ترهونة، وكتائب طرابلس برعاية حكومة الوفاق، على أن ينسحب من مناطق سيطرته جنوبي العاصمة، وأن يتعهد بعدم مهاجمتها.

لكن ومع إطلاق حفتر عمليته العسكرية للسيطرة على طرابلس في أبريل/نيسان 2019، انضم اللواء السابع له، وأصبح يسمى اللواء التاسع، بعد توحيده مع اللواء 22 ترهونة، لكن دون أن يكشف في البداية عن تحالفه مع حفتر، فبينما كانت قوات الوفاق تتصدى لمليشيات حفتر القادمة من غريان، فإذا بها تتلقى هجوماً مفاجئاً من الجنوب الشرقي للعاصمة من عناصر الكانيات واللواء التاسع.

وأكبر خطورة شكلها اللواء التاسع ترهونة، أنه على عكس قوات حفتر القادمة من الشرق، يعرف عناصره جيداً أرض المعركة، وجزء من أحياء وسكان طرابلس امتداد لترهونة ذاتها، لذلك فأغلب التقدمات التي أحرزها حفتر جنوبي طرابلس، كانت بفضل "اللواء التاسع ترهونة".

عصيان القرارات وإثبات ضعف حفتر

في خروج بدا واضحاً على قرارات حفتر، ونذيراً بانقسامات عسكرية في صفوفه، كان عدد من المليشيات التي تقاتل إلى جانبه قد رفضت الدخول في هدنة ووقف إطلاق النار، بالرغم من إعلان حفتر نفسه موافقته المبدئية على الهدنة، إثر دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بيان مشترك، مطلع يناير/كانون الثاني2020، الأطراف الليبية إلى وقف إطلاق النار.

وكانت أبرز المليشيات التي رفضت قبول وقف إطلاق النار وأعلنت ذلك عبر منصاتها الإعلامية، هو اللواء التاسع، والذي أعلن عبر حسابه على فيسبوك بعد إعلان حفتر قبول الهدنة قائلاً: "لن نفرط في دماء الشهداء لا للهدنة لا للتصالح".

وقد شكل رفض قيادات في مليشيات حفتر سواء التابعة للواء التاسع أو الموالية لنظام القذافي السابق، أحد الأسباب الرئيسية لمغادرته العاصمة الروسية موسكو، دون التوقيع على مسودة الاتفاق مع حكومة الوفاق.

وكشفت مصادر لوكالة الأناضول، سابقاً، أن توقيع حفتر على هدنة مع قوات الوفاق كان من شأنه إحداث شرخ في صفوف مليشياته، وقد لا تلتزم بعضها بقراراته مما يجعل الأخير في نظر المجتمع الدولي ضعيفاً، وغير قادر على السيطرة على مليشياته، كما قد يؤدي ببعض قادته للبحث عن بديل له.

السيطرة على غرب طرابلس.. بداية النهاية لمشروع حفتر

لم يكن من المتوقع أن يُمنى حفتر بهزائم ساحقة في غرب العاصمة الليبية طرابلس، وتنهار مليشياته في 6 مدن ومنطقتين استراتيجيتين، خلال ساعات فقط من يوم الاثنين، 13 أبريل/نيسان2020، مما يعكس هشاشة مليشياته، التي انكشف ضعفها بمجرد غياب الغطاء الجوي عنها.

وتجلت قلة التنظيم والتنسيق بين مليشيات حفتر في مختلف مدن غرب طرابلس، وكذلك عدم وجود نقطة دفاع قوية يمكن الاحتماء بها عند الانسحاب، باستثناء قاعدة الوطية الجوية (140 كلم جنوب شرق طرابلس)، البعيدة عن ميدان المعارك.

كما تفتقد هذه المناطق لمنصات دفاع جوي مثلما هو موجود في مدينة ترهونة، مما جعلها تحت رحمة طيران الوفاق.

وحتى قاعدة الوطية الجوية جرى تحييدها بعد اقتحام قوات الوفاق لها، في 25 مارس/آذار الماضي، وأسرها 27 من عناصر المليشيات، تبع ذلك سلسلة متواصلة من غارات طيران الوفاق عليها، مما شلّ حركتها بشكل كبير، ما جعل الشريط الساحلي غرب طرابلس، على طول 170 كلم وعمق أكثر من 30 كلم، محرماً على طيران حفتر، وهو ما أفقده نقطة تفوقه الرئيسية في معارك سابقة

#عملية_بركان_الغضب: صور الاقمار الصناعية لحطام طائرة الشحن العسكرية بعد ان استهدفها سلاح الجو الليبي فور وصولها مهبط...

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Wednesday, 15 April 2020

بعد الانتصار في معارك غرب طرابلس، وتثبيت محاور القتال جنوبي العاصمة، يتوقع مراقبون أن تركز طائرات الوفاق على استهداف خطوط الإمداد ما بين قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس) وحتى ترهونة، خصوصاً وأن مليشيات حفتر تستخدم ذخيرتها بكثافة مما قد يستنزفها في المستقبل، في ظل تردد سائقي الشاحنات في نقل إمدادات الوقود والذخيرة والسلاح إلى ترهونة؛ بسبب هيمنة طيران الوفاق على سماء المنطقة.

وباستهداف طيران الوفاق لطائرة شحن عسكرية عند هبوطها بمهبط المدينة، تكون ترهونة شبه مطوّقة، براً وجواً وبحراً.

والأكيد أيضاً أن خسارة حفتر لمنطقة غرب طرابلس أثرت بشكل كبير على معنويات العناصر الموالية له، وقد تدفع البعض منهم إما إلى الانسحاب من المعركة مثلما فعل كثيرون، أو الانحياز لقوات الوفاق، التي بدأت تظهر تباشير حسمها للحرب، وقد تحاول مدن أخرى التفاوض لعدم اقتحامها مقابل التبرؤ من حفتر وأعماله.

فهل تتمكن قوات الوفاق فعلاً من السيطرة على آخر مدن الارتكاز التي تنطلق منها مليشيات حفتر نحو طرابلس، وتُنهي آمال اللواء المتقاعد ومليشياته في السيطرة على العاصمة، وتحسم الصراع بالكامل لصالحها؟.

TRT عربي
الأكثر تداولاً