فلسطينيون يتظاهرون على حدود قطاع غزة ضمن مسيرات العودة (Reuters)
تابعنا

ما المهم: يشهد قطاع غزة توتراً متزايداً بسبب التصعيد الإسرائيلي الأخير الذي أدّى إلى استشهاد فلسطيني، في وقت يمر فيه القطاع بأزمة إنسانية، حذّرت الأمم المتحدة من احتمالية تفاقمها وتحوّلها إلى كارثة.

كما أعلن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى منحة قطرية بقيمة 15 مليون دولار، كان من المفترض أن تصل إلى غزة الأربعاء.

المشهد: قتلت قذائف إسرائيلية سقطت على قطاع غزة، عضواً في حركة حماس، الثلاثاء، فيما وصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه رد على إصابة جندي، وعبور فلسطينيين الحدود الشرقية لقطاع غزة لفترة وجيزة.

وقال مسعفون فلسطينيون في غزة إن عضوين آخرين بحماس أصيبا في القصف الإسرائيلي، الذي استهدف موقع مراقبة قرب الحدود، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه تابع لحماس.

وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إن أحد أفراده أُصيب بجروح طفيفة جرّاء تعرضه لإطلاق نار أثناء تصديه لفلسطينيين يلقون حجارة عند السياج الفاصل، مضيفاً أن فلسطينيين اثنين عبرا الحدود ولكنهما عادا سريعاً إلى غزة.

من جانبها، اتهمت حماس الحكومة الإسرائيلية الحالية بالتصعيد العسكري في قطاع غزة لاستغلال الأمر في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في أبريل/نيسان المقبل، وقال الناطق الرسمي باسم الحركة في بيان إن "المقاومة الباسلة لن تسمح باستخدام دماء شعبنا وقوداً لحملات الاحتلال الانتخابية، وهي تملك الإرادة والوسائل لحماية دماء ومصالح أبناء شعبنا".

على الصعيد الإنساني، حذّر المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، الثلاثاء، من "كارثة إنسانية محتملة في قطاع غزة".

وأضاف ميلادينوف، في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط، "الوضع مازال كارثياً في قطاع غزة الذي يشهد انكماشاً اقتصادياً هائلاً في ظل الاحتلال، والدعم المتناقص".

كما حذرت الأمم المتحدة، من تعرض مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 14، للخطر على نحو متزايد جراء نقص الكهرباء وانخفاض احتياطي وقود تشغيل مولدات الطوارئ أثناء انقطاع الكهرباء.

وقال ميلادينوف "الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قابل للاستمرار، و قد يؤدي إلى صراع لا نهائي مع تصاعد التشدد من قبل جميع الأطراف إذا تُرك على ما هو عليه بدون رؤية وإرادة سياسية من الجميع ".

الخلفيات والدوافع: تخيم حالة مستمرة من التوتر على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، منذ بدء الفلسطينيين مسيرات العودة السلمية الأسبوعية في مارس/آذار الماضي، للضغط من أجل إنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، والمطالبة بحق العودة إلى مناطقهم التي طُرِد منها أجدادهم بعد حرب 1948.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 220 فلسطينياً منذ بدء الاحتجاجات، بينما تزعم قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها تلجأ للقوة المميتة لـ"منع اختراق عناصر حماس للحدود".

ليس هناك خيار سوى السماح بدخول الأموال ولكن إسرائيل تريد ابتزاز حماس حتى اللحظة الأخيرة

أكر م عطا الله - كاتب فلسطيني

وبينما تبذل الأمم المتحدة ومصر جهوداً من أجل تهدئة الأوضاع في غزة، خشية تحول الأمر إلى حرب شاملة، أعلنت قطر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تعهدها بتقديم منحة بقيمة 150 مليون دولار إلى القطاع على ست دفعات لتخفيف الضغط الاقتصادي، وكان يفترض أن تصل الدفعة الثالثة الأربعاء قبل أن يصدر نتنياهو قراراً بمنع دخولها.

ما التالي: رجّح الكاتب الفلسطيني أكرم عطا الله أن يتراجع التصعيد بين الجانبين في الفترة المقبلة، مضيفاً في حديث لـTRT عربي "التهدئة هي الخيار الوحيد المطروح لكلا الطرفين؛ فإسرائيل مقبلة على انتخابات ولا تريد فتح جبهة قتال واسعة مع غزة، وحماس كذلك مرهقة بسبب سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية داخل القطاع".

وأوضح عطا الله أن "هذا لا يمنع أن يكون هدف نتنياهو من التصعيد الأخير استغلال الأمر في دعايته الانتخابية، فغزة دائماً كانت مادة خصبة للمزايدة السياسية في الداخل الإسرائيلي".

وتوقّع الكاتب الفلسطيني أن يسمح الإسرائيليون بدخول المساعدات القطرية قريباً، وتابع "ليس هناك خيار سوى السماح بدخول الأموال ولكن إسرائيل تريد ابتزاز حماس حتى اللحظة الأخيرة".

TRT عربي
الأكثر تداولاً