رقاقة إلكترونية ضمن جهاز إلكتروني (Reuters)
تابعنا

تسعى الولايات المتحدة إلى انضمام كوريا الجنوبية إلى تحالف خاص بتوريد أشباه الموصلات يعرف باسم "تشيب 4" وذلك عبر خطة استثمارات ضخمة بين أربع دول، تشمل أيضاً كوريا الجنوبية واليابان وتايوان.

وتهدف الولايات المتحدة من التحالف إلى إقصاء الصين من سوق أشباه الموصلات، والتي كانت قد أعربت عن معارضتها القوية لتلك الخطوة، خاصة عقب زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، مطلع شهر أغسطس/آب الجاري إلى تايوان.

وكانت واشنطن قد عانت من نقص في الرقائق وأشباه الموصلات خلال فترة جائحة كورونا، أدى إلى تعطيل إنتاج العديد من المنتجات، حيث أطلق نقاش في الولايات المتحدة حول اعتمادها على واردات الرقائق.

ووقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً على قانون الرقائق والعلوم، الذي يخصص عشرات المليارات من الدولارات لتشجيع الشركات على إنشاء مرافق تصنيع وتصميم في الولايات المتحدة.

الفكرة من وراء التحالف

تتهم الولايات المتحدة الصين بسرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية والغربية مثل التكنولوجيا التي تقف وراء توربينات طواحين الهواء.

في السنوات القليلة الماضية، فرضت الإدارات الأمريكية المتعاقبة قيوداً على المعرفة الفنية بالمنتجات المتطورة إلى الصين، والتي تهدف إلى الارتقاء في سلسلة توريد التكنولوجيا في العالم.

ما أثار ناقوس الخطر في واشنطن هو استيلاء الصين السريع على سوق شبكة 5G، حيث تمتلك شركة Huawei التي يقع مقرها في Shenzhen معظم براءات اختراع 5G وتواجه جهوداً أمريكية متضافرة لمنع توسعها.

وفي هذا الشأن، يقول الخبراء إن الصين أجبرت الشركات الأجنبية على تبادل المعلومات المسجلة مع شركاء محليين في المشاريع المشتركة، في حين تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بالتركيز على تطوير التكنولوجيا ومساعدة الشركات المصنعة على الارتقاء في سلسلة توريد التكنولوجيا.

هل ستنضم كوريا الجنوبية إلى الحلف؟

حاول الرئيس يون التقليل من المخاوف، قائلاً إن سيول ستفعل ما هو في المصلحة الوطنية، وأبلغت حكومته الولايات المتحدة أنها ستشارك في الاجتماع التمهيدي لكنها لم تقدم دعماً كاملاً للفكرة.

فيما تبين أن الولايات المتحدة طالبت كوريا الجنوبية باتخاذ قرار نهائي بشأن الانضمام إلى التحالف حتى نهاية شهر أغسطس/آب الجاري.

ويمكن القول إن الولايات المتحدة هي التي تمتلك التكنولوجيا الأصلية لأشباه الموصلات، بينما تعد كل من كوريا الجنوبية وتايوان واليابان أكثر دول العالم في إنتاج أشباه الموصلات.

وإذا جرى تكوين تحالف خاص بأشباه الموصلات بين الدول الأربع، فمن الواضح أنه سيهيمن بقوة على سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات، ولذلك من الطبيعي أن تعترض الصين على تشكيل ذلك التحالف وتتخذ إجراءات مضادة.

وفي هذا الصدد، التزمت الحكومة الكورية موقفاً حذراً، وأصبحت الشركات الكورية لصناعة أشباه الموصلات قلقة حيال انضمام كوريا إلى تحالف "تشيب 4"، لأنها تحتاج إلى التكنولوجيا الأصلية الأمريكية لإنتاج أشباه الموصلات، لكنها في الوقت نفسه تعتمد اعتماداً كبيراً على السوق الصينية في تصدير منتجاتها، وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة تحث كوريا بقوة على المشاركة في تحالف "تشيب 4".

وقد بلغ إجمالي قيمة صادرات كوريا من أشباه الموصلات في العام الماضي 128 مليار دولار، منها 50.2 مليار دولار للصين.

وتبلغ حصة الصين من إجمالي حجم مبيعات شركتي "سامسونغ" للإلكترونيات و"إس كي هاينكس" لأشباه الموصلات أكثر من 30%.

TRT عربي
الأكثر تداولاً