أصيب عشرات الفلسطينيين في اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، فجر الأربعاء، فيما جرى اعتقال العشرات منهم أيضاً.
وأطلقت شرطة الاحتلال القنابل الصوتية والمسيلة للدموع باتجاه المصلين في المصلى القبلي المسقوف في المسجد الأقصى، قبل الاعتداء عليهم بالضرب المبرح مستخدمة الهراوات.
وأظهرت مقاطع فيديو تدمير الشرطة أحد شبابيك المصلى القبلي قبل إلقاء القنابل الصوتية على المصلين المعتكفين في المصلى.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس للأناضول إن عناصر من الشرطة الإسرائيلية اعتلت المصلى القبلي قبل أن تقتحمه بعد إطلاق قنابل الصوت والمسيلة للدموع.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته: "أصيب العشرات نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع ثم اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى، واعتدت بالضرب المبرح على المصلين، ما زاد من اعداد المصابين".
وتابع: "أصيب عدد من المصلين في منطقة الرأس نتيجة الضرب".
وأظهرت مقاطع فيديو العشرات من عناصر الشرطة وهم ينهالون على المعتكفين ضرباً بالهراوات وسط نداءات استغاثة.
كما أظهرت مقاطع فيديو شرطة الاحتلال وهي تقتاد عشرات المعتكفين بعد اعتقالهم من داخل المصلى القبلي.
وقال شهود عيان للأناضول إن عشرات أصيبوا إثر استنشاق الغاز المسيل للدموع وبعد تعرضهم للضرب المبرح.
وأظهرت بعض الصور التي جرى التقاطها في المصلى القبلي الدماء وهي تسيل من رأس إحدى الفلسطينيات.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه للأناضول إن "قوات الاحتلال تمنع جميع طواقم الإسعاف من الدخول إلى المسجد الاقصى المبارك وتعتدي على طواقم الإسعاف".
وأضاف: "رُفِعت درجة التأهب لدى مركز إسعاف جمعية الهلال الاحمر القدس للقصوى واستنفار جميع طواقمها ومتطوعيها".
ومع توالي أنباء الاقتحام، صدحت المآذن في قرى القدس الشرقية بالدعوة للنفير ومساندة المعتكفين في المسجد الأقصى.
ولكن شهود عيان قالوا للأناضول إن قوات الشرطة انتشرت بكثافة في محيط المسجد الأقصى ومنعت المصلين من الوصول إليه.
وحسب شهود عيان فإن مواجهات اندلعت في عدد من أحياء القدس الشرقية بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه إلى الأناضول إنه سجل 7 إصابات خلال مواجهات خارج أسوار المسجد الاقصى جرى نقل إصابتين إلى المستشفى .
وأشار إلى أن "الإصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط واعتداء بالضرب".
من جهتها قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب: "بعد محاولات كثيرة وطويلة لإخراجهم عن طريق الحديث إليهم دون جدوى، اضطرت قوات الشرطة إلى دخول المنطقة لإخراجهم".
وأضافت: "خلال دخول القوات جرى رشقها بالحجارة وجرى إطلاق العديد من المفرقعات النارية داخل المسجد".
وتابعت: "ألقت الشرطة القبض على عشرات المشتبه بهم، وأصيب شرطي في ساقه من رمي الحجارة".
اقتحام المستوطنين
في سياق متصل شرع مستوطنون إسرائيليون، الأربعاء، باقتحام المسجد الأٌقصى بالقدس الشرقية بحراسة الشرطة الإسرائيلية التي قيدت دخول المصلين الشبان إلى المسجد.
وقال شهود عيان إن مستوطنين شرعوا باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بمرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.
وأشار شهود العيان إلى ان الشرطة قيدت منذ فجر الأربعاء دخول المصلين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً إلى المسجد الأقصى.
وكان فلسطينيون هتفوا "الله أكبر" مع اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى للتعبير عن احتجاجهم على الاقتحامات.
وأدى عدد من الفلسطينيين صلاة الضحى قبالة المصلى القبلي وسط انتشار قوات من الشرطة في ساحات المسجد.
غارات على غزة
من جهة أخرى أعلنت هيئة البث الإسرائيلي أن صافرات الإنذار أُطلِقت في عدد من التجمعات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
وكانت حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حذرتا في وقت سابق من مساء الثلاثاء، من أن التصعيد في المسجد الأقصى وذبح القرابين خلال عيد الفصح ا ليهودي، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتباراً من غروب شمس الأربعاء 5 أبريل/نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته.
وأغار الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، على عدد من الأهداف في قطاع غزة.
وقال الجيش في تصريح مكتوب إن "طائرات حربية أغارت على موقع لإنتاج أسلحة وموقع آخر لتصنيع وتخزين وسائل قتالية تستخدمهما منظمة حماس في وسط قطاع غزة"، حسب تعبيره.
وأضاف: "جاءت الغارة رداً على إطلاق أشخاص في قطاع غزة قذائف صاروخية من القطاع باتجاه إسرائيل الليلة الماضية".
وتابع: "تتحمل حماس مسؤولية ما يجري في قطاع غزة وستدفع ثمن الانتهاكات الأمنية ضد دولة إسرائيل" على حد تعبيره.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في وقت سابق إنه رصد إطلاق 10 صواريخ من قطاع غزة على 3 دفعات.
ولفت إلى أن فلسطينيين أطلقوا 5 صواريخ ومن ثم 4 صواريخ قبل إطلاق صاروخ واحد دون تسجيل أضرار أو إصابات.
وجاء إطلاق الصواريخ بعد اقتحام عنيف للشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، فجر الأربعاء، تخلله إصابات واعتقالات في صفوف المعتكفين بالمسجد.
وكانت جماعات الهيكل المزعوم دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضاً دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتباراً من غروب شمس الأربعاء 5 أبريل/نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته.
وكانت حركة "عائدون إلى جبل الهيكل" المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيقل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح "قربان الفصح" داخل الحرم القدسي.
كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيقل لأي مستوطن يجري اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.
ودعت المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15: 50 عصراً وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.
وتشهد مدينة القدس الشرقية وضواحيها توتراً متصاعداً منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو أواخر العام الماضي، إذ تصفها وسائل إعلام عبرية بأنها "الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل".
