تصعيد المقاومة بالضفة ينذر بمواجهة جديدة مع إسرائيل (AA)
تابعنا

يقول خبراء فلسطينيون إن تصاعد المقاومة بالضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة مؤشر على إمكانية اندلاع مواجهة جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأوضح الخبراء في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول أن الجيل الجديد فقد الثقة بأي مسار سياسي وبات يحتضن المقاومة المسلحة.

ومنذ بداية العام الجاري ينفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة عمليات تركزت في مدن نابلس وجنين وطوباس قتل خلالها عدداً من الفلسطينيين واعتقل آخرين.

وتعرّض الجيش الإسرائيلي في تلك العمليات لإطلاق نار من مسلحين فلسطينيين وواجه مئات الفلسطينيين الذين رشقوا آلياته بالحجارة والعبوات الحارقة.

قلق إسرائيلي

المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية رون بن يشاي قال إن "موضوعاً واحداً الآن يشغل الجيش الإسرائيلي، وجهاز الشاباك (الأمن العام) أكثر من الاتفاق النووي الإيراني، وحتى أكثر من تحذيرات أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله".

ونقل الصحفي عن مصدر أمني رفيع قوله: "نلاحظ أن حالة الغليان تتزايد في الضفة الغربية بخاصة في شمالها، والتي قد تتطور وتتحول إلى انتفاضة شعبية عنيفة، وعلى المؤسسة الأمنية أن تستعد لمثل هذه التطورات ومحاولة منعها".

الضفة.. ساحة متفجرة

محمد أبو علان الخبير الفلسطيني والمختص بالشأن الإسرائيلي قال إن "مشهد تطور المقاومة وبخاصة المسلحة في الضفة الغربية تتصدر المشهد الإسرائيلي حسب ما تنقله وسائل إعلام إسرائيلية".

وأضاف في حديث للأناضول أن "مستويات أمنية إسرائيلية ترى في الضفة الغربية وبخاصة شمالها بالساحة المتفجرة والأكثر قلقاً".

وأرجع ذلك إلى أن "الجيل الفلسطيني الجديد لا يخشى قوة إسرائيل ولم يعش الانتفاضة الفلسطينية الأولى ولا الثانية".

وزاد: "تواجه المؤسسة الأمنية تحديا في مواجهة العمليات الفلسطينية، كونها غير منظمة، حيث يصعب تتبعها من قبل أجهزة الأمن".

نقطة ضعف إسرائيل

يرى بلال الشوبكي أستاذ العلوم السياسية في جامعة "الخليل" (جنوب) أن "التقديرات الأمنية الإسرائيلية بأن الضفة الغربية هي النقطة الأضعف لإسرائيل أمنياً، بحكم أنه ليس من السهل السيطرة عليها في حال اندلاع انتفاضة".

وتابع للأناضول أن "السبب يعود إلى الاحتكاك المباشر مع الوجود الإسرائيلي بحكم وجود المستوطنين والنقاط العسكرية وما إلى ذلك".

وأردف: "أيضاً من الواضح أن سياسية الترويض الاقتصادي التي مورست على مدار سنوات ماضية لم تُؤتِ أُكُلها، وباتت صور الفشل تظهر في أكثر من بقعة وتحديداً في شمال الضفة".

دوافع للعمل المسلح

يرى مدير مركز "يبوس" للدراسات السياسية (خاص) سليمان بشارات أن مجموعة دوافع تشير إلى إمكانية تحول الضفة الغربية إلى ساحة مقاومة مجدداً.

وأوضح أن أبرزها "غياب الأفق السياسي الذي يقوم على منح الفلسطينيين حقوقهم، وبالتالي لم يعد أمل شعبي بهذه المرحلة، وبدأت هذه الحالة تنتقل إلى صفوف المثقفين والنخب والتنظيمات حتى أبناء حركة (فتح) الذين يؤمنون بمبدأ السلام وينخرطون في السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية".

وبيّن في حديث للأناضول أن "الواقع الأمني المتردي الناجم عن عمليات الاقتحام اليومية للمدن الفلسطينية وكذلك الحال اقتحامات المستوطنين كما هو الحال بقبر يوسف بنابلس تخلق حالة تحدٍّ من جانب، ومن جانب آخر خوف دائم يدفع الأجيال الفلسطينية الصغيرة إلى البحث عن قوة تواجه هذه الانتهاكات".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً