قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة تخطّط لمنع صندوق النقد الدولي من تمكين إيران من القرض الذي طلبته لمواجهة كورونا (AP)
تابعنا

يتوقّع خبراء الاقتصاد حول العالم أن تتجاوز أضرار وباء كورونا على الاقتصاد العالمي، آثار أزمة 2008 المالية، إذ سيؤدّي الحجر الصحي العالمي الذي لجأت إليه حكومات عديدة حول العالم، إلى تراجع كبير في اقتصاد البلدان النامية بالخصوص.

كما أن قرار عدد من البلدان تقديم مساعدات اقتصادية للمتضررين من توقف الأعمال، أو أولئك الذين لم يعُد بإمكانهم مواصلة عملهم في القطاعات غير المهيكلة، يضع عدداً من الدول في وضع حرج اقتصاديّاً، خصوصاً أنها حوّلَت نسباً كبيرة من ميزانياتها لدعم القطاع الصحي أيضاً.

الشرق الأوسط سيكون الأكثر تضرراً

أفاد تقرير نشره مصرف MUFG البارز في اليابان، بأن بلدان الشرق الأوسط مثل مصر ولبنان والأردن والعراق وإيران، ستكون في مقدمة المقترضين من صندوق النقد الدولي، لتقليص الأضرار الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.

وأشار التقرير الأربعاء، إلى حزمة الإنقاذ التي أعلنها صندوق النقد الدولي مسبقاً بقيمة 50 مليار دولار، لتقديمها للبلدان المتضررة من كورونا.

وأضاف أن بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سيكون بإمكانها الاستفادة من الحزمة المذكورة، على الرغم من أنها بلدان مستوردة للنفط وذات نسب ديون عالية.

وذكر التقرير أنه في ظلّ هذا المشهد ستكون بلدان مستوردة للنفط مثل تونس ومصر والأردن ولبنان، في مقدمة الحاصلين على حزمة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي.

والشهر الماضي كذلك قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا، إن البلدان المتضررة من كورونا ستحصل على تمويلات سريعة لمواجهة الفيروس.

صندوق النقد الدولي.. المغرب اقترض وإيران تكرر طلبها

قال "بنك المغرب" (البنك المركزي) الأربعاء، إنه حصل على قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد.

وقال البنك، في بيان، إن "القرض يأتي في إطار السياسة الاستباقية للبلاد، لمواجهة أزمة جائحة كورونا، لذا استُخدم خط الوقاية والسيولة (قرض مالي وقائي ضدّ الأخطار والصدمات الخارجية)".

والقرض الذي حصلت عليه الرباط قابل للسداد على مدى 5 أعوام، مع فترة سماح 3 سنوات، دون ذكر سعر الفائدة المحددة.

وزاد البنك المركزي: "الحجم غير المسبوق لهذه الجائحة يُنذِر بركود اقتصادي عالمي أعمق بكثير من ركود 2009، ما سيؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني، لا سيما على مستوى القطاعات والأنشطة الموجهة إلى الخارج وعائدات السياحة".

وحسب البيان، سيساعد القرض على تخفيف تأثيرات الأزمة على الاقتصاد، والحفاظ على الاحتياطيات من العملات الأجنبية في مستويات مريحة، تمكّن من تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب والشركاء الثنائيين.

من جهتها، جدّدَت إيران الأربعاء طلبها إلى صندوق النقد الدولي الحصول على قرض بقيمة 5 مليارات دولار، لإدارة أزمة جائحة كورونا في البلاد.

وقال الرئيس حسن روحاني في تصريحات تليفزيونية محلية، إن "عديداً من الأنشطة الاقتصادية سيبقى مغلقاً للأسبوع الرابع على التوالي، وهذا يؤثّر على السيولة المالية، لذا نحن عضو في صندوق النقد الدولي، ويجب أن نحصل على القروض".

وفي 12 مارس/آذار الماضي طلبت إيران من صندوق النقد الدولي قرضاً بقيمة 5 مليارات دولار، لمكافحة فيروس كورونا الذي تفشى في البلاد.

وذكر روحاني أن "عديداً من الأنشطة الاقتصادية التي تتطلب تجمعات، سيبقى مغلقاً ما بقيت البلاد تسجّل حالات إصابة جديدة بالفيروس. سنحارب الفيروس لاستئناف النشاط الاقتصادي".

وتابع: "على المجتمع الدولي كافة الوفاء بالتزاماته في هذه المرحلة، نحن عضو لدى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ونوفي بالتزاماتنا تجاههما".

وشدّد على أن طهران لا تتحمل ممارسة التمييز بينها وبين البلدان الأخرى في هذا الخصوص، في إشارة إلى مماطلة صندوق النقد الدولي في منح طهران القرض الذي طلبته.

في هذا الصدد قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة تخطّط لمنع صندوق النقد الدولي من تمكين إيران من القرض الذي طلبته لمواجهة كورونا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة ترمب تخشى تحويل إيران القرض الذي طلبته لتساعد اقتصادها على النهوض بعد أن أضعفته الولايات المتحدة بالعقوبات.

حملات دعم داخلية

وفي الوقت الذي لجأ فيه عدد من الدول إلى طلب الاستفادة من دعم صندوق النقد الدولي، ذهبت دول أخرى في اتجاه إطلاق حملات تضامن لجمع تبرعات مالية لمواجهة آثار الوباء الاقتصادية.

في هذا الصدد أطلقت تركيا حملة تضامن وطنية لمساعدة المتضررين اقتصاديّاً من انتشار كورونا، وافتتحها رئيس البلاد رجب طيب أردوغان متبرعاً براتبه الشخصي لمدة 7 أشهر قادمة.

وأعلن أردوغان الاثنين أن حجم التبرعات في حسابات حملة التضامن الوطني، تخطى ملياراً و500 مليون ليرة.

من جهتها دعت الحكومة التونسية الثلاثاء، الشركات والأفراد ومنظمات المجتمع المدني إلى التبرع في حملة تضامن أطلقتها، وقالت إن الغاية منها توفير 250 سرير علاج استعداداً لاحتمال تَفَشٍّ أوسع للفيروس.

بدورها كانت الحكومة الجزائرية أعلنت قبل أيام فتح حسابات بريدية وبنكية للراغبين في التبرع لفائدة حملة وطنية لمجابهة تبعات كورونا.

كما أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، إنشاء صندوق خاصّ للتضامن الاجتماعي ومكافحة كورونا، مشيراً إلى أنه سيكون مفتوحاً أمام كل من يرغب بالمساهمة في جهود التصدي للفيروس.

قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا، إن البلدان المتضررة من كورونا ستحصل على تمويلات سريعة لمواجهة الفيروس (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً