تواجه روسيا انتقادات داخلية بعد مقتل 63 من جنودها في أوكرانيا، في أعلى حصيلة ضحايا في هجومٍ واحد تُقرّ به موسكو منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا.
وأكّدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية مساء الاثنين تنفيذها ضربة ليلة رأس السنة، على "مركز انتشار مؤقّت" للجيش الروسي في مدينة ماكيفكا الواقعة شرق دونيتسك، التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وحسبما جاء في وكالة تاس، أطلقت كييف 25 صاروخاً على المنطقة، من بينها 14 صاروخاً في ثلاث ساعات فقط، وزعم الروس أنهم اعترضوا عدداً كبيراً منها.
ومنذ بدء تدخّله العسكري في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، لم يسبق أن أبلغ الجيش الروسي، الذي قليلًا ما يتحدّث عن عدد القتلى والجرحى في صفوفه، عن تكبّد مثل هذه الخسائر الفادحة في هجوم واحد.
وفي إعلان نادر من نوعه تلاه انتقادات من مراسلين حربيين روس، أعلنت وزارة الدفاع في موسكو أن 63 جنديًاً قُتِلوا بانفجار "أربعة صواريخ" أطلقتها أنظمة "هيمارس" التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات الأوكرانية.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت 20 راجمة من طراز "هيمارس" إلى أوكرانيا منذ يونيو/حزيران الماضي.
"هيمارس" تغير مسار الحرب
منذ دخولها ساحة المعركة في أوكرانيا في يونيو الماضي، غير راجمات "هيمارس" المثبّتة على مدرّعات خفيفة مسار الحرب، وأدت دوراً مهماً في نجاح الهجوم المضادّ الذي شنّته قوات كييف ضد القوات الروسية في شرق وجنوب البلاد، وأسهمت في تحرير جزء كبير من الأراضي التي سيطرت عليها موسكو.
وتحتوي أنظمة "هيمارس"، التي تنتجها شركة Lockheed Martin ويبلغ سعر الواحدة منها نحو مليون دولار، على جراب يحمل 6 صواريخ موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يبلغ طولها 227 ملليمتراً، ويبلغ مداها 300 كيلومتر.
كما أنها تحتاج إلى طاقم صغير فقط لإزالة جراب مستهلك وتحميل واحد جديد في دقائق، بلا مساعدة من مركبات أخرى.
وتوفر منظومة الراجمات الحماية أيضاً ضد نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا قذائف المدفعية وانفجارات الألغام والأجهزة المتفجرة المرتجلة.
وجرى تطوير منظومة "هيمارس" الصاروخية أواخر سبعينات القرن الماضي، لكنها دخلت الخدمة فعلياً مع الجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية عام 2005.
ولكفاءتها "المخيفة" في ساحة الحرب وقلبها موازين القوى لصالح كييف، تزايد الطلب العالمي على أنظمة "هيمارس" سلاحاً "حاسماً" لهذا العام.
