قادة الاتحاد الأوروبي أبلغوا نظراءهم من دول غرب البلقان أن الاتحاد لا يزال ملتزماً عملية ضمّ بلادهم، لكن بلا أي تقدُّم ملموس (Bloomberg Creative/Getty Images)
تابعنا

أبلغ قادة الاتحاد الأوروبي الأربعاء، نظراءهم من دول غرب البلقان خلال قمة عُقدت في سلوفينيا، بأن الاتحاد لا يزال ملتزماً عملية ضمّ بلادهم لكن بلا أي تقدم ملموس في ملفات انضمامهم المجمدة.

وبحث قادة الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد تقديم دعم اقتصادي بمليارات اليوروهات لجيرانه الشرقيين خلال قمة في قصر بردو بسلوفينيا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

وتسعى المفوضية الأوروبية لإظهار أنها لا تزال أفضل خيار استراتيجي للمنطقة.

لكن لم يتحقق أي اختراق خلال اللقاء مع قادة كل من ألبانيا والبوسنة وصربيا ومونتينيغرو وجمهورية مقدونيا الشمالية وكوسوفو بشأن الطريق الشاقّ أمام هذه الدول للانضمام إلى النادي الأوروبي.

في هذه الأثناء يزداد القلق من احتمال اختيار بعض الدول المرشحة لعضوية التكتل التقرّب من روسيا والصين كردّ فعل على التململ الناجم عن انتظار فتح الاتحاد الأوروبي أبوابه أمامها لسنوات بلا جدوى.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين عند وصولها إلى القمة: "نريد توجيه رسالة واضحة جداً، وهذه الرسالة هي أن غرب البلقان ينتمي إلى الاتحاد الأوروبي. نحن نريدهم ضمن الاتحاد الأوروبي".

وأضافت: "نحن عائلة أوروبية واحدة، وأنا مقتنعة بأننا نتشارك المصير نفسه".

مد اليد.. وإلا

طرأ جمود في السنوات الأخيرة على مساعي الاتحاد الأوروبي للتوسُّع بعدما كان الأمر ضمن أولوياته، إذ يخشى بعض الدول الأغنى من تسبُّب ذلك في موجة هجرة جديدة، فيما يجد بعض المتقدّمين بطلبات الانضمام صعوبة في تطبيق الإصلاحات المفروضة، خصوصاً ما يتعلق بالمعايير الديمقراطية.

وقال رئيس وزراء لاتفيا أرتورز كريغانيس كارينش: "في لاتفيا، عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كانت بمثابة تغيير لقواعد اللعبة في مجال تطبيق الإصلاح، وبالطبع في غرب البلقان لا يزال أمامهم طريق يقطعونه".

لكنه قال محذراً: "إما أن تمدّ أوروبا يدها وتسحب هذه الدول نحونا، وإما أن يمد شخص آخر يده ويسحب هذه الدول إلى اتجاه مختلف".

يعكس هذا مخاوف الاتحاد الأوروبي المتزايدة من تغلغل موسكو وبكين اللتين تبرعتا للمنطقة بملايين جرعات اللقاحات المضادّة لفيروس كورونا.

وترتبط موسكو بعلاقات ثقافية وثيقة مع دول أرثوذكسية مثل صربيا، فيما قدّمت بكين قروضاً كبيرة للمنطقة تشمل مبلغاً مثيراً للجدل قدره مليار دولار كلفة بناء طريق، تكافح مونتينيغرو لتسديده.

في المقابل يدرس الاتحاد الأوروبي اتفاقاً اقتصادياً من شأنه تقديم حزمة "غير مسبوقة" تصل قيمتها إلى 30 مليار يورو (35 مليار دولار) إلى المنطقة.

كما تَعهَّد مسؤولون بنتائج "ملموسة" لسكان البلقان، مثل تحسين معدَّلات التطعيم لتصل إلى تلك المسجّلة في دول الاتحاد العام الجاري وإلغاء رسوم التجوال على الهواتف المحمولة.

في البداية عرقلت فرنسا والدنمارك وهولندا في 2019 المحادثات بشأن انضمام ألبانيا وجمهورية مقدونيا الشمالية.

واليوم باتت بلغاريا العقبة الرئيسية أمام تحقيق أي تقدّم في هذا الصدد، إذ رفضت السماح لجمهورية مقدونيا الشمالية بإطلاق العملية بسبب نزاع بشأن اللغة والتاريخ.

والتقى قادة البلدين نظراءهم من فرنسا وألمانيا، لكن لم يتحقق تقدُّم قبل الانتخابات المرتقبة في بلغاريا الشهر المقبل.

لا أوهام

قال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش الذي قدمت بلاده طلب العضوية في 2009: "لا أوهام لديّ بشأن انضمام سريع إلى الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن "الاحتياجات السياسية للاتحاد الأوروبي تشدّد على أن التوسع نحو البلقان ليس مسألة مهيمنة أو شعبية".

وينهي قادة الاتحاد الأوروبي القمة ببيان ختامي، لكن بعد سجالات طويلة اتفقوا على القول إن التكتل "يؤكد مجدداً التزامه عملية التوسع" حسب مسوَّدة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس.

ورفض دبلوماسيون طلباً من سلوفينيا بالتزام ضمّ الدول المرشحة بحلول 2030.

حققت بروكسل انتصاراً دبلوماسياً صغيراً قُبيل القمة عندما لعبت دور وساطة لتخفيف حدة التوتر بين صربيا وكوسوفو بشأن لوحات رخص السيارات.

فالبلدان الخصمان سابقاً على خلاف منذ أسبوعين بعدما منعت كوسوفو السيارات التي تحمل لوحات تسجيل صربية من دخول أراضيها.

وكان النزاع الأخير بين صربيا وكوسوفو التي يتحدر غالبية سكانها من أصول ألبانية، الأسوأ منذ سنوات.

ويدور خلاف بين البلدين بشأن قضية الأقلية الصربية في كوسوفو التي تُعَدّ بالغة الحساسية.

أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا سنة 2008، بعد حرب استمرت على مدى عقد.

واعترف نحو مئة دولة، بما فيها جميع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء خمس، بالخطوة. ولم تعترف بها صربيا ولا حليفتاها الصين وروسيا.

وفشل الحوار الذي رعاه الاتحاد الأوروبي بين البلدين الجارين في البلقان وانطلق قبل عقد، في تطبيع العلاقات بينهما حتى الآن.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً