"ما حدث في أفاغانستان هو انسحاب تحول إلى هزيمة".  (AFP)
تابعنا

في الوقت الذي تراوغ فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في محاولة لإخفاء الحجم الحقيقي للأسلحة الأمريكية المتطورة التي استحوذت عليها طالبان، أعلن أحد نواب الكونغرس الجمهوريين أرقاماً صادمة.

فقد تبين أن ما وصفه جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، بأن "كمية لا بأس بها من الأسلحة"، يساوي معدات قيمتها حوالي 85 مليار دولار، صرفتها الولايات المتحدة طوال 20 عاماً من بقائها في أفغانستان.

وقال السيناتور الجمهوري جيم بانكس، الذي شغل منصب مسؤول مبيعات الأسلحة الأمريكية خلال عامي 2014 و2015، في مؤتمر صحفي للحزب الجمهوري: "نعلم الآن أنه بسبب إهمال هذه القيادة (إدارة بايدن)، تمكنت طالبان من الاستحواذ على معدات عسكرية أمريكية بقيمة 85 مليار دولار".

وتابع آسفاً: "هذا يتضمن 75 ألف مركبة، وأكثر من 200 طائرة ومروحية بعضها من طراز بلاك هوك المتطور جداً، وأكثر من 600 ألف قطعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة"، إضافةً إلى "أجهزة رؤية ليلية ودروع جسدية وأدوات مراقبة، وبيانات تفصيلية لجميع الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة"، وفق حديثه في المؤتمر الصحفي.

كما تشمل المعدّات عربات مدرعة من طراز "همفي"، ومركبات حديثة مضادة للكمائن والألغام (MRAP) تبلغ تكلفة كل منها مليون دولار.

كيف حصلت طالبان على الأسلحة؟

لعب عامل الوقت دوراً حاسماً لصالح طالبان، فبينما كانت القوى الغربية تشعر أن لديها ما يكفي من الوقت لترتيب كل شيء، وإتلاف الأسلحة المتطورة، وعدم ترك شيء ذي قيمة ورائها، كانت طالبان تسيطر على ولاية أفغانية تلو الأخرى بسرعة أركبت جميع الحسابات.

لم يؤد ذلك فقط إلى انسحاب مرتبك للقوات الأمريكية، بل أيضاً إلى استسلام قوات الحكومة الأفغانية في مختلف الولايات دون قتال، بل وتسليم الأسلحة التي زودتهم بها الولايات المتحدة طوال 20 عاماً، والفرار بدونها.

ففي ولاية تخار مثلاً، سلّم جنود الحكومة الأفغانية رتلاً كاملاً من المدرعات الأمريكية إلى طالبان، من دون أي مقاومة، وبعضها كان يحتوي على قاذفات صواريخ أو مضادات للألغام والكمائن، وفق شبكة CNN الإخبارية.

دفع ذلك أكي بيريتز، المحلل السابق في مجال مكافحة الإرهاب بالاستخبارات الأمريكية، إلى وصف الانسحاب الأمريكي من دون وضع خطة متماسكة، بأنه "انسحاب يتحول إلى هزيمة"، وفق حديثه لوكالة فرانس 24.

استراتيجية الاستيلاء على الأسلحة في كل ولاية تسيطر عليها طالبان، مكنتها من التقدم بسرعة غير متوقعة، والحفاظ في نفس الوقت على المدن التي انتزعتها من الحكومة الأفغانية.

وقد وصف جيسون أمريني، الجندي الأمريكي السابق في أفغانستان، ذلك بقوله "سقوط المدن بشكل سريع في أيدي طالبان كان هو السيناريو الأكثر تشاؤماً بالنسبة للولايات المتحدة"، التي توقعت سقوط بعض الأسلحة في أيدي طالبان ولكن بالتأكيد ليس ترسانة كاملة من الأسلحة!

كيف ستستفيد طالبان من الأسلحة؟

أول شيء فعلته طالبان هو دعم قواتها باللباس العسكري والأسلحة والذخيرة المتطورة، لضمان صموده بعد الانتصارات التي حققها.

كما ساعدتها تلك الأسلحة على تثبيت حكمها في المدن التي حصلت عليها في البداية، والتوسّع بسرعة غير متوقعة، أي أنها منحتها قوة هائلة على المستوى الميداني والاستراتيجي.

وحول بعض الأسلحة التي بها أعطال أو قديمة للغاية، قال أحد جنود طالبان، إنهم سيحاولون ترميمها بأنفسهم أو بمساعدة الدول الصديقة، لتساعدهم في تأمين دولتهم والدفاع عنها.

ونظراً للعدد الهائل من الأسلحة، التي يقدر بعضها بملايين الدولارات، فقد تلجأ طالبان إلى بيعها أيضاً إذا أرادت، لتصبح مصدر تمويل جديداً يدرّ ثروة كبيرة.

ورغم تخوفات الإدارة الأمريكية من هذه الأسلحة، إلا أنها لا تنوي التحرك حالياً.

فقد قال مصدر في الكونغرس: "لدينا مخاوف من أن بعض هذه الأسلحة قد يقع في أيدي آخرين يدعمون قضية طالبان، يقلقني أكثر من أي شيء آخر أن هذه الأسلحة المتطورة قد تباع إلى خصومنا وجهات غير حكومية أخرى تعتزم استخدامها ضدنا أو ضد حلفائنا"، وفق حديثه لشبكة CNN.

وأوضح مسؤولون في إدارة بايدن للشبكة الأمريكية، أن الولايات المتحدة "لا تنوي حالياً اتخاذ أي خطوات لتدمير هذه الأسلحة عسكرياً، ما لم تشكل خطراً مباشراً" على البلاد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً