تقرير جديد يكشف مخاطر مناخية متزايدة تواجه الولايات المتحدة وحجم الأضرار / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

أفاد تقرير مناخي ناتج عن مجموعة كبيرة من الوكالات الفيدرالية بالولايات المتحدة بأن الخسائر الاقتصادية والبشرية عرضة للزيادة ما لم يتحرك البشر بشكل أسرع لإبطاء ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

وأوضح مؤلفو التقييم الوطني للمناخ في مسودة التقرير أن "عدداً من الآثار الضارة التي يعاني منها الناس في جميع أنحاء البلاد ستزداد سوءاً مع زيادة الاحترار وستظهر أخطار جديدة"، وفق صحيفة واشنطن بوست.

ويأتي التقييم الذي كُلِّفه الكونغرس والذي صدر آخر مرة في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب خلال عام 2018، في وقت يجتمع به قادة العالم في مصر لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، ويعرف باسم "كوب 27"، ويهدف إلى حث الدول على معالجة المشكلة بمزيد من الاستعجال.

ويوضح مؤلفو التقرير أن الكوارث التي يغذيها المناخ أصبحت الأكثر تكلفة وشيوعاً، وأن العلم أوضح أكثر من أي وقت مضى أن التخفيضات السريعة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ضرورية لإبطاء التغييرات الكبيرة الجارية.

وقال عالم الأبحاث في "بيركلي إيرث" زيك هاوسفاثير إنه في الولايات المتحدة، باستثناء ألاسكا، ترتفع درجة حرارة الكوكب بنحو الثلثين أسرع من كوكب الأرض ككل، وفق ما ورد في تقرير "واشنطن بوست".

ويعني هذا التحول أن أجزاء كبيرة من البلاد الآن يجب أن تصارع التهديدات المتزايدة لمياه الشرب الآمنة، وأمن الإسكان والبنية التحتية. ويخلق الجو الأكثر سخونة سلسلة من الأخطار الصحية، ويجعل الزراعة وصيد الأسماك أكثر صعوبة ويعرض النظم البيئية الرئيسية للخطر.

وتسلط الدراسة الأمريكية الضوء على مدى زيادة تواتر الكوارث التي بلغت قيمتها مليار دولار من مرة كل أربعة أشهر في الثمانينيات إلى مرة كل ثلاثة أسابيع في الوقت الحاضر. ووفق التقرير فإن أجزاء من الولايات المتحدة تشهد أعلى ارتفاع في مستوى سطح البحر على كوكب الأرض.

ولخص تقرير صحيفة "واشنطن بوست" أبرز النقاط الأساسية في التقرير المناخي بأن كل مناطق الولايات المتحدة تصارع التغير المناخي ولكن ليس بالتساوي. ويؤكد التقييم أن الجميع يواجهون أخطاراً متزايدة من تغير المناخ"، بدءاً من موجات الحر الخانقة في الغرب الأوسط إلى الفيضانات القاتلة في الجنوب الشرقي، ومن ارتفاع درجة حرارة المحيطات على طول الساحل الشمالي الشرقي وصولاً إلى حرائق الغابات في الغرب.

ارتفاع درجة حرارة الأرض يهدد إمدادات المياه

وفق التقرير ستتوفر مياه شرب أقل لملايين الناس في ظل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات في العديد من المناطق، لأن المياه المالحة تغزو طبقات المياه الجوفية مع ارتفاع مستوى البحار، وتلوث الفيضانات الآبار وغيرها من مصادر مياه الشرب.

كذلك تسبب الجفاف في شح إمدادات المياه وانخفاض الإنتاجية الزراعية، وتراجع شديد في مستويات المياه في الخزانات الرئيسية، خلال السنوات الأخيرة.

خراب المنازل والممتلكات

ويفصل التقرير كيف يمكن أن يُعزى عدد من الكوارث الطبيعية المميتة إلى ارتفاع درجات الحرارة، بما في ذلك إعصار هارفي عام 2017 وموجة الحر شمال غرب المحيط الهادئ في يونيو/حزيران 2021 التي أودت بحياة 229 شخصاً.

وعام 2021 تتبعت الحكومة الأمريكية 20 كارثة من هذا النوع، والتي كلفت الحكومة ما يقدر بـ145 مليار دولار وقتلت ما يقرب من 700 شخص.

نزوح

أكد مؤلفو التقرير أن العواصف الكبرى بالإضافة إلى فترات الجفاف الممتدة التي أرهقت الحياة وسبل العيش دفعت الناس إلى مغادرة منازلهم بحثاً عن أماكن أكثر استقراراً.

وكتبوا أنه في العالم الأكثر حرارة الذي ينتظرنا، من المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية الإضافية، إلى جانب عوامل أخرى مثل سوق الإسكان واتجاهات الوظائف والأوبئة، بشكل متزايد على أنماط الهجرة.

وخلص التقرير إلى أن "من المتوقع أن تؤدي حرائق الغابات الأكثر حدة في كاليفورنيا، وارتفاع مستوى سطح البحر في فلوريدا، والفيضانات المتكررة في تكساس إلى نزوح ملايين الأشخاص، بينما تستمر التغيرات الاقتصادية التي يحركها المناخ في الخارج في زيادة معدل الهجرة إلى الولايات المتحدة".

تهديد متزايد للصحة العامة

أوضح التقرير كذلك آثار تغير المناخ على صحة الإنسان إذ ينتشر داء الكلاب في تكساس وفلوريدا بسبب الخفافيش، وكذلك حمى الضنك وزيكا ومرض شيكونغونيا عن طريق البعوض.

وذكر التقرير أن العلماء لديهم "ثقة عالية جداً" في أن "المخاطر المتعلقة بالمناخ ستستمر في النمو، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات في جميع مناطق الولايات المتحدة".

التغير المناخي لا يطال الإنسان فحسب

كتب المؤلفون أن ارتفاع درجات حرارة الأرض والمياه يقلص الحياة البرية ويؤدي إلى هجرة أنواع النباتات والطيور والأسماك شمالاً أو إلى ارتفاعات أعلى.

وتزيد حرائق الغابات من المخاطر التي تهدد جودة مياه البحيرات والجداول. وتشدد موجات الحرارة البحرية على الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية التي تدعم مجموعات الأسماك الرئيسية.

لكن التقرير يظهر بعض بوادر الأمل، فبمجرد أن تصل الانبعاثات العالمية إلى الصفر يتوقع أن يتوقف الاحترار.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً