دُفن مصطفى مرشد الريمي بحضور شقيقه والسفير اليمني لدى بولندا (مواقع تواصل)
تابعنا

تحت سماء ملبّدة بالغيوم وسط الحقول وأحراش شجر البتولا دفن رجال من الأقلية المسلمة في بلدة بوهونيكي البولندية الأحد مهاجراً يمنياً يبلغ 37 عاماً توفي جراء البرد والإرهاق أثناء محاولته الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا.

وبعد صلاة جنازة في مسجد قديم مبنيّ من الخشب في هذه البلدة الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود البولندية البيلاروسية، حمل الرجال النعش حتى المقبرة الواقعة على منحدر تكسوه أشجار الصنوبر.

دُفن مصطفى مرشد الريمي بحضور شقيقه والسفير اليمني لدى بولندا. وحُفر قبره إلى جانب قبور ضحايا آخرين لأزمة الهجرة الأخيرة.

وتناقل يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن مصطفى، الذي قالوا إنه يبلغ (36عاماً)، وهو أب لطفلين، وخريج محاسبة شركات منذ عام 2006 في اليمن.

وأوضحوا أنه عمل في البنك الأهلي السعودي قبل أن يجري الاستغناء عنه بطريقة مفاجئة.

ويؤكد ريشارد موزدابايف المتحدّر من شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي فرّ منها قبل ثماني سنوات أن الجنازة التي أقيمت لمصطفى هي "تعبير عن احترامنا وتضامننا مع هذا الرجل الذي توفي في ظروف فظيعة".

ويرافق موزدابايف الذي يقطن مدينة بياليستوك الكبيرة على مسافة نحو خمسين كلم من بوهونيكي، أصدقاء له متحدرون من القرم والشيشان كانوا أيضاً مهاجرين.

ويبلغ عدد المسلمين في تلك المنطقة الحدودية البولندية ما يقارب ثلاثمئة أو أكثر بقليل، معظمهم من التتار الذين استوطنوا هناك بالقرن الرابع عشر. وتعهّدت المجموعة المسلمة الصغيرة بتنظيم "مراسم جنازات كريمة" لمن يقضون أثناء محاولتهم دخول الاتحاد الأوروبي.

ويقول زعيم هذه الأقلية المسلمة في بوهونيكي ماتشي شتيسنوفتش: "أخشى أن تُجرى قريباً مراسم دفن أخرى".

ومنذ بدء أزمة المهاجرين عملت الجماعة المسلمة الصغيرة في بوهونيكي على مساعدة عدد من العالقين في الغابات الحدودية، وقدّمت لهم ما قد يسدّ حاجتهم من طعام وشراب ولباس.

وتطوّع أفراد هذه الأقليّة الصغيرة لمساعدة القوات التي أرسلتها بولندا لضبط الحدود، لا سيما عبر تقديم الطعام الساخن لهم يومياً.

وحسب وسائل إعلام بولندية قضى 11 مهاجراً على الأقلّ منذ بدء أزمة المهاجرين هذا الصيف. وهذا الأسبوع بدأت بيلاروسيا إخلاء مخيّم يقطنه آلاف الرجال والنساء والأطفال معظمهم من الشرق الأوسط.

إلا أن جهاز حرس الحدود البولندي لا يزال يبلّغ عن محاولات جديدة للعبور.

ويتّهم الغرب بيلاروسيا بافتعال الأزمة عبر استقدام مهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي، انتقاماً من العقوبات الغربية التي فُرضت على النظام البيلاروسي بعد قمعه حركة معارضة.

وما إن يصل المهاجرون إلى الحدود حتى يجدوا أنفسهم عالقين بين بولندا التي ترفض إدخالهم وقوات الأمن البيلاروسية التي تمنعهم العودة أدراجهم.

وأعلنت وزارة الخارجية اليمنية السبت أنها تعمل على إعادة مواطنين عالقين على الحدود، هم ثمانية في بيلاروسيا وتسعة في الجانب البولندي.



TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً