مشيعون يحملون جثمان هاشم سويد أحد الأطفال العشرة المصابين بسرطان الدم وتوفوا بسبب الدواء الملوث - صنعاء (Reuters)
تابعنا

كشفت جماعة الحوثي في اليمن الاثنين أن أدوية مهربة "ملوثة ببكتيريا قاتلة" وراء حادثة وفاة 10 أطفال مصابين بسرطان الدم "لوكيميا" التي جرى الكشف عنها قبل أيام.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته الجماعة في صنعاء لإطلاع الرأي العام على آخر مستجدات قضية وفاة الأطفال المصابين باللوكيميا، وفق وكالة أنباء سبأ (النسخة الحوثية).

وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أعلنت مساء الجمعة وفاة 18 طفلاً بجرعة دواء منتهية الصلاحية في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء.

وفي المؤتمر أشار رئيس المجلس الطبي الأعلى التابع للحوثيين الدكتور مجاهد معصار إلى أنه فور تلقي البلاغ بهذه الحادثة شكَّل وزير الصحة طه المتوكل لجنة تحقيق من الجهات المعنية التي بدأت مباشرة أعمالها.

وأوضح أن 29 حالة تلقت جرعة من دواء مهرب 10 حالات منها لم تتعرض لمضاعفات، فيما تعرضت 19 حالة لمضاعفات توفي على إثرها 10 أطفال، وحالة في العناية المركزة فيما تحسنت البقية.

وأشار إلى اكتشاف حالتين أيضاً تعرضت لمضاعفات الدواء في حضرموت إحداها في العناية المركزة.

ولفت معصار إلى أن اللجنة أرسلت العينات التي استُخدمت للمرضى من الأدوية التي جرى شراؤها من إحدى الصيدليات للفحص في معمل الهيئة العليا للأدوية، وثبت أن التركيبة كانت "ملوثة ببكتيريا قاتلة"، وهي التي أدت إلى الالتهاب السحائي الشديد لدى الأطفال.

وأكد أن سبب تأخير تقديم النتائج يتمثل في أن الفحص بحاجة إلى 14 يوماً لتظهر النتائج، مؤكداً أنه جرى استكمال التحقيقات وإحالة ملف القضية إلى النائب العام.

كما طالب الأمم المتحدة بسرعة فتح مطار صنعاء الدولي والمواني اليمنية ليجري ضبط وتسريع دخول الأدوية إلى البلد لتجنب حدوث مثل هذه الكوارث والحد من دخول الأدوية المهربة لليمن.

من جانبه أكد رئيس الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية الدكتور محمد الغيلي أن مضاعفات الأطفال المرضى هي نتيجة لدواء جرى تهريبه من خارج البلاد ووصل إلى إحدى الصيدليات في صنعاء والذي جرى شراؤه من طرف أهالي المرضى، ما تسبب في هذه المضاعفات ووفاة عدد من الحالات.

وكان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني أكد أن سبب وفاة الأطفال توزيع الحوثيين جرعات دواء كيميائي منتهية الصلاحية جرى تكديسها لفترات طويلة في المخازن.

وأوضح في تصريحات صحفية الجمعة أن "الحوثيين كانوا حصلوا على هذه الأدوية كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى، وباعت جزءاً منها وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة قبل أن تتلاعب بتاريخ الانتهاء وتوزعها على المستشفيات".

ولم تذكر الحكومة ولا جماعة الحوثي زمناً محدداً لوفاة الأطفال، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه جرى حقنهم نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتوفوا على مدار أيام متفرقة.

ومنذ أكثر من 7 سنوات يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري تقوده الجارة السعودية، وبين والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وحتى نهاية 2021 أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر 126 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً