يتجه العالم بشكل متسارع نحو تطبيق تكنولوجيا الروبوت في مختلف المجالات  (AA)
تابعنا

يبدو أن السنوات القليلة القادمة سوف تحمل تغييراً هائلاً فيما يتعلق بسوق العمل وطبيعة الوظائف في المستقبل. ووفق تقرير للأمم المتحدة فإن ذلك يتزامن مع التطور التكنولوجي الهائل وإدخال تكنولوجيا الروبوت والذكاء الصناعي لمرحلة تختلف كلياً عن مرحلة التجريب التي صبغت السنوات الماضية.

وإضافة إلى تقرير الأمم المتحدة عن "الحالة الاقتصادية والاجتماعية في العالم"، سلط المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على "مستقبل الوظائف في العالم".  وعرض التقريران لمجموعة من الحقائق الجديدة في محاولة لرسم صورة تقريبية لانعكاس تلك المرحلة من الثورة الصناعية الرابعة على المجتمعات النامية من جهة، ومستقبل الأفراد من جهة أخرى.

الفجوة التكنولوجية

لفت تقرير الأمم المتحدة حول الحالة الاقتصادية والاجتماعية في العالم لعام 2018، إلى ما أسماه بـ"الفجوة التكنولوجية" بين البلدان، وما يمكن أن ينجم عنها من مخاطر حقيقية لا تهدد فقط اقتصاد البلدان النامية والتشكيلة الاجتماعية للفئات المختلفة داخل المجتمع الواحد، بل أيضاً تهدد الأمن والاستقرار العالمي. 

وتشير الفجوة الإلكترونية إلى صراع محتدم بين الدول الأكثر ثراءً في العالم على تطبيق الأتمتة (أي الاعتماد بشكل كلي على الآلات بدون تدخل بشري في عدد كبير من الوظائف) وفرض سياسات الذكاء الصناعي في مختلف المجالات، في الوقت الذي لا تتوفر فيه الخدمات الأساسية لدى عدد كبير من المجتمعات النائية أو البلدان التي تواجه حروب أو كوارث طبيعية، ما يشمل البلدان العربية بطبيعة الحال.

فقد ذكر التقرير أن 1.1 مليار شخص محروم من الكهرباء في الدول النامية، بالإضافة إلى افتقار 30% من سكان البلدان الأقل نمواً لإمكانية الحصول على مياه شرب نظيفة أو خدمات صحية أساسية، فضلاً عن أن أكثر من نصف سكان العالم لا يستخدمون الإنترنت. 

ويوضح إسماعيل الناشف، أستاذ علم الاجتماع والأنثربولوجيا لـTRTعربي، أن "تحذير الأمم المتحدة صحيح ويتفق مع مفهوم التطور اللامتكافئ"، الذي يشير إلى صعوبة تحقيق النمو الاقتصادي في الدول النامية من خلال اتباع النموذج الغربي الرأسمالي، لأنه سيؤدي في النهاية إلى تعميق الفجوة الحضارية، فالدول الغنية تزداد ثراءً، والدول الفقيرة تزداد فقراً. 

تدعو الأمم المتحدة إلى العمل الجماعي على الصعيد العالمي لمواجهة التحدي الذي تطرحه الوثبات التكنولوجية، بما يكفل استفادة الجميع منها

تقرير الأمم المتحدة للحالة الاقتصادية والاجتماعية في العالم 2018

وأوصت الأمم المتحدة بالعمل الجماعي على الصعيد العالمي لمواجهة التحدي الذي تطرحه الوثبات التكنولوجية، بما يكفل استفادة الجميع منها.

مستقبل الوظائف في العالم

كان المنتدى الاقتصادي العالمي قد نشر تقريراً، الشهر الماضي، بعنوان "مستقبل الوظائف في العالم لعام 2018"، تناول التغير الذي ستشهده طبيعة الوظائف في المستقبل، حيث ستؤدي "الأتمتة" إلى زوال بعض المهام واختفاء أنواع كاملة من الوظائف، خلال الخمس سنوات القادمة، لصالح نوع جديد لم يظهر بعد.

وتنبأ التقرير الذي شمل أكثر من 300 مؤسسة وشركة حول العالم، إلى أن عام 2022 سوف يشهد اختفاء نحو مليون نوع وظيفة، لصالح ظهور نوع جديد من الوظائف التي تتطلب مهارات جديدة. 

يصعب تحديد فترة زمنية لحدوث تلك النقلة في نوعية الوظائف، فالأمر لا يخضع فقط للتطور التكنولوجي، بل تحكمه ديناميكيات سوق العمل

إسماعيل الناشف - أستاذ علم الاجتماع والأنثربولوجيا

ويضيف الناشف فيما يتعلق بانعكاس ذلك على واقع الأفراد، أنه "من الصعب تحديد فترة زمنية لحدوث تلك النقلة في نوعية الوظائف"، حيث اعتبر أن الأمر لا يخضع فقط للتطور التكنولوجي، أو توجَُه الشركات الصناعية الكبرى في العالم، بل تحكمه ديناميكيات سوق العمل، وعلاقة المركز بالهامش، هو ما يحكم عملية التطور ويضبط إيقاع التغيير على مستوى الأفراد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً