أسر من ذوي ضحايا انفجار المرفأ تحتجّ خارج قصر العدل الأربعاء بعد تجميد التحقيق مجدداً (Mohamed Azakir/Reuters)
تابعنا

قالت صحفية ومصدر قضائي إن مسؤولاً بارزاً في جماعة حزب الله اللبنانية أبلغ قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت أن الجماعة ستزيحه عن التحقيق.

وقال المصدر القضائي إن القاضي طارق بيطار ذكر تلك الرسالة في خطاب للمدّعي العامّ التمييزي، مشيراً إلى أن وزير العدل وجهات قضائية يتابعون الأمر، لكن لم يُفتح بعدُ تحقيق رسمي فيه.

وطلب المصدر عدم ذكر اسمه لأن الأمر في يد القضاء ولأن خطاب بيطار كان مكتوباً عليه أنه خاصّ.

وكقاضٍ للتحقيق، غير مصرح لبيطار التحدث لوسائل الإعلام، ولم تصدر عنه أي بيانات بشأن الأمر منذ بدأت تقارير عن هذا التحذير تُتداول في وسائل إعلام لبنانية منذ الأسبوع الماضي.

ولم يتسنَّ لوكالة رويترز التواصل مع مسؤول حزب الله المقصود، وهو وفيق صفا، ولا مع مسؤولين آخرين من الجماعة للحصول على تعليق.

وقُتل أكثر من 200 شخص في الرابع من أغسطس/آب 2020، عندما انفجرت كمية ضخمة من الموادّ الكيماوية التي كانت مخزنة بطريقة غير آمنة في مرفأ بيروت لسنوات طويلة.

وبيطار هو قاضي التحقيق الثاني الذي تعرقل القيادات السياسية النافذة في البلاد عمله.

ويفتقر البلد إلى مساءلة المسؤولين بسبب انتشار الفساد الممنهج وأزمات الحكم والانهيار الاقتصادي.

وقالت لارا الهاشم، الصحفية في المؤسسة اللبنانية للإرسال "إنترناشيونال LBCI" لرويترز، إنها كانت تدخل قصر العدل في بيروت في 20 سبتمبر/أيلول لمتابعة أنباء جلسة مقررة للتحقيق ومعها محامون وصحفيون، عندما التقت مصادفة مسؤول حزب الله وفيق صفا.

وقالت: "سألني: هل ستلتقين القاضي بيطار؟ إذا التقيتِه فقولي له هذه الرسالة".

وأحجمت لارا عن الإفصاح عن الرسالة الشفهية التي طُلب منها إيصالها، لكنها وصفت رواية عن تلك الرسالة نشرها زميلها الصحفي إدمون ساسين على تويتر في 21 سبتمبر/أيلول بأنها دقيقة.

وقال ساسين في التغريدة: "حزب الله عبر وفيق صفا بعث برسالة تهديد إلى القاضي طارق بيطار، مفادها: واصلة معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني، وإذا ما مشي الحال رح نقبعك (نزيحك)".

ووفق رويترز، أحجم ساسين عن الكشف عن مصدر روايته، فيما قالت لارا لرويترز إنها ليست مصدر معلوماته.

انتكاسات التحقيق

قال المصدر القضائي لرويترز إن بيطار أرسل خطاباً إلى المدّعي العامّ التمييزي "فحواه ما نقلته لارا الهاشم، وهو أن وفيق صفا قال لها أن تبلغ القاضي بيطار "إننا رح نقبعك" (سنزيحك).

وأضاف المصدر أن بيطار أرسل هذا الخطاب بناءً على طلب النائب العامّ.

وتابع قائلاً: "بيطار لم يضع معلومات إضافية في الخطاب. وضع حرفياً ما أبلغته له لارا الهاشم (بدنا نقبعك)، وبشكل أكثر تحديداً، بيطار كتب في خطابه (بدنا نقبعك بالطرق القانونية)".

ولم يتسن التواصل مع وزير العدل، الذي قال المصدر إنه يتابع الأمر للحصول على تعليق.

غضب شعبي

والاثنين قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لقناة LBCI، وهي محطة خاصة ينتقد توجُّهها التحريري حزب الله، إن إجراءات أمنية اتُّخذت نتيجة لتهديدات تَعرَّض لها بيطار، بلا تفاصيل.

وجُمّد التحقيق يوم الاثنين بعد الدعوى التي أقامها نهاد المشنوق، وهو نائب سُنّي ووزير سابق للداخلية، بعد طلب بيطار استجوابه بشبهة الإهمال وسوء الإدارة.

وإذا قُبلت الدعوى فسيُستبعَد بيطار من تولي القضية. وكان سلفه فادي الصوان استُبعد في فبراير/شباط بعد اتهامات مماثلة بالتحيز.

وأبدى ميقاتي أمله في أن يستمر بيطار في أداء هذا الدور، وقال في مقابلة مع قناة LBC: "ما راح نقدر نتحمل قاضي ثاني يتنحى" عن قضية انفجار بيروت.

واحتجت أسر غاضبة من ذوي ضحايا انفجار المرفأ خارج قصر العدل الأربعاء بعد تجميد التحقيق مجدداً يوم الاثنين، وهتف بعضهم بشعارات مناهضة لصفا.

ويقول كثير من اللبنانيين إنهم حانقون من عدم محاسبة أي شخص بالمسؤولية عن الكارثة، واتهموا النخبة السياسية بالتستر على من تسببوا في أحد أكبر الانفجارات غير النووية المسجلة.

وعُرقلت جهود لاستجواب مسؤولين حاليين وسابقين في الدولة في ما يتعلق بالانفجار، بما يشمل رئيس الوزراء في وقت الانفجار ووزراء سابقين ومسؤولين أمنيين بارزين للاشتباه في الإهمال الذي أدى إلى الكارثة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً