(Stringer/Reuters)
تابعنا

صدر التقرير الذي أُنجز بتكليف من الحكومة الأسترالية، الثلاثاء، حول تفاصيل وقائع التحرّش والاعتداء الجنسي الذي تتعرّض له النساء، داخل مبنى البرلمان.

يكشف التقرير، الذي نشرت تفاصيله صحيفة "نيويورك تايمز"، صورة لتفشّي التحرّش الجنسي داخل غرف البرلمان، وصفها رئيس الوزراء سكوت موريسون بالـ"مروّعة"، إذ خلُص إلى أنّ ثلث موظفي البرلمان (40 في المئة من النساء)، تعرّضوا للتحرّش أو الاعتداء الجنسي.

أجرت التقريرَ مفوّضة التمييز على أساس الجنس في أستراليا، كيت جينكينز، بعد أن كلفتها به الحكومة الأسترالية في مارس/آذار الماضي، عقب فضيحة كبرى أثارتها النائبة السابقة بريتاني هيغينز، زعمت فيها تعرّضها للاغتصاب داخل مبنى البرلمان.

لاحقاً، توالت اعترافات موظفات أخريات، يكشفن تعرضهن لمضايقات مستمرة وصلت إلى حدّ التحرش أو الاعتداء، ما أدى إلى موجة غضب عارمة في أستراليا ومطالبات بتغيير النظم الحاكمة لبيئات العمل، والتي تدع مرتكبي تلك الممارسات يفلتون من العقاب.

وأورد التقرير تفاصيل مؤلمة عن تعرّض النساء للمضايقات من رجال ذوي سلطة، وخلص إلى مجموعة من التوصيات لجعل أروقة السياسة بيئة "أكثر أمناً" بالنسبة للنساء، من بينها إنشاء لجنة مستقلة لتلقي الشكاوى، وتنظيم قواعد السلوك ومراجعة سياسات الكحول داخل مبنى البرلمان.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الأسترالي إنه سيُراجِع تلك التوصيات بدقة، لكن "من دون التزام قبولها كما هي".

ولفت التقرير إلى أن التحرّش الجنسي أصبح "سلوكاً طبيعياً ومعتاداً"، مع إفلات الجناة من العقاب دائماً، وعدم وجود آلية لحماية النساء والدفاع عنهن.

وقالت جينكينز: "اختلال موازين القوى (بين النساء والرجال) وإساءة استخدام السلطة، تُعتبر إحدى الدوافع الأساسية للتنمّر والتحرّش والاعتداء الجنسي".

ولفتت إلى مجموعة من العوامل التي ساهمت في ازدياد تلك الممارسات، من بينها بيئة العمل الضاغطة التي تستمر أحياناً لأيام متتالية دون أن يتمكّن الموظفون من العودة إلى منازلهم، ما يدفعهم إلى "البقاء حتى وقت متأخر في العمل أو تناول الكحول بصحبة زملائهم، وهو ما يزيد من مخاطر الاندفاع لسلوكيات خاطئة" بحسب التقرير.

وذكر التقرير أنّ عدم وجود أيّ قواعد لضبط تناول الكحول داخل مبنى البرلمان، أدى إلى تصويت النواب أحياناً وهم "تحت تأثير الكحول".

كما تضمّن التقرير شهادات عديدة لنساء تعرّضن للتحرّش والاعتداء الجنسي "عدة مرات"، ثم الترهيب والتخويف لاحقاً من أن الحديث عن تلك الممارسات "سيدمّر حياتهن الشخصية والمهنية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً