شهدت ضواحي طرابلس الجنوبية، السبت، معارك محتدمة بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني (AA)
تابعنا

ما المهم: بعد أيام من الهدوء النسبي، شهدت تخوم العاصمة الليبية طرابلس الجنوبية، السبت، تصعيداً عسكرياً جديداً، إذ احتدمت المعارك بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً وقوات الشرق التي يقودها خليفة حفتر في عدة محاور جنوبي المدينة.

ويأتي التصعيد في إطار ما أعلنه المتحدث باسم العملية العسكرية لحكومة الوفاق مصطفى المجعي، السبت، حول بدء "مرحلة الهجوم"، موضحاً أن الأوامر صدرت "في ساعات الصباح الاولى بالتقدم وكسب مزيد من الأراضي".

بالتزامن مع ذلك، قال المتحدث باسم قوات الوفاق محمد قنونو، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن الطيران شن سبع ضربات جوية استهدفت تمركزات لقوات حفتر جنوبي مدينة غريان وقاعدة الوطية الجوية.

المشهد: دخلت المواجهات العسكرية على أطراف طرابلس، السبت، يومها السابع عشر منذ إطلاق خليفة حفتر، في 4 أبريل/نيسان الجاري، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة.

وأعلنت الكتيبة 17 صاعقة التابعة لحفتر مقتل قائدها في معارك جنوبي طرابلس.

وأفاد مراسل الأناضول بأن محاور عديدة، بينها الطويشة المؤدي إلى مطار طرابلس الدولي، تشهد مواجهات في محاولة من قوات الوفاق للضغط على حفتر، للانسحاب من المطار نحو منطقة قصر بن غشير.

ولم تتمكن قوات حفتر حتى الآن، من تحقيق هدفها في طرابلس حيث تتصدى لها قوات حكومة الوفاق، التي تتهم قوى إقليمية ودولية بدعم حفتر عسكرياً ودبلوماسياً.

في سياق متصل، تداولت وسائل إعلام محلية وصفحات التواصل الاجتماعي أخباراً بخصوص تعرض سيارة تقل المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة في طرابلس لإطلاق نار في محاولة لاغتيال سلامة، إلا أنه نفى تلك الأخبار التي وصفها بـ"المفبركة".

بين السطور: أصدر البيت الأبيض، الجمعة، بياناً قال فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحدّث هاتفياً مع حفتر، الإثنين، وتناولا "الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب".

وجاء في البيان أن ترمب "أقر بالدور الجوهري للمشير في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر".

وقال المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري، الجمعة، إن "كلام ترمب يدل على قناعة الولايات المتحدة بالدور المحوري للجيش الليبي في الحرب ضد الإرهاب".

ورداً على ذلك، تجمع نحو ألفي شخص وسط طرابلس، الجمعة، للاحتجاج على الهجوم الذي يشنه القائد العسكري خليفة حفتر، وندد المتظاهرون باتصال ترمب بالجنرال الليبي.

بالإضافة إلى ذلك، ارتدى المحتجون سترات صفراء وحملوا لافتات تعترض على تدخل دول أجنبية من بينها مصر وفرنسا والسعودية والإمارات في شؤون ليبيا.

يذكر أن حكومة الوفاق كانت وجهت اتهامات مباشرة لفرنسا بدعم حفتر، وأصدر المكتب الصحفي لوزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، الخميس، بياناً قال فيه إنه أمر بوقف التعامل بين الوزارة والجانب الفرنسي في إطار الاتفاقيات الأمنية الثنائية "بسبب موقف الحكومة الفرنسية الداعم للمجرم حفتر المتمرد على الشرعية".

الدوافع والخلفيات: تشهد ليبيا صراعاً طويلاً منذ مقتل معمر القذافي عام 2011. وأخذ الصراع في الأعوام الأخيرة طابعاً جغرافياً بين المناطق الشرقية التي تسيطر عليها قوات خليفة حفتر المدعوم من مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، والمناطق الغربية الخاضعة لسلطة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والقوات الموالية لها.

وأطلق حفتر، في 4 أبريل/نيسان الجاري، حملة عسكرية بهدف السيطرة على العاصمة طرابلس بحجة تطهيرها من "التنظيمات الإرهابية"، وهو ما عدّته حكومة الوفاق مجرد ذريعة يتخذها الجنرال الليبي بهدف "الانقلاب على الشرعية"، لا سيما أن تحركات حفتر العسكرية جاءت قبل أيام من مؤتمر وطني جامع كان من المزمع عقده في منتصف الشهر الجاري برعاية من الأمم المتحدة إلا أنه أُلغي بسبب التطورات العسكرية.

خرج مئات الليبيين، الجمعة، وسط العاصمة طرابلس في مظاهرات تندد بدعم بعض الأطراف الدولية خليفة حفتر (AA)
TRT عربي
الأكثر تداولاً