الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدعو جيشه للاستعداد لتنفيذ أي مهمة داخل أو خارج حدود مصر (Reuters)
تابعنا

دعا مجلس النواب الليبي بطرابلس، الحكومة للاستعداد التام للرد على "تهديدات" الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سياسياً وعملياً، وأخذ ما وصفه بالـ"العدوان" على محمل الجد ودراسة كل الخيارات المتاحة "للرد في الزمان والمكان المناسبين".

وأدان المجلس واستنكر بأشد العبارات تصريحات السيسي حول تلويحه بالتدخل العسكري في ليبيا، في بيان له نشر على صفحته الرسمية بفيسبوك، السبت، وقال إن الأمر "تهديد مباشر باستخدام القوة واعتراف صريح بنية العدوان على أمن ليبيا وسيادتها".

وأوضح المجلس أن كلمة الرئيس المصري "والذي كان يقدم نفسه كوسيط سلام منذ أيام جاءت مليئة بالمغالطات التي يتخذها كأساس لتهديده".

وأشار البيان إلى أن ليبيا "لم تشكل أي تهديد لأمن مصر وأن النظام المصري هو الذي ساهم في العدوان على سيادة ليبيا والعبث بأمنها وسلامة أراضيها".

#عملية_بركان_الغضب: بيان مجلس النواب الليبي بشأن استنكار وإدانة تصريحات الرئيس المصري #انتصرت_طرابلس #سرت_تعود #لن_نعود_للقيود #ليبيا

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Saturday, 20 June 2020

ولفت المجلس إلى أن اعتبار السيسي تدخله تتوفر له الشرعية الدولية "أمر مناف تماماً لما عليه الحال بل إن تهديد السيسي في حد ذاته يعتبر خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادة ليبيا ومخالفاً للشرعية الدولية، سواء في ميثاق الأمم المتحدة أو كافة المواثيق الدولية والإقليمية".

وتابع المجلس أن وصف السيسي لقوات الجيش الليبي بالمليشيات الإرهابية وهي التي حاربت الإرهاب تحت مظلة الحكومة الشرعية ودعم المجتمع الدولي "أمر مرفوض جملة وتفصيلاً".

وطالب البيان، المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته تجاه ذلك وإدانة هذا التهديد بشكل صريح"، معتبراً ما جاء في كلمة الرئيس المصري "تهديداً مباشراً باستخدام القوة ضد ليبيا".

تأييد سعودي إماراتي

في السياق ذاته، أعربت السعودية والإمارات، السبت، عن تأييدها لمصر، بعد تصريحات الرئيس المصري حول ليبيا.

وقالت الرياض في بيان نشرته الوكالة السعودية الرسمية، إن "السعودية تقف إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها، وتعبر المملكة عن تأييدها" لما صرح به السيسي بشأن "حق مصر في حماية حدودها الغربية" مع ليبيا.

ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والاستجابة لدعوات السيسي "للتوصل إلى حل شامل يؤكد سلامة وأمن الأراضي الليبية".

من جانبها، أعربت الإمارات عن تأييدها لما ورد في خطاب السيسي بخصوص ليبيا.

وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، أن "دولة الإمارات تقف إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا".

وأشادت بما اعتبرته "حرص القاهرة على حقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي، وتهيئة الظروف العاجلة لوقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات العملية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة".

ووفق البيان، "أكدت مجدداً موقف دولة الإمارات الداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا والالتزام بالعملية السياسية".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تصريحات الرئيس المصري تؤكد ضرورة تعاون ليبيا وجيرانها والأطراف الخارجية لتطبيق وقف إطلاق النار في سرت والجفرة لتجنب تفاقم حدة الصراع.

وأضافت في بيان أن واشنطن تدعم جهود مصر للعودة إلى مفاوضات سياسية بقيادة الأمم المتحدة وبمشاركة العدد الأكبر من الأطراف الليبية، مؤكدة تأييدها رغبة الليبيين بإنهاء التدخل العسكري والالتزام بحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. واعتبر البيان أن خريطة الطريق نحو الاستقرار تتضمن وقف إطلاق النار والاستئناف الفوري لإنتاج النفط وإطلاق عملية سياسية.

غضب ليبي

وأثارت تصريحات السيسي غضباً ليبياً واسعاً، إذ عدها رئيس "العدالة والبناء" (أكبر حزب إسلامي بالبلاد) محمد صوان، في بيان، "تعدياً وتدخلاً سافراً، يجب الرد عليه وبشكل حاسم وعاجل من الجهات الرسمية".

وأضاف أن "الاتفاق السياسي الذي يمثل الأساس الدستوري وينظم العملية السياسية بليبيا، يجعل من المجلس الرئاسي الممثل الشرعي الوحيد للبلاد، ويحدد مهام الأجسام الأخرى وتستمد منه شرعيتها، وهذه بديهيات لا أعتقد أنها غابت عن السيسي الذي يبدو أنه يسعى لصرف الرأي العام عن مشاكله الداخلية بالتدخل في الأزمة الليبية".

كما استنكر رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، تصريحات السيسي، وقال لإعلام محلي، إنها "غير مقبولة"، وتعد "مساساً بالسيادة وتدخلاً سافراً في شؤون ليبيا".

وانتقد عضو المجلس الرئاسي للحكومة الليبية محمد عماري زايد، بصفة خاصة تصريح السيسي، الذي قال فيه إن مدينتي "سرت والجفرة خط أحمر".

وقال زايد في بيان عبر فيسبوك: "نرفض بشدة ما جاء في كلمة السيسي، ونعتبره استمراراً في الحرب على الشعب الليبي والتدخل في شؤونه، وتهديداً خطيراً للأمن القومي الليبي ولشمال إفريقيا، وانتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية".

■ نرفض بشدة ماجاء في كلمة السيسي و نعتبره استمرارا في الحرب على الشعب الليبي و التدخل في شؤونه ، و تهديدا خطيرا للأمن...

Posted by ‎د. محمد عماري زايد‎ on Saturday, 20 June 2020

فيما قال العميد عبد الهادي دراه، الناطق باسم "غرفة عمليات سرت الجفرة" التابعة للجيش الليبي، إن "تصريحات السيسي بأن سرت والجفرة خط أحمر حسب وصفه هو تدخل سافر في شؤون بلادنا، ونعتبره إعلاناً واضحاً للحرب على ليبيا".

ودعا متحدث الجيش الليبي محمد قنونو، في تغريدة عبر "تويتر"، من يرى ليبيا تهديداً لبلاده إلى أن يمسك لسانه وسلاحه ومرتزقته عنها.

ونددت الحكومة الليبية، أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان مليشيا حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل/نيسان 2019.

ومؤخراً، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.

وفي كلمة متلفزة عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح، المتاخمة للحدود مع ليبيا، السبت، قال السيسي مخاطباً قوات جيشه: "كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً