قوات أميركية في مدينة منبج السورية  (AFP)
تابعنا

وقع انفجار بالقرب من دورية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في مدينة منبج شمالي سوريا، الأربعاء، وقالت مصادر لمراسل TRT عربي إنّ الانفجار استهدف مطعماً، فيما أشارت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر أميركية إلى أن 4 جنود أميركيين قُتلوا بالانفجار وأصيب 3 بالإضافة إلى 9 مدنيين في التفجير.

ما المهم:أعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن التفجير في مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم YPG/PKK الإرهابي.

و يأتي الهجوم متزامناً مع بداية الانسحاب الأميركي من شمال سوريا، وقُبيل العملية العسكرية التركية المرتقبة، فيما يدور الحديث عن مباحثات أميركية-تركية حول إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود التركية السورية بما يشمل مدينة منبج.

المشهد: أعلن الجيش الأميركي، مقتل 4 أميركيين في الهجوم الذي وقع في وقت سابق الأربعاء، بمدينة منبج، شمالي سوريا،

وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي، في بيان، إنّ القتلى "جنديان وموظف مدني في وزارة الدفاع ومتعاقد".

وفي السياق، وصفت وزارة الدفاع الأميركية هجوم منبج بأنه " الأكبر والأعنف منذ بدء الحرب ضد داعش عام 2014"، فيما قال مسؤول بالبنتاغون إن "الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرغب في الرد عسكرياً على الهجوم".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن هجوم منبج ربما هدفه التأثير على قرار الانسحاب الأميركي من سوريا. وأوضح الرئيس التركي أن المعلومات التي وردت تفيد بوجود" 20 قتيلا بينهم 5 جنود أمريكيون جراء الهجوم الذي وقع الأربعاء".

واعتبر أردوغان أن "ترمب لا زال عازماً على الانسحاب من سوريا" مشيراُ إلى أنه لن يتراجع عن ذلك بسبب وقوع العمل الإرهابي "لأنه في حال حدث تراجع فإن هذا يكون انتصاراً لداعش".

وعلّق عضو مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام على الهجوم، بأن قرار سحب القوات الأميركية من سوريا "أثار حماسة تنظيم داعش". كما طالب غراهام الرئيس الأميركي بـ"إعادة النظر في قراره سحب القوات الأميركية من سوريا" بعد تبنى داعش هجوم منبج، حسبما نقلت شبكة "CNN" الأميركية.

وأخلت مروحيات أميركية بعد الانفجار الجرحى من الجنود الأميركيين، وأشار شهود عيان إلى تحليق مكثف لطائرات عسكرية في سماء منبج بعد الانفجار، فيما ضرب تنظيم YPG/PKK الإرهابي طوقاً حول مكان التفجير.

وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان، الأربعاء، إنه تم إبلاغ الرئيس دونالد ترمب بتطورات الوضع في سوريا، وأضافت "تم إبلاغ الرئيس بالوضع كاملاً وسنواصل متابعة الوضع الحالي في سوريا".

الخلفيات والدوافع: كان الرئيسان التركي والأميركي بحثا في اتصال هاتفي، الإثنين، التطورات الأخيرة في سوريا، وقال بيان صدر عن الرئاسة التركية بعدها إن الاتصال تَطرّق إلى "فكرة تأسيس منطقة آمنة وخالية من الإرهاب في شمالي سوريا بالاستناد إلى مبدأ وحدة التراب السوري".

وأصدر دونالد ترمب، الشهر الماضي، إعلاناً مفاجئاً قائلاً إن بلاده ستسحب جميع قواتها، وعددها ألفا جندي، من سوريا بعد أن خلص إلى أن تنظيم "داعش" هُزم هناك، وقال ترمب "هَزمنا داعش في سوريا، وكان هذا سبب بقائنا هناك خلال فترة رئاستِي، لقد انتصرنا، وأنزلنا بهم هزيمة قاسية، لقد استعدنا الأرض".

ويسيطر مقاتلون من تنظيم YPG/PYD الإرهابي مدعومون من الولايات المتحدة على منبج منذ أن انتزعوها من تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2016. وتقع المدينة بالقرب من مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري المدعوم من روسيا، ومقاتلين من الجيش الحرّ.

وتخضع منبج لاتفاق "خارطة الطريق"، الذي نصّ على إدارة دوريات مشتركة أميركية -تركية على طول "خط الساجور".

بين السطور: يأتي تبني داعش للانفجار على شكل إعلان عودة إلى المنطقة، وبعد أيام قليلة من إعلان بداية التباحث حول إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا بين تركيا والولايات المتحدة، ما من شأنه أن يخلط الأوراق من جديد؛ ففي حين تريد واشنطن منع عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى المنطقة وحماية حلفائها هناك، تسعى أنقرة إلى أن تشمل أهداف إنشاء المنطقة، بالإضافة إلى محاربة داعش، القضاء على تنظيم YPG/PYD الذي يعتبر امتداداً لتنظيم PKK الإرهابي.

ما التالي: يقول المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان لـ TRTعربي إن "عملية اليوم الانتحارية تؤكد عدم صحة الادّعاء الأميركي بأن تنظيم داعش الإرهابي تمّ القضاء عليه".

ويرى أن "الولايات المتحدة قد تسعى إلى استخدام الهجوم كذريعة لاستمرار دعمها لتنظيم YPG/PYD الإرهابي، وإعطائه مُبرراً للبقاء والاعتماد عليه في مرحلة ما بعد الانسحاب".

ويضيف أوزجان بأنّ هذا التفجير قد يساهم في تأكيد صحة وجهة النظر التركية حول الإرهاب ووجوده في تلك المناطق، فيما قد يساهم أيضاً في دعم وجهة نظر جناح في الإدارة الأميركية يرى في الانسحاب ضرراً، وهو ما قد يدفعهم إلى محاولة إقناع ترمب للتراجع عن قرار الانسحاب".

وقال "قد يأتي التفجير بنتائج معاكسة، ربما يدفع ترمب إلى تسريع الانسحاب؛ إذ إنه يريد التخلص من صداع سوريا بأسرع وقت".

مدرعات أميركية في مدينة منبج بعد التفجير (AFP)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً