تسارعت وتيرة حظر السفر، وفرض قيود على التنقل في جميع أنحاء العالم في الأيام القليلة الماضية (AFP)
تابعنا

تسارعت وتيرة حظر السفر، وفرض قيود على التنقل في جميع أنحاء العالم في الأيام القليلة الماضية. منها فرض حظر السفر إلى بلدان بعينها، وعزل أقاليم، وإبقاء الناس داخل منازلهم وإبطاء محركات التجارة في محاولة لكبح جماح وباء كورونا

وكان من أجدد القرارات التي اتخذتها حكومات أو رؤساء في محاولة لاحتواء الفيروس، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، عن قواعد صارمة للسفر من معظم أنحاء أوروبا منذ بداية نهاية الأسبوع الجاري. أعقب ذلك تحذيرا غير عادي من وزارة الخارجية للأمريكيين بأن "يعيدوا النظر في السفر إلى الخارج" أيضا.

القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي ووصفه الاتحاد الأوروبي بـ"القرار الأحادي"، وأنها "أزمة عالمية" تتطلب تعاون، جاء بعد إعلان منظّمة الصحة العالمية، الأربعاء، اعتبارها فيروس كورونا المستجدّ، الذي أصاب أكثر من 110 آلاف شخص حول العالم منذ ديسمبر/كانون الأول 2019، "جائحة"، مؤكدة في الوقت ذاته أنّ "هذا الوباء العالمي ما زال من الممكن السيطرة عليه".

في المقابل اتهم ترامب أوروبا، بعدم التصرف بالسرعة الكافية لمواجهة "الفيروس الأجنبي" مدعياً أن الإصابات الأمريكية أصلها المسافرين الأوروبيين. وبلغ عدد حالات الإصابة في أنحاء الولايات المتحدة أكثر من 1300 شخص.

كانت بطولات عالمية وأمريكية تم تعليقها على خلفية إنتشار الوباء، منها قرار دوري كرة السلة للمحترفين في الولايات المتحدة، تعليق مبارياته "حتى إشعار آخر" على خلفية إصابة لاعب يرجح أنه الفرنسي رودي غوبير.

وعلى الرغم من تفشي الوباء في أوروبا والولايات المتحدة، يستمر الفيروس في الانحسار في الصين. فيما أفادت بيجين بانخفاض قياسي، حيث أبلغت عن 15 حالة جديدة فقط يوم الخميس. وشفي حتى الآن أكثر من ثلاثة أرباع المرضى في الصين.

حظر التنقل

تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد خسائر بشرية واقتصادية فادحة في مختلف أنحاء العالم. ما دفع الحكومات كالإيطالية والإيرانية، الدولتان الأكثر تضررا بالمرض حتى الآن، إلى اتخاذ إجراءات احترازية، كإغلاق المحال التجارية، وتقييد حركة المواطنين.

كان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ، أعلن في خطاب إلى الشعب، إغلاق كل المتاجر في سائر أنحاء البلاد باستثناء تلك التي تبيع الأغذية والصيدليات، وذلك في إجراء غير مسبوق للحدّ من تفشّي الفيروس.

وقال جوزيبي كونتي في خطابه إن "خدمة التوصيل إلى المنازل ستبقى مسموحة" وأنّ "مفعول هذا الجهد سيظهر في الأيام الـ14 المقبلة"، في وقت بلغ فيه عدد المصابين بالوباء أكثر من 12 ألف شخص قضى منهم 827 شخصاً.

من جهته قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين إنّ إيران وإيطاليا هما في الواجهة و"تعانيان"، محذّراً من أنّ دولاً أخرى ستصبح في وضع مماثل لوضعهما.

وأوضح أنّه "حالياً في إيران هناك نقص في أجهزة المساعدة على التنفّس والأوكسجين".

وتخطت حصيلة وفيات الفيروس في إيران 350 حالة، بعد تسجيل 63 وفاة جديدة.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، صرح مؤكداً أنّ "إيران تبذل قصارى جهدها"، لكنّها تعاني نقصاً في التجهيزات و"نحن نحاول حشد المزيد من الدعم لها".

العمل من المنازل

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الأربعاء، إن نصف العاملين بالمقر الرئيسي للمنظمة الدولية بنيويورك، يعملون الآن من منازلهم، تحوطا من فيروس كورونا. نفياً بشدة وجود أي حالة إصابة بين موظفي الأمانة العامة بالمبنى.

ولم يحسم دوجاريك، ما إذا كان الأمين العام أنطونيو غوتيريش، يدرس إغلاق المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك بشكل كامل.

وقال إن غوتيريش، يعد بمثابة المدير التنفيذي لهذا المبني، ونحن كما قلنا لدينا خطط قوية لاستمرار العمل ونحن مستعدون لحدوث ما نرغب في عدم حدوثه (يقصد إغلاق المبنى)".

وقررت الأمم المتحدة إغلاق مقرها في نيويورك، أمام الجمهور، اعتبارًا من مساء الثلاثاء الماضي، ضمن تدابير وقائية، وحتى إشعار آخر.

كانت مجموعات شركات كبيرة أمثال "أمازون" و"مايكروسوفت" و"غوغل"، أوصت موظفيها بالعمل من المنازل، لا سيما في منطقة سياتل مركز انتشار فيروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة.

وفي إطار تعزيز الجهود العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دول العالم على تعزيز جهودها، قائلا إن "الإعلان اليوم عن جائحة هو دعوة للتحرك (موجّهة) للجميع في كل مكان"، مضيفا "لا نزال قادرين على تغيير مسار هذه الجائحة لكن ذلك يتطلّب التصدي لعدم التحرّك"، داعيا "كل الحكومات إلى التحرّك وتعزيز جهودها فورا".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً