صورة (AFP)
تابعنا

أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، تشاؤمه حيال نجاح خيار "حل الدولتين" (فلسطينية وإسرائيلية).

وقال في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية: "خيار حل الدولتين هدف بعيد جداً الآن، بما يجري من أمور وقيود على الحرية والسفر، والقلق على أطفالكم اليومي".

ورغم ذلك، جدد بايدن إعلان دعمه لخيار حل الدولتين.

وقال في هذا الصدد: "أنا من الداعمين الأوائل لحل الدولتين، والتزامي به لم يتغير، دولتان على حدود عام 1967، مع تبادل للأراضي متفق عليه من أجل تحقيق الأمن والازدهار للجميع".

وتابع: "من حق الشعب الفلسطيني دولة مستقلة ذات سيادة قابل للحياة، دولتان لشعبان لهما جذور عميقة يعيشان جنباً إلى جنب، يتمتعان بالحقوق والحرية والكرامة وهذا محور الموضوع".

وأكمل: "الشعب الفلسطيني يتألم، ونشعر بحزنكم وبإحباطكم، ولكن لا نفقد الأمل لخلق أفق سياسي، ولن نسمح أن يُسرق منا المستقبل".

وفيما يتعلق بالصحفية شيرين أبو عاقلة، التي تحمل الجنسية الأمريكية، وصف بايدن حادث مقتلها بـ"المأساوي".

وأضاف: "كانت أمريكية فخورة بأن تكون فلسطينية، تعمل عملاً حيوياً من أجل المستقبل".

وتابع: "أبو عاقلة كانت تمارس عملها، وسوف نركز التحقيق لكشف النقاب عن أسباب مقتلها".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت في الرابع من يوليو/تموز الجاري نتائج تحقيق أجرته، حول حادث مقتل "أبو عاقلة"، وجاء فيه أنه لا يستطيع تحديد الجهة التي أطلقت الرصاصة التي تسببت في مقتلها.

وقُتلت أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة القطرية، في 11 مايو/أيار 2022، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أصيبت برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها اقتحاماً للجيش الإسرائيلي بمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.

وكان بعض الصحفيين الفلسطينيين الذين حضروا المؤتمر الصحفي، قد ارتدوا قمصاناً سوداء عليها صورة أبو عاقلة وكُتب عليها بالإنجليزية عبارة "العدالة لشيرين" و"حياة الفلسطينيين مهمة".

وبشأن مدينة القدس، قال الرئيس الأمريكي إنها "مهمة للإسرائيليين والفلسطينيين ويجب أن تكون مدينة لكل من يعيش فيها".

وأضاف: "من حق الجميع التمتع بحرية ممارسة الأديان بسلام وكرامة".

وعبّر عن احترامه لـ"الوضع القائم في القدس، والوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة".

وخلال المؤتمر، أعلن الرئيس الأمريكي عن تقديم 200 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، و100 مليون لمنظومة المستشفيات بالقدس".

وأشار إلى أنه "ينخرط في محادثات مع إسرائيل لتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني، وبناء شبكة الجيل الرابع للهواتف، وتقديم الطاقة المتجددة".

بدوره، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استعداده لـ"صنع السلام"، مع إسرائيل.

وقال عباس مخاطباً بايدن في المؤتمر الصحفي: "إنني أنتهز فرصة زيارتكم للمنطقة لأقول: إنني أمد يدي لقادة إسرائيل لصنع سلام الشجعان، وقد حصل ذلك منذ زمن، ونحن نمد أيدينا مع كل قادة إسرائيل من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة".

وتابع: "ثقتنا بكم و بإدارتكم كبيرة، واستعدادنا العمل معكم يداً بيد، لتحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، والاتفاقات الموقعة بيننا وبين إسرائيل، وبما يضمن الأمن والاستقرار الدائم لجميع دول المنطقة".

وأضاف: "السلام يبدأ من فلسطين والقدس، من هنا نمد أيدينا للسلام والعمل معكم".

وطالب الرئيس الفلسطيني بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، حيث قال مخاطباً بايدن: "أما آن للاحتلال أن ينتهي وأن ينال شعبنا حقوقه وفق قرارات الشرعية الدولية؟".

وقال إن "مفتاح السلام في المنطقة يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين، وتمكين الشعب من نيل حقوقه المشروعة وفق القرارات الشرعية الدولية، وإنهاء قضايا الوضع الدائم ومنها قضية اللاجئين".

وأشار إلى أن السبيل في ذلك يبدأ بـ"إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة المستقلة على الحدود المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وقال عباس إنه يحترم قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة، والتزامه بنبذ الإرهاب والعنف ومحاربته في المنطقة والعالم".

وأضاف: "إذا أرادت إسرائيل أن تكون دولة طبيعية في المنطقة، فلا يمكنها أن تستمر بالتصرف كدولة فوق القانون، وهذا يستدعي أن تلغي احتلالها، وعندها فقط سيجري قبول إسرائيل لتعيش بسلام مع الجوار مع دول وشعوب المنطقة استناداً للمبادرة العربية للسلام".

وتابع: "فرصة حل الدولتين، قد تكون متاحة اليوم فقط، ولا ندري ما الذي سيحصل في المستقبل".

وبيّن عباس أنه أكد للرئيس الأمريكي "أهمية إعادة تثبيت الأسس التي قامت عليها عملية السلام المستندة لقرارات الشرعية الدولية على أساس حل الدولتين".

وطالب عباس، الرئيس الأمريكي بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وإزالة المنظمة عن قوائم الإرهاب"، مضيفاً: "لسنا إرهابيين".

وتابع مخاطباً بايدن: "نتطلع إلى جهود إدارتكم لطيْ صفحات الاحتلال، وإنهاء أعمال التمييز العنصري ضد أبناء شعبنا، ووقف الأعمال الأحادية التي تقوض حل الدولتين".

ومضى يقول: "نتطلع أيضاً إلى وقف الاستيطان وعنف المستوطنين واحترام الوضع التاريخي في الأماكن المقدسة في القدس تحت الوصاية الأردنية، ووقف طرد الفلسطينيين، وهدم المنازل، والاقتحامات، والتوقف عن القتل والاعتقالات اليومية".

وفي موضوع آخر، دعا عباس إلى محاسبة قتلة الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وقال: "يجب محاسبة قتلتها، لأن استمرار القتل يؤدي إلى تصعيد من ناحية، وفقدان الأمل في غدٍ أفضل".

وعقب المؤتمر الصحفي، زار الرئيس الأمريكي، كنيسة المهد، التي تعد من أقدس الأماكن الدينية المسيحية.

وكان في استقبال بايدن عدد من المسؤولين الفلسطينيين ورجال دين.

واستمع بايدن إلى شرح حول الكنيسة التي يُعتقد أن النبي عيسى بن مريم وُلد فيها، من قبل القائمين عليها.

وعقب زيارته للكنيسة، غادر بايدن بيت لحم.

وكان الرئيس الأمريكي قد وصل إسرائيل الأربعاء الماضي، وهي الزيارة الشرق الأوسطية الأولى له كرئيس.

وغادر الرئيس الأمريكي إسرائيل، في طريقه إلى المملكة العربية السعودية، وهي محطته الثالثة والأخيرة، في جولته التي شملت إسرائيل وفلسطين.


TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً