مستشفى الخضراء المخصص لعلاج مصابي فيروس كورونا تعرّض لقصف قوات حفتر  (AA)
تابعنا

مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا إلى 25، وفق ما أعلنه المركز الوطني لمكافحة الأمراض، تستمر مليشيات خليفة حفتر في هجومها على العاصمة الليبية طرابلس، غير مكترثة بالنتائج الكارثية التي يتسبب بها الهجوم على المرافق الصحية والمشافي ومخازن الأدوية الخاصة بمرضى كورونا.

وصار واضحاً أن مليشيات حفتر غير معنية بأي حل سياسي، ويؤكد ذلك خرقها المتكرر للهدن الإنسانية وتجاهلها للدعوات الأممية بوقف الهجوم والدخول في هدنة إنسانية من أجل مكافحة الفيروس الذي بدأ انتشاره في البلاد، وعلاوة على ذلك قيامها بتنفيذ هجمات عدة على المرافق الصحية، وبخاصة تلك المعنية بعلاج مصابي فيروس كورونا، ما يثير التساؤلات.

وفي الوقت الذي تسابق فيه الأمم المتحدة والسلطات الصحية بليبيا الزمن لمواجهة الوباء العالمي، تواصل مليشيات حفتر قصفها مخازن للأدوية في منطقة السواني جنوبي طرابلس، بعد يومين من استهدافها مخازن الأدوية بمستشفى الخضراء في طرابلس، حسب مراسل TRT عربي في طرابلس زياد الحجاجي.

وقال المراسل إن القصف جاء بعدما قصفت مليشيات حفتر أول مستشفى بليبيا مخصص لمرضى فيروس كورونا، فخلال 4 أيام فقط من الأسبوع الماضي، قصفت ثلاث مرات مستشفى "الخضراء العام" بحي أبو السليم الشعبي بالعاصمة، والمخصص لمرضى كورونا، وشهد أول حالة شفاء من الفيروس.

وأعلنت وزارة الصحة الليبية الخميس، تضرُّر مخازن الأدوية في "مستشفى الخضراء العام"، على إثر تعرُّضها لقصف بصواريخ غراد، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها، وتضرُّر أجزاء كبيرة من المخازن.

وتحتوي مخازن الأدوية على معدات الحماية والوقاية من الفيروس وقاعة للعمليات وأقسام أخرى.

وفي سياق متصل أيضاً، لقي طفل وامرأة مصرعهما، وأصيب 4 أشخاص من عائلة واحدة مساء الأحد، جراء قصف لمليشيات حفتر استهدف منزلين جنوبي طرابلس.

القصف المتعمد للمرافق الطبية الذي يعني أن مليشيات حفتر تسعى إلى تقييد عملية احتواء انتشار فيروس كورونا، كما يرى مراقبون، دفع الأمم المتحدة للتعبير عن "صدمتها"، حسب بيان للمنسق الأممي للمساعدات الإنسانية بليبيا يعقوب الحلو.

كما أدان الاتحاد الأوروبي قصف المستشفى ذاته، وقالت المفوضية الأوروبية في بيان، إن "الهجمات التي تستهدف المؤسسات الصحية في ليبيا، آخرها استهداف مستشفى الخضراء في طرابلس، غير مقبولة ويجب أن تتوقف".

ندين قصف خليفة حفتر للمشافي في ليبيا ونجدد دعوتنا لوقف إطلاق النار من أجل إنقاذ الأرواح وتمكين السلطات الليبية وشركائها من تكريس كل طاقاتهم لوقف انتشار كورونا.

الأمين العام للأمم المتحدة - أنطونيو غوتيريش

من جانبه قال الباحث السياسي الليبي محمود الرملي لـTRT عربي، إن "حفتر وفيروس كورونا وجهان لعملة واحدة، فهو يقتل من دون أن يراعي تجنُّب المشافي والمدارس والأطفال وسيارات الإسعاف والنازحين".

وأضاف: "التطورات الميدانية والتقدم لقوات الوفاق وانقلاب المعركة على رأس حفتر، ساهمت في جنون حفتر وقيامه بعمليات جبانة، مثل قصف المشافي وقطع الماء والكهرباء عن طرابلس".

بدوره، يقول الكاتب في الشأن الليبي مصطفى دالع لوكالة الأناضول، إن مليشيات حفتر تتصرف بشكل جنوني وغير مسؤول، بعد استهدافها أول مستشفى بليبيا مخصص لمرضى فيروس كورونا.

ويشير إلى أن مليشيات حفتر دمرت مخازن الأدوية التي تحتوي معدات الحماية والوقاية من الفيروس وقاعة للعمليات وأقساماً أخرى، وأصابت طواقم طبية".

ويضيف: "مَكمَن الصدمة أن الأمم المتحدة والسلطات الصحية بليبيا في سباق مع الزمن، استعداداً لمواجهة هذا الوباء العالمي قبل استفحاله في البلاد"، لافتاً إلى أن استهداف مليشيات حفتر لمستشفى الخضراء، من شأنه عرقلة هذه الجهود لمواجهة كورونا.

ويؤكد أن إمعان المليشيات في تكرار قصف المستشفى "يوحي أن حفتر ليس مبالياً بخطورة انتشار الفيروس في البلاد حتى على جنوده، بل ويسعى لاستخدامه كأداة حرب لإضعاف قوات الوفاق".

تقدم ميداني للوفاق

ميدانياً، أعلنت قوات الحكومة الليبية مساء الأحد، تكبيدها خسائر فادحة لمليشيات حفتر وإسقاطها 3 طائرات تابعة لها، على إثر إحباطها هجوماً فاشلاً لها بمنطقة أبو قرين شرقي العاصمة طرابلس.

وقال محمد قنونو الناطق باسم قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً إن "سلاح الجو نفذ 12 ضربة جوية دقيقة استهدفت خلالها مدرعات وعربات جراد ومنصات الصواريخ لمليشيات حفتر بمنطقة أبو قرين عقب استدراجهم صباح اليوم إلى داخلها".

وأشار إلى أن قواته "أطلقت هجومها المضاد الكاسح من المحاور كافة، وأطبقت على مسلحي المرتزقة والجماعات الإرهابية، وجردتها من مدرعاتها الإماراتية، وغنمت أسلحتها وذخائرها المصرية".

ويأتي هجوم حفتر الجنوني على المرافق الصحية والمشافي على إثر هزائمه المتلاحقة في الميدان، إذ قال مراسل TRT عربي إن اشتباكات عنيفة جداً اندلعت في المنطقة التي تتوسط مدينتَي مصراتة وسرت، اللتين تبعدان أكثر من 250 كم عن العاصمة طرابلس.

وأشار المراسل إلى أن مليشيات حفتر هاجمت المنطقة لبضعة ساعات، لتباغتها قوات الوفاق وتسترجعها، كما أكدت المصادر العسكرية التابعة للوفاق إسقاطها طائرتين مسيرتين تابعتين لمليشيات حفتر، بالإضافة إلى طائرة عمودية، ما أدى إلى مقتل طاقمها بالكامل.

ومر عام على هجمات مليشيات حفتر الدامية على العاصمة الليبية طرابلس منذ 4 أبريل/نيسان 2019، بدعم من دول إقليمية وأوروبية، التي أدت إلى مقتل مدنيين ونزوح أكثر من 150 ألف شخص عن منازلهم، بالإضافة إلى الأضرار المادية التي لحقت بالبنى التحتية ومنازل المدنيين.

ووثقت الأمم المتحدة مقتل 356 مدنياً ليبياً منذ بدء حفتر هجومه على طرابلس.

مليشيات حفتر تستهدف بصواريخ غراد مخازن الأدوية بمنطقة السوداني (صفحة عملية بركان الغضب - فيسبوك)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً