جاوش أوغلو يُدين استهداف حفتر للمدنيين (AP)
تابعنا

صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، بأن خليفة حفتر قائد لقوات غير مشروعة شرقي ليبيا، وأن داعميه باتوا أكثر عدوانية بشنّهم هجمات تستهدف المدنيين من الشعب الليبي، مشبهاً هذا العدوان بـ"عدوان النظام السوري على شعبه."

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي الجمعة، خلال مشاركته في بثّ حي على قناة "A Haber" التليفزيونية المحلية، تَطرَّق خلاله إلى الحديث عن عدد من القضايا الداخلية والخارجية.

وأضاف: "أصبحوا يستهدفون المدنيين، بما في ذلك المستشفيات، لماذا هذا العدوان؟! لأنهم بدؤوا يفقدون تفوقهم في الميدان".

وأكّد أن تركيا تؤمن بأن الحلّ الوحيد في ليبيا هو الحل السياسي، من أجل ذلك تسعى لتحقيق وقف إطلاق النار هناك".

في المرحلة القادمة لا بد من وقف حفتر، كما يجب وقف الداعمين له، وعلى الناتو (حلف شمال الأطلسي) أن يلعب دوراً هاماً في هذا الصدد

مولود جاوش أوغلو - وزير الخارجية التركي

ولفت إلى أن "مصر والإمارات العربية المتحدة إلى جانب فرنسا تدعم بشكل واضح حفتر"، مبيناً أن "العداء الفرنسي لتركيا زاد بعد عملية نبع السلام في شمال سوريا".

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات، لتطهيرها من إرهابيي PKK وداعش، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي 17 من الشهر ذاته علّق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، أعقبه اتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته.

وفي سياق آخر أشار جاوش أوغلو إلى أن روسيا والولايات المتحدة تحاولان إدماج تنظيم PKK في المسار السياسي السوري تحت اسم "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) أو "السوريين الأكراد".

وأوضح أن روسيا كانت مصرّة وحاولت جاهدة السير في هذا الطريق، قبل دخول YPK بشكل كامل تحت سيطرة الولايات المتحدة.

وشدّد جاوش أوغلو على أن تركيا ليست ضد الأكراد، مضيفاً: "بعد أن فشل إنشاء دويلة في المنطقة، تعمل الولايات المتحدة هذه المرة على خطة الإدماج في النظام السياسي، بخاصة أنهم يحاولون إدماج المجلس الوطني الكردي مع YPK".

كما أكّد الوزير التركي أن تمثيل الأكراد لا يمكن أن يقع على عاتق الإرهابيين، مضيفاً: "موقفنا واضح جدّاً، لن نسمح بإنشاء ممر إرهابي في المنطقة، ولا بشرعنة الإرهابيين فيها".

وتمارس الولايات المتحدة وفرنسا ضغوطاً على "المجلس الوطني الكردي" للانسحاب من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" السورية، وتشكيل كتلة سياسية جديدة مع تنظيم PKK الإرهابي.

ويأتي ذلك ضمن مساعٍ من البلدين لإضفاء مشروعية دولية على التنظيم الإرهابي، من خلال استغلال شرعية المجلس الوطني الكردي.

وعلى صعيد آخر أعرب جاوش أوغلو عن "أهمية تشكيل حكومة جديدة لدى العراق الجار والشقيق لتركيا"، مبيناً أنه يعرف رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي من قُرب.

وأضاف موضحاً أن "الكاظمي قائد سياسي يعرف المنطقة جيداً، ويولي تركيا والعلاقات الثنائية بين البلدين اهتماماً"، مشدداً على أن "استقرار العراق يأتي على رأس الأولويات التركية".

لدينا كثير لنقوم به سوياً، فيكفي تشكيل الحكومة في أقرب وقت ويكفي إرساء الاستقرار في العراق، ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء يتمتع بموهبة وقدرة عاليتين، كما يهتم بعلاقاتنا الثنائية

مولود جاوش أوغلو - وزير الخارجية التركي

وعلى الصعيد الداخلي تَطرَّق جاوش أوغلو خلال حديثه إلى الجهود التي بذلتها الحكومة التركية لإجلاء مواطنيها من الخارج على خلفية تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، مشيراً إلى أن هذه الجهود شملت كذلك نقل مواطنين أجانب من تركيا إلى بلدانهم.

واستطرد: "وصلت الخميس إلى إسطنبول طائرة أقلعت من جمهورية الدومينيكان. وأقلت الطائرة إلى جانب مواطنينا 42 رومانياً و 38 مجرياً ومواطناً أذرياً وآخر تونسياً".

وشدّد الوزير على ضرورة التعاون الدولي في هذه المرحلة التي يواجه فيها العالم وباء كورونا، متابعاً "نحن نساهم في ميزانيات بعض الدول مثل الصومال".

وحول مسألة الحج والعمرة أوضح أن المملكة العربية السعودية لم تتخذ قراراً بعدُ بشأن الموضوع.

نحن نرى تأثر السعودية بوباء كورونا، وبعض مواطنينا في المملكة، وأجرينا عمليات الإجلاء من هناك في وقت سابق، وبإذن الله سنُجلِي الباقين بنفس الطريقة

مولود جاوش أوغلو - وزير الخارجية التركي

وشدد الوزير كذلك على ضرورة مساندة العالم المنظمات الدولية والإقليمية، كالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمؤسسات المعنية التابعة لها، بدلاً من انتقادها بقسوة في هذه المرحلة التي تفشى فيها الفيروس.

وقال الوزير في تصريحاته: "رغم تقصيرها في هذه المرحلة التي تفشى بها وباء كورونا، فإنه يتعين تقديم مساندة منطقية للمنظمات الدولية والإقليمية، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمؤسسات المعنية التابعة لها، بدلًا من توجيه انتقادات قاسية إليها".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً