بلغ عدد المهاجرين الذين كانوا على متن طائرة "بوينغ 747" التابعة لشركة الخطوط الجوية العراقية 431 شخصاً (Hawkar Yaseen M Amin Mohammed Amin/AA)
تابعنا

عقب ما يزيد عن أسبوع من التوتّر المتصاعد بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، حطّت أول طائرة تقلّ مئات المهاجرين إلى العراق، وذلك بعدما لم يفلحوا في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا.

ولا يحمل العائدون مجرّد خيبة الأمل جرّاء عدم استطاعتهم عبور الحدود إلى الكتلة الأوروبية، بل كذلك قصص معاناة وسوء معاملة تكبّدوها خلال محاولتهم البائسة للوصول إلى بولندا وليتوانيا.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفاصيل بشعة رواها العائدون من بيلاروسيا.

وأفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء والمتحدّث باسم حكومة إقليم شمال العراق أنّه في المجمل بلغ عدد المهاجرين الذين كانوا على متن طائرة "بوينغ 747" التابعة لشركة الخطوط الجوية العراقية 431 شخصاً.

وذكرت وزارة الخارجية العراقية إنّ الطائرة أقلعت مرة أخرى متّجهة إلى بغداد، حاملة عائدين آخرين.

وقال أوارا عباس (30 عاماً) الذي نزل من الطائرة في محافظة أربيل العراقية، بعد أن أنفق 5500 دولار في محاولة فاشلة لمغادرة بلد لا يرى فيه مستقبلاً اقتصادياً، قوله: "أتمنّى لو كنت قد متّ وأعادوا جثتي".

وحاول عباس 8 محاولات للعبور من بيلاروسيا إلى بولندا، وعندما تمكّن من هدفه أخيراً، ألقت السلطات البولندية القبض عليه وأعادوه إلى بيلاروسيا.

ومثّل العراقيون، وبخاصة الأكراد منهم، نسبة كبيرة من بين مهاجرين يُقدَّر عددهم بنحو أربعة آلاف انتظروا في غابات بيلاروسيا شديدة البرودة، وحاولوا عبور الحدود إلى ليتوانيا أو لاتفيا أو بولندا.

ويقول أشتي يونس (29 عاماً) الذي عاد إلى أربيل إنّ السلطات البيلاروسية خدعته وأجبرته على العودة.

وأوضح قائلاً إنّ أفراداً من الشرطة جاؤوا إلى الفندق الذي يقيم فيه صباح الخميس، وقالوا إنّهم سيصطحبونه لتجديد تأشيرته، لكن بدلاً من ذلك نقلوه إلى المطار.

وأضاف: "قلت لهم إذا كان بإمكاني إحضار أشيائي؟ قالوا لي لا. كل شيء على ما يرام، لذا تركت حقيبتي في الفندق. لم يكن لديهم أي إنسانية. لقد كذبوا علينا وجعلونا نعود بالقوة".

أمّا أرشد حسن (32 عاماً) الذي عاد إلى بغداد، فقال للصحيفة الأمريكية إنّه سافر مع مجموعة من الأصدقاء إلى بيلاروسيا في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، وعندما وصلوا إلى الحدود البولندية، وعدهم الجنود البيلاروسيون بمساعدتهم على العبور.

إلّا أنّ الجنود طلبوا منهم جوازات سفرهم وهواتفهم وسجائرهم واحتجزوهم لمدة أربعة أيام ثم اقتادوهم إلى الحدود الليتوانية.

وتابع: "أعادوا لنا هواتفنا المحمولة وجوازات سفرنا لكنهم احتفظوا برقائق الهاتف المحمول. أرادوا لنا أن نموت. تركونا في غابة بلا وسائل اتصال".

وتابع: "لقد عانينا الكثير، ضربونا. كان نساء وأطفال وكبار سن يعانون البرد. أخذونا إلى النهر الذي يفصل بين البلدين وإن لم ننزل إلى النهر يضربوننا".

ورغم ذلك قال حسن إنّه لن يتخلّى عن محاولة الوصول إلى أوروبا، مضيفاً: "العراق ليس له مستقبل".

ويتّهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتّل القاري، رداً على العقوبات الأوروبية التي فُرضِت على بلاده بعد "القمع الوحشي" الذي مارسه نظامه بحقّ المعارضة.

ووصفت وزارة الخارجية في بيلاروسيا الاتهامات بأنّ مينسك هي التي دبرت أزمة المهاجرين بأنها "عبثية"، فيما قال لوكاشينكو إنّ بلاده تحاول إقناع المهاجرين بالعودة إلى ديارهم لكن لا أحد منهم يريد العودة. وأضاف أن مينسك سترد على أيّة عقوبات جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي.

والآن يعود مئات المهاجرين إلى وطنهم بعد فشلهم في عبور الحدود شديدة الحراسة. ويصف بعضهم الظروف القاسية للحياة في الغابة خلال الشتاء، بخاصة مع وجود أطفال وتعرضهم للضرب من حرس الحدود.

TRT عربي
الأكثر تداولاً