أعلن الجيش اللبناني الأحد أن قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" سلَّمته فلسطينياً متهماً بإطلاق نار في مخيم "البرج الشمالي" للاجئين جنوبي البلاد، وأدى إلى سقوط قتلى.
جاء ذلك في بيان أصدرته قيادة الجيش اللبناني عقب ساعات من مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار أثناء تشييع جثمان أحد عناصر "حماس"، يدعى حمزة شاهين، الذي سقط في انفجار بالمخيم قبل يومين.
وقال بيان الجيش اللبناني إن "قيادة الأمن الوطني الفلسطيني سلّمت مديرية المخابرات التابعة للجيش اللبناني، الفلسطيني (م.د)، المتهم بإطلاق النار الذي وقع عصر الأحد، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".
وقوات الأمن الوطني تتبع منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهة التي تتولى إدارة الأمن في مخيمات اللجوء الفلسطينية بلبنان.
من جانبها حمَّلت حركة حماس "الأمن الوطني الفلسطيني" المسؤولية المباشرة عما سمَّتها "جريمة القتل والاغتيال المتعمد" بالمخيم.
جاء ذلك في بيان للحركة عقب ساعات من واقعة إطلاق النار التي أكد مصدر من حماس أن "مركزاً لحركة فتح هو مصدرها"، وفق حديثه لوكاالة الأناضول.
لكن قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في المخيم طلال العبد قاسم نفى تلك الاتهامات، معرباً عن استعداده لفتح تحقيق في الحادث.
وقالت حماس في بيانها: "نحمل ما يسمى قوات الأمن الوطني الفلسطيني المسؤولية المباشرة عن جريمة القتل والاغتيال المتعمد، ونحمل قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله وأجهزتها الأمنية في لبنان المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".
واعتبرت حماس أن "هذه الجريمة المروعة هي خدمة بالكامل للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول دائماً استهداف المخيمات الفلسطينية وإسقاط حق العودة".
ودعت حماس حركة فتح وجميع الفصائل والقوى والأحزاب الفلسطينية واللبنانية والإسلامية "إلى إدانة واستنكار المخطط التخريبي لقوات الأمن الوطني الفلسطيني الذي لا يخدم إلا الاحتلال".
كما طالبت بـ"تسليم القتلة وكل من له علاقة بالمجزرة للسلطات اللبنانية وإحالتهم إلى العدالة".
بدوره أدان السفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور واقعة إطلاق النار في المخيم.
وحسب بيان صادر عن السفارة الفلسطينية اعتبر دبور "ما حدث اعتداء علينا جميعاً وعلى أمن واستقرار مخيماتنا"، قائلاً: "سنُفشل مجتمعين المشروع التدميري للمجتمع الفلسطيني، وسنبقى كما عهد شعبنا بنا موحدين، همنا واحد، ألمنا واحد، هدفنا واحد ووفاؤنا لشعبنا موحد".
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف، يتوزعون على 12 مخيماً تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية، ويشهد بعضها من حين إلى آخر توترات واشتباكات مسلحة.
