تفجير عفرين الإرهابي خلف عشرات القتلى والجرحى شمالي سوريا (AFP)
تابعنا

ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها إرهابيو تنظيم YPG/PKK المدنيين في تركيا وشمالي سوريا، لا سيما المناطق الواقعة ضمن عمليات "غضن الزيتون" و "درع الفرات"، فهذا التنظيم له باع طويل بالإرهاب، إلا أن إجرامه هذه المرة لم يأبه بحرمة شهر رمضان بتفجير صهريج مفخخ قبيل ساعات الإفطار، ولا أوضاع السوريين السيئة في شمال بلادهم، بعد أن أنهكهم النظام السوري بهجماته المتكررة ليصبحوا بين قتيل وجريح ونازح.

وتوالت تفجيرات تنظيم YPG/PKK الإرهابي في مدينة عفرين شمالي سوريا الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني السوري، فبعد أن انفجر صهريج محروقات فيها الثلاثاء، وأدى إلى مقتل 40 مدنياً بينهم11طفلاً، وإصابة 47، انفجرت قنبلة ثانية كانت موضوعة في سيارة مركونة بأحد شوارع حي المحمودية وسط المدينة، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية فقط.

وأعلنت ولاية هاطاي التركية، أن فرق الأمن قبضت على مشتبه به جلب الصهريج المفخخ إلى موقع التفجير في مدينة عفرين السورية.

صمت دولي على جرائم YPG/PKK

وعلى الرغم من تفجيرات التنظيم الإرهابي المتوالية، إلا أن دول العالم تقف صامتة أمام تلك الهجمات التي تعتبر الأكثر دموية، حيث يصعب عرض صور القتلى والجرحى من شدة فتك الهجوم وقوته.

ويمعن التنظيم الإرهابي في إذلال المدنيين شمال سوريا، عن طريق هدم منازلهم وإحراقها وتهجير قُرىً بأكملها وطرد العائلات من منازلها وتجنيد الأطفال وإجبار الرجال على القتال، بالإضافة إلى استخدام السكان العرب دروعاً بشرية.

وسبق أن كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن "احتمال ارتكاب تنظيم PKK/YPG الإرهابي جرائم حرب في سوريا، خلال حملة النزوح وهدم المنازل التي استهدفت السكان المدنيين المحليين".

واعتمدت الصحيفة على تقرير سابق أصدرته منظمة العفو الدولية، تقول فيه إنها "وجدت أدلة على أن الجماعة المسلحة المعروفة باسم YPG أجبرت العرب والتركمان في شمال سوريا على ترك منازلهم من خلال هدم المنازل المدنية عمداً، وفي بعض الحالات جرّفوا قُرىً بأكملها وأحرقوها، وشرّدوا سكانها دون أي أسباب عسكرية".

وقالت منظمة العفو الدولية "إنها تمكنت من العثور على أدلّة لقرى لم يكن فيها السكان المحليون قد نزحوا فقط، ولكن منازلهم دُمّرت، إذ أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها المنظمة 225 مبنىً واقفاً في قرى الحسينية بالقرب من تل حميس في يونيو 2014.

وفي هذا السياق، قال الناشط الصحفي مصطفى النعيمي لـTRT عربي، إن تنظيم YPG/PKK الإرهابي يلعب الدور ذاته الذي كان يقوم به تنظيم داعش الإرهابي، باستخدام الصهاريج والسيارات المفخخة، نتيجة عجزها عن مواجهة الجيش الوطني السوري وتركيا.

وأشار النعيمي إلى أن التنظيمات الإرهابية تنفذ حملات مستمرة وممنهجة بدأت بتفجير الدراجات ووصلت إلى الصهاريج، منوهاً إلى ضرورة وجود حل لهذا الإرهاب، يشمل حقوق السوريين كافة، ولا بد من البدء بعمليات نوعية سياسية وعسكرية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن.

انتهاك الاتفاقيات

ويستهدف إرهابيو PKK/YPG بشكل متكرر مدينة عفرين وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني السوري، انطلاقاً من مدينة تل رفعت جنوب عفرين التي يسيطر عليها التنظيم، وهذه المرة استخدموا صهريجاً مفخخاً مليئاً بمادة المازوت، في شارع راجو المزدحم وسط المدينة.

وتأتي هجمات التنظيم الإرهابي رغم الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان التركي والروسي، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي ينص على إخراج جميع عناصر التنظيم وأسلحتهم من منطقتي منبج وتل رفعت.

ورغم الاتفاق يواصل تنظيم PKK/YPG الإرهابي احتلال تل رفعت التي سيطر عليها بدعم جوي روسي عام 2016، فيما طُرد عناصر التنظيم من مدينة عفرين شمالي سوريا في مارس/آذار 2018، ضمن عملية "غصن الزيتون" التي نفّذها الجيش التركي و"السوري الحر" آنذاك.

إدانات لمذبحة عفرين

واقتصرت إدانات التفجير على مسؤولين في الجيش الوطني السوري ومسؤولين أتراك، إذ تعتبر تركيا من أول الدول التي سعت لإزالة خطر التنظيمات الإرهابية من المنطقة، ونفذت العديد من العمليات لتطهير حدودها والشمال السوري، مثل عملية "درع الفرات" و "غصن الزيتون" و "نبع السلام".

وفي هذا السياق، وصف رئيس الائتلاف السوري المعارض، أنس العبدة التفجير بأنه "جريمة إرهابية نكراء في شهر رمضان المبارك".

وقال العبدة في تصريح لوكالة الأناضول "في الوقت الذي يتعاون فيه العالم بأجمعه لمواجهة جائحة كورونا، وفي شهر رمضان، يواصل الإرهابيون صب حقدهم الأسود على الشعب السوري وعلى المدنيين في المناطق المحررة".

"الجريمة الإرهابية محاولة جديدة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإدخال المنطقة في مسار الفوضى من جديد"

رئيس الائتلاف السوري المعارض - أنس العبدة

وعلى الصعيد التركي، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو "أن داعمي تنظيمPKK/YPG الإرهابي والساعين لشطب اسمه من قائمة الإرهاب مسؤولون أيضاً عن التفجير "الدنيء" الذي شهدته مدينة عفرين السورية".

وأضاف "تنظيم PKK/YPG الإرهابي الغادر قتل المدنيين الأبرياء في عفرين غير آبه بوجود الأطفال ودون اعتبار لشهر رمضان المبارك".

من جانبه، أدان نائب الرئيس التركي، فؤاد أُقطاي، الثلاثاء، التفجير الدموي بمدينة عفرين السورية الذي نفذه إرهابيو تنظيم PKK/YPG.

وقال أُقطاي في تغريدة عبر تويتر "أدين وأستنكر الهجوم الذي جرى في يوم من أيام رمضان المبارك بمدينة عفرين، أدعو بالرحمة لضحايا الهجوم وبالشفاء للمصابين".

وأردف: "كل من يدعم تنظيم PKK/YPG الإرهابي ويشجعه عبر صمته، يده ملطخة بدماء المدنيين الأبرياء والأطفال".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً