الصحفي  المعارض السعودي جمال خاشقجي والتركية خديجة جنكيز (Others)
تابعنا
خمسة أشهر فقط بين تعارف الباحثة التركية خديجة جنكيز والصحفي السعودي جمال خاشقجي وبين إعلان مقتله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. كان أملها أن تعيش حياة سعيدة بعد أن التقت بجمال في مؤتمر عُقد في مايو/ أيار 2018، ومنذ ذلك الحين ارتبطت به عاطفياً وقررا الزواج.
اللقاء الأخير
قبل أيام من دخوله القنصلية للمرة الأخيرة، توجه جمال وخطيبته خديجة إلى بلدية الفاتح في 28 سبتمبر/أيلول، عند الساعة 9:20 صباحاً لإتمام إجراءات متعلقة بزواجهما.
ثم خرجا مستقلين سيارة أجرة وتوجها إلى القنصلية السعودية في إسطنبول. ولدى وصولهما، ترك خاشقجي هاتفه الجوال مع خديجة ودخل إلى مبنى القنصلية.

بعد ساعة ونصف الساعة، خرج جمال ليبلغ خديجة بأن الأمور تسير كما يريدان، وأنه يترتب عليه العودة يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول لأخذ أوراقه جاهزة.

تفترق خديجة عن خطيبها بضعة أيام، ليعود إليها يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول، قادماً من لندن وقد شارك فيها بندوة صحفية.
يجلسان سوية لتناول فطور الصباح، يتلقى اتصالاً من القنصلية، ليخبروه أن وثائقه جاهزة، يستقل بعدها سيارة أجرة برفقة خديجة متجهين إلى القنصلية، يدخل مبناها وتقف خديجة في الخارج بانتظاره، ليفترقا إلى الأبد.
مرحلة جديدة
كتبت خديجة على حسابها في تويتر ذلك اليوم "كأنني أشهد آخر أيام من الصيف"، وبدأت من حينها تواجه رياح الخريف، بعد أن أثارت جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي بين مدافع عنها ومهاجم، نتيجة ظهورها الرسمي المفاجئ كخطيبة لخاشقجي.
بدأت خديجة صراعاً من نوعٍ جديد، عليها أن تدع كل ما خططت له من أجل زواجهما جانباً، وأن تخطط الآن لرحلة البحث عن خطيبها، فكُتب لها أن تتصدر المشهد.
كانت خديجة أول من اتصل بالسلطات التركية عقب اختفاء خاشقجي بعد دخوله القنصلية، كما اتصلت بصديقه ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إذ كان خطيبها قد طلب منها أن تتصل بالرجل إذا أحست أن مكروهاً أصابه.
وخديجة جنكيز باحثة تركية مهتمة بالشأن العماني كما تعرّف نفسها. وكان خاشقجي قد لفت إليها في إحدى تغريداته السابقة، في الرابع من أغسطس/آب، عندما نشر صورة له مع رجلين وسيدتين أتراك، بينهم خديجة دون أن يحدد حقيقة علاقته بها منوهاً فقط إلى أنها متخصصة في الشأن العماني ولها كتاب في ذلك.
وأثارت خديجة ردود فعل نشطاء كثر على موقع تويتر، خصوصاً بعد تغريدتها التالية: "4 أيام مضت على اختفاء خطيبي جمال خاشقجي، ولا زلت واثقة من أن حكومة بلادي العزيزة ستساعدني في معرفة مصيره وإدخال الفرحة لقلبي.. دعواتكم لي فأنا محتاجة لها لأني أمر بأوقات عصيبة جداً، حيث شكك البعض بعلاقتهما، فيما طالبها آخرون بإثبات صلتها بجمال.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كان على خديجة أن تواجه أيضاً هجوماً إعلامياً من صحف سعودية رسمية وصفتها بالمرأة اللغز، ومن ذلك التقرير الذي نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية وعنونته بـ"فتش عن المرأة اللغز".
وذكرت الصحيفة في التقرير ما يتحدث عنه "الكثير من السعوديين حول دور محتمل للمرأة في القضية، وهو أمر لا يمكن أن يكون مجرد تكهنات"على حد زعم عكاظ.
ولم تذهب صحيفة "سبق" السعودية بعيداً عن "عكاظ"، واتهمت خديجة بأنها تسعى "لتأليب الإعلاميين وجمعهم أمام القنصلية السعودية، بحجة أنها لم تشاهد الكاتب السعودي يغادر المكان". واتهمتها بأنها على علاقات مع السلطات في قطر.
استمرت خديجة في رحلة البحث عن خاشقجي، وكتبت رسالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية مطالبةً فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ "إلقاء الضوء على اختفاء خطيبها"، وهي ذات الصحيفة التي كان ينشر فيها خاشقجي مقالات دورية.
مرت خمسة أيام على اختفاء جمال وبدأت روايات غير رسمية تتحدث عن مقتله، إلا أن خديجة لم تكن لتصدق ذلك.
وبقيت متشبثة بخيط أمل إلى حين صدور الرواية التركية الرسمية، كما كتبت في تويتر.
وفي مقابلة مع شبكة CNN قالت : "الصور في وسائل الإعلام تشير إلى احتمال خطف أو اغتيال. أتمنى ألا تصبح جريمة قتل كما زعمت هذه الصور".
الاعتراف
مع إعلان النائب العام السعودي فجر يوم السبت 20 أكتوبر/ تشرين الأول مقتل خاشقجي على خلفية شجار داخل القنصلية بإسطنبول في الثاني من الشهر نفسه استسلمت خديجة للحقيقة.
وفي أول تغريدة لها عقب اعتراف السعودية بمقتل خاشقجي في القنصلية، كتبت "وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (72) رحمك الله يا حبيبي جمال وجعل مثواك الفردوس الأعلى مع سيد الشهداء حمزة".
إدانة وحماية
أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا ما وصفته بـ "الهجمة المسعورة" من قبل الإعلام السعودي والإعلام الذي يسير في ركابه على خطيبة الصحفي جمال خاشقجي خديجة.
كما أن حاكم ولاية إسطنبول اتخذ قراراً بتوفير الحماية لخديجة، يوم الأحد 21 أكتوبر/تشرين الأول، إذ خصصت مديرية أمن إسطنبول عناصر لحمايتها على مدار الساعة، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.
وتعبر كتابات خديجة عن أنها ما زالت تتشبث بالأمل في القصاص له وتطبيق العدالة.
خديجة جنكيز وجمال خاشقجي في بلدية "فاتح" – صحيفة haberler (Others)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً