أردوغان يبدأ جولته الإفريقية بالجزائر وسيتوجه والوفد المرافق له إلى غامبيا والسنغال (AA)
تابعنا

يتزايد الدور التركي الهادف إلى إحلال السلام في إفريقيا ودعم المسار السياسي في ليبيا، مع توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، إلى الجزائر، في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره عبد المجيد تبون.

وتحظى الزيارة بأهمية كبيرة لأنها أول زيارة رئاسية لرئيس دولة إلى الجزائر منذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حسب مراسلة TRT عربي زينب بن زيطة.

وأكد مصدر رفيع المستوى لـTRT عربي، على أن الرئيسين سيعقدان لقاء تشاورياً وسيتطرقان إلى العديد من الملفات وعلى رأسها الملف الليبي".

وأشار المصدر إلى وجود توافق في الرؤى بين تركيا والجزائر فيما يخص الأزمة الليبية، وبخاصة ما يتعلق بوقف إطلاق النار غير المشروط والعودة إلى العملية السياسية، منوهاً بأن الجزائر تعول على تركيا في هذه المراحل، بخاصة أنها تحاول العودة من جديد إلى المشهد الدبلوماسي".

وبدأ أردوغان جولته الإفريقية بالجزائر، إذ سيتوجه والوفد المرافق له إلى كل من غامبيا والسنغال، وتمتد جولته إلى الدول الثلاث حتى 28 يناير/كانون ثاني الجاري.

ولمنع تحول المنطقة إلى بيئة تنشط فيها التنظيمات الإرهابية، قال الرئيس التركي إنه "يجب تسريع الحل في ليبيا إذا كنا لا نريد مرتزقة ومنظمات إرهابية، وتعد خطة السلام خطوة مهمة لإعادة الاستقرار السياسي في ليبيا ولهذا يجب الضغط على حفتر الانقلابي".

الجزائر.. أول الطريق لحل الأزمة

قال الرئيس التركي إن بلاده عازمة على تعزيز علاقاتها مع دول القارة الإفريقية، مشيراً إلى أن علاقة بلاده مع الجزائر موغلة في القدم، واعتبر زيارته تعزيزاً لهذه العلاقة في مختلف المجالات.

وأضاف: "بحثت مع الرئيس الجزائري في برلين القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسيكون الملف الليبي في مقدمة المباحثات خلال الزيارة".

وتعي تركيا صعوبة الوضع في ليبيا والمتسبب الرئيس لاستمرار الأزمة، إذ شدّد الرئيس التركي على أن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر لم يلتزم مسار السلام للصراع في بلاده لا في موسكو أو برلين.

وأكد مدير معهد الدراسات الشرقية والإفريقية أنور إربا في حديث لـTRT عربي، أن "زيارة الرئيس التركي للجزائر مهمة لأنه سيبحث الملف الليبي بشكل مفصل مع نظيره الجزائري".

وأضاف: "الجزائر دولة مهمة وذات ثقل في الشمال الإفريقي، وعليه سيكون لها دور مهم في حلحلة الأزمة الليبية".

وينشط الدور التركي في ليبيا لدفع الأزمة نحو حل سياسي وتجنيب المدنيين المزيد من القتل والدمار في ظل انتهاكات مليشيات حفتر في العاصمة الليبية طرابلس.

وتعول تركيا على الدور الذي تبذله الجزائر لحل الأزمة الليبية لما يربط البلدين من حدود مشتركة طويلة، حسب مراسلة TRT عربي دلال القاسم.

السعودية والإمارات لا تقدمان الدعم السياسي فقط لحفتر بل تقدمان له السلاح وهو اختراق لقوانين الأمم المتحدة.

غزوان المصري - باحث في الشؤون التركية

الدور التركي.. نقلة نوعية للأزمة

من جانبه، اعتبر الباحث في الشؤون السياسية محمود إسماعيل الرملي لـTRT عربي، أن "الاتفاقيات بين تركيا وليبيا نقلت الملف من الغموض إلى إمكانية أن يصبح ملفاً أولياً فيما يتعلق بجميع دول العالم"، مشيراً إلى أن "الدور التركي كان أساسياً في محادثات موسكو ومؤتمر برلين ولاحقاً الجزائر، إلا أن كل هذه التحركات الدولية كشفت عن وجود دول لا تريد حلاً وطرفاً لا يريد سلماً".

وجعل التطور الذي حدث بعد مؤتمر برلين والخروقات التي يقوم بها حفتر بشأن وقف إطلاق النار من تركيا لاعباً أساسياً لحل الأزمة الليبية، حسب ما أفاد به الباحث في الشؤون التركية غزوان المصري لـTRT عربي.

وقال المصري: "إن السياسية التركية نجحت بشكل كبير في اتخاذ قرار ثنائي مع روسيا بفرض وقف إطلاق النار، وأحدثت نقطة تحول كبير في الملف الليبي".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً