خليفة حفتر توجه، الجمعة، إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع الرئيس المصري حول تطورات الأوضاع في ليبيا (AFP)
تابعنا

لم يخف اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، علاقاته المتينة ببعض الدول العربية والأجنبية التي يثار حولها الجدل عادة عندما يتعلق الأمر بصراع داخل إحدى الدول العربية، وهو ما تؤكده زياراته إلى السعودية، وروسيا، وعلاقاته بالإمارات العربية، وأخيراً زيارته إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وفي خضم العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس، والتي بدأها حفتر عندما أعلن الزحف إلى العاصمة قبل 10 أيام، وهو زحف جاء بعد أسبوع واحد من زيارته إلى الرياض ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اتهمت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، حفتر بشكل رسمي بالخضوع لقوى أجنبية.

ويرجح مراقبون أن الزيارة الرسمية التي أجراها خليفة حفتر إلى الرياض، في 27 مارس/آذار الماضي، والتقى خلالها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، كانت تهدف بالأساس إلى الحصول على ضوء أخضر لإطلاق حملته العسكرية.

ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الجمعة، تقريراً تقول فيه إن السعودية عرضت تمويل حفتر بعشرات الملايين من الدولارات لمساعدته في الحملة العسكرية التي أطلقها للسيطرة على طرابلس.

وكانت الأمم المتحدة أشارت قبل عامين، إلى دور الإمارات العربية المتحدة في دعم حفتر، وقالت إن أبو ظبي تخترق قرار حظر السلاح المفروض على ليبيا، وترسل شحنات أسلحة ومعدات عسكرية إلى حفتر، مستشهدة بصور توثق وصول الدعم الإماراتي لقاعدة الخادم شرقي ليبيا.

وفي آخر تطور، وجّه وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، اتهامات مباشرة إلى دولة الإمارات بمساعدة قوات حفتر في هجومها الأخير على طرابلس، بما يخالف القانون الدولي.

وقال باشاغا، الجمعة، في مقابلة أجرتها معه قناة الحرة الأمريكية "وردت إلينا معلومات بأن طائرة أتت من دولة ما وهبطت في مطار بنغازي تحمل دعماً وعدة وعتاداً عسكريّاً، وهذا مخالف لقرارات الأمم المتحدة"، مضيفاً أنه "حسب الرصد الإلكتروني بالأقمار الصناعية، فإن الطائرة خرجت من أبو ظبي ووصلت إلى قاعدة بنينة".

أما مصر التي أشارت تقارير صحفية من قبل إلى إلى تقديمها دعماً عسكرياً لحفتر، فقد أعلنت صراحة في أكثر من مناسبة دعمها المباشر للجنرال الليبي والتنسيق معه في ملف "مكافحة التنظيمات الإرهابية".

وحول زيارة حفتر الأخيرة للقاهرة، أصدرت الرئاسة المصرية بياناً قالت فيه صراحة إن السيسي أكّد دعم بلاده لـ"جهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في كافة الأراضي الليبية، وبما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء في إعمار ليبيا والنهوض بها في مختلف المجالات تلبية لطموحات الشعب الليبي".

حفتر يورّط داعميه

على الرغم من استمرار الأطراف الداعمة لحفتر في مساندته وتزويده بما يحتاج إليه من دعم لوجيستي ومالي ودبلوماسي، يرى مراقبون أن هذه الأطراف باتت تشعر اليوم بأنها تورطت بعد التحركات العسكرية التي أطلقها الجنرال الليبي في 4 أبريل/نيسان الجاري، بهدف السيطرة على طرابلس.

ويقول المحلل السياسي الليبي صلاح البكوش، إن لقاء حفتر والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة يعد "استدعاءً" يأتي في إطار تطورات مهمة.

ويضيف البكوش في حديث لـTRT عربي، أن أبرز تلك التطورات يتمثل في "عدم قدرة حفتر على حسم المعارك في طرابلس، التي تشهد تقدم القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني وتكبيد قواته هزائم كبيرة، وفشله في إجبار أغلبية أعضاء مجلس نواب طبرق على عقد جلسة في بنغازي، إذ لم يحضر الجلسة سوى 40 عضواً من أصل 196".

ويوضح المحلل السياسي الليبي أن "هذه التطورات قد تدفع مموليه وداعميه في مصر وروسيا والإمارات إلى إعادة حساباتهم، بخاصة في ظل الاستنكار الدولي لتحركاته ومطالبات المجتمع الدولي بالوقف الفوري لإطلاق النار".

ويلفت البكوش إلى أن "أي شيء أقل من السيطرة على طرابلس سيُعَدّ هزيمة كبيرة لحفتر، لأنه رفع سقف التوقعات لدرجة غير عقلانية".

يُذكر أن ليبيا تشهد صراعاً مسلَّحاً على النفوذ والسلطة بين عدة فصائل منذ مقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي عام 2011، وأخذ الصراع في السنوات الأخيرة طابعاً جغرافياً انقسمت على أثره البلاد إلى شرق يسيطر عليه خليفة حفتر ويقدم له مجلس النواب المنعقد في طبرق غطاءً سياسياً، وغرب يخضع لسلطة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليّاً والتي تتخذ من طرابلس مقرّاً لها.

خليفة حفتر يلتقي ولي العهد السعودي قبل أيام من إطلاق حملة عسكرية للاستيلاء على طرابلس
TRT عربي
الأكثر تداولاً