أكّد وزير العدل ونائب رئيس الوزراء البلجيكي فانسان فان كويكنبورن في تصريحات لصحيفة التايمز البريطانية أنه بعد ضبط كميات هائلة من الكوكايين في ميناء أنتويرب، واعتقال عديد من "أمراء المخدرات"، ومحاولة اختطافه، فإن محاربة تلك المافيات أصبحت الأولوية الأولى للأمن القومي لبلاده.
ويعيش فان كويكنبورن، 49 عاماً، في حجز وقائي مع زوجته وأطفاله بعد أن أحبطت الشرطة محاولة مافيا مخدرات هولندية اختطافه، وقد أمضى إجازة أعياد الميلاد في منزل آمن تحت حراسة مشددة.
وفي أواخر سبتمبر/أيلول اعتقلت السلطات المختصة أربعة رجال قرب منزل الوزير البلجيكي، وكان بحوزتهم بندقية كلاشنيكوف وقنابل وأسلحة أخرى.
وتعتقد أجهزة الأمن البلجيكية أن "شخصية بارزة في عالم المخدرات" أمرت باختطاف فان كويكنبورن لاستخدامه كورقة مساومة مقابل إطلاق سراح سجين خطير.
ويوضّح فان كويكنبورن في تصريحاته أن "عصابات الجريمة المنظمة تستخدم حالياً أساليب إرهابية، فقبل نحو عشرة أعوام كان بعضهم يستهدف بعضاً، والآن باتوا يستهدفون الدولة ورجالها من سياسيين وشرطة وقضاة، بالإضافة إلى قتل الصحفيين، لذلك يمكننا الحديث بجزم ووضوح عن وجود تهديد حقيقي لبلدنا".
وكانت تجارة المخدرات تضررت بشدة خلال العام الماضي بسبب موجة من الاعتقالات إثر فكّ تشفير تطبيق "SKY ECC"، وهو تطبيق مراسلة آمن كان يستخدمه كثيراً أفراد وزعماء المافيات الدولية.
وتمكنت الشرطة البلجيكية من الحصول على نحو مليار رسالة أُرسلَت عبر ذلك التطبيق، وفي هذا الصدد يقول فان كويكنبورن: "بات لدينا تفاصيل كثيرة ومعلومات جيدة للغاية بشأن المافيات الدولية ومَن يقفون وراءها".
وتصادر الجمارك البلجيكية كمية كبيرة من الكوكايين في ميناء أنتويرب بحيث لا تستطيع المحارق مواكبة عمليات تدميرها بالكامل.
وكان جرى خلال الأسبوع الماضي الترحيب بـ"كريسماس الأبيض" بعد مصادرة عشرة أطنان من الكوكايين تزيد قيمتها على 800 مليون دولار، ومع تكثيف عصابات المخدرات نشاطها خلال فترة الأعياد.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، تصل قيمة تجارة الكوكايين الأوروبية إلى أكثر من 138 مليار دولار سنوياً، ومع وجود مبالغ ضخمة بحوزة تلك العصابات فإن ذلك يشكّل تخريباً جلياً للاقتصاد في بعض البلدان الأوربية مثل بلجيكا وهولندا.
وأدى اختراق تطبيق "SKY ECC" إلى إلقاء القبض على ثلاثة من ضباط الجمارك وكبار الشرطة الذين كانوا ينقلون معلومات استخبارية عن اعتراض شحنات المخدرات إلى رجال العصابات.
وشملت الاعتقالات الأخرى مسؤولين في مكتب المدّعي العامّ البلجيكي وموظفي قواعد البيانات الذين نقلوا تفاصيل الأهداف المحتمَلة إلى زعماء المافيات.
