لقطة من الجو للحيتان الجانحة على ساحل تسمانيا الغربي (BBC)
تابعنا

عُثر على أكثر من 200 حوت جانح الأربعاء، عند شاطئ ناءٍ على الساحل الغربي لجزيرة تسمانيا الأسترالية.

ويُعتقد أن نصف هذا العدد، من الحيتان الطيّارة على أغلب الظن، ما زالت على قيد الحياة. وقد أُرسل منقذون إلى المنطقة.

ويأتي هذا الجنوح بعد يوم واحد من حادث آخر مشابه لكن على الساحل الشمالي لجزيرة تسمانيا.

وشهد حادث جنوح الثلاثاء نفوق 14 من حيتان العنبر صغيرة العمر على شاطئ جزيرة كينج آيلاند عند مضيق باس ستريت، الذي يصل بين بحر تسمانيا شرقاً والمحيط الهندي غرباً.

ويضع خبراء خطة إنقاذ لتعويم الـ230 حوتاً الجانحة، لكن عملية الإنقاذ لن تكون سهلة لأسباب تتعلق بموقع الجنوح على الشاطئ، حسب ما قال بيان لوزارة الموارد الطبيعية والبيئة في تسمانيا.

وجاء في البيان أن "نحو نصف الحيتان الجانحة ما زالت على قيد الحياة فيما يبدو".

ويمثل ميناء ماكواري لساناً بحرياً كبيراً ضحلاً يمتد في منطقة ريفية. ويُتوقع نفوق المزيد من الحيتان على مدار الليل.

ويغطي السكان المحليون الحيتان الجانحة بالبطاطين ويسكبون عليها المياه بالدِلاء في محاولة للإبقاء عليها حيّة.

وقالت وزارة البيئة في تسمانيا إن خبراء في الحفاظ على البيئة البحرية اتجهوا إلى موقع جنوح الحيتان في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر التعويم مجدداً.

وتعدّ الحيتان الطيّارة من الثدييات التي تعيش تجمعات شديدة الترابط فيما بينها، وتعرف عادة بجنوحها الجماعي لأنها تسافر في أسراب وجماعات شديدة التقارب وتعتمد على التواصل الدائم فيما بينها.

وفي سبتمبر/أيلول 2020، أجريت عملية إنقاذ كبرى عندما جنح نحو 500 حوت في الميناء نفسه. وقد نفق في هذه العملية أكثر من 380 حوتاً، لكن 100 حوت على الأقل جرى إنقاذها.

وقالت الباحثة فانيسا بيروتا، إن التشابه بين حادث الجنوح الراهن وحادث الجنوح الأخير (أنواع الحيتان نفسها، الموقع نفسه، الوقت نفسه من العام) هو أمر "غير طبيعي" ومثير للقلق.

ورجحت بيروتا أن تكون الحيتان "ضلّت طريقها في البحر" وهي تتبع قائداً مريضاً أو فاقداً وجهته لتجد نفسها في نهاية الأمر جانحة في مياه ضحلة.

وقد يكون للتغير المناخي نصيب في الأمر، فالتغيرات في البيئة، وتغيّر درجة حرارة المياه، وغيرها قد يؤدي بالحيتان إلى الجنوح خارجاً.

لكن الأسباب وراء حوادث جنوح الحيتان لا تزال "غامضة"، على ما ترى الباحثة بيروتا. وليس أقل غموضاً وقوع العديد من تلك الحوادث على ساحل تسمانيا.

وترى الباحثة أن "الجزيرة العملاقة" يمكن أن تشكّل خطراً ملاحياً على الأحياء البحرية التي تستخدم خاصية تحديد الموقع بالصدى، فثمة "خروج من مياه مفتوحة إلى يابسة مفاجئة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً