قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده عازمة على رفع حجم التبادل التجاري مع كوبا إلى 200 مليون دولار.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء مع نظيره الكوبي ميغيل ماريو دياز كانيل بيرموديز في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأشار أردوغان إلى أن زيارة الرئيس الكوبي تكتسي بأهمية خاصة حيث تتزامن مع الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.
وأضاف: "أعتقد أن هذه الزيارة التاريخية ستشكل نقطة تحول جديدة في العلاقات بين تركيا وكوبا، وأود أن أرحب مرة أخرى بحضور الرئيس والوفد المرافق له، وأغتنم هذه الفرصة لأعبر مجدداً عن تعازيّ لمن فقدوا حياتهم في الانفجارات التي وقعت في مدينة ماتانزاس أغسطس/آب وفي كارثة الإعصار سبتمبر/أيلول".
وأفاد بأن علاقات تركيا مع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تشكل إحدى الركائز الأساسية لسياسة بلاده الخارجية.
وأوضح أن بلاده تولي أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع كوبا التي تعد الشريك الرئيسي لتركيا في تلك المنطقة، معرباً عن سعادته بزيادة الزيارات رفيعة المستوى من كوبا خلال الآونة الأخيرة.
وبيّن أردوغان أنه تناول خلال لقائه مع بيرموديز كل جوانب العلاقات التركية-الكوبية.
وتابع: "يسعدني أيضاً رؤية أن لدينا إرادة قوية ومتبادلة لتعزيز تعاوننا، ومن الواضح أن للعقوبات الأحادية المفروضة على كوبا على مدى سنوات تأثير على بقاء علاقاتنا دون إمكاناتها الحقيقية".
ولفت إلى أنه أكد مع نظيره الكوبي عزمهما رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 200 مليون دولار، مضيفاً: "قيمنا أولاً في هذا الصدد فرص تطوير التعاون الراهن في مجالات مثل الطاقة والسياحة والبناء والزراعة والتنمية والصحة والبيئة".
ونوه بأنه رغم التحديات الناجمة عن العقوبات فإن اهتمام الشركات التركية بكوبا آخذ في الازدياد.
وأشار أردوغان إلى أن الخطوط الجوية التركية تنظم 3 رحلات أسبوعياً بين إسطنبول وهافانا، وتسهم إسهاماً كبيراً في كل جوانب العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا سيما السياحية.
وأعرب عن أمله أن تزداد استثمارات الشركات التركية في كوبا خلال الفترة المقبلة بدعم من الرئيس الكوبي.
وأضاف: "في هذه المرحلة التي يندرج فيها الأمن الغذائي على رأس الأجندة العالمية سنواصل الدعم الفني الذي تقدمه الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) لمشاريع التنمية الزراعية في كوبا".
وأشار إلى أن تركيا وكوبا تعدان من الدول القليلة في العالم التي طورت لقاحاتها المحلية ضد فيروس كورونا، لافتاً إلى أنه بحث مع نظيره الكوبي إجراء استثمارات لتطوير لقاحات مشتركة مستقبلاً.
وذكر أردوغان أن كوبا كانت طوق نجاة للبلدان التي تنقصها الكوادر الصحية من خلال الفرق الطبية التي أرسلتها، لا سيما إلى إفريقيا.
واستطرد: "تبذل تركيا أيضاً جهوداً مكثفة لمساعدة شعوب هذه القارة التي جرى استغلالها لقرون".
من جانبه أكد الرئيس الكوبي ميغيل ماريو دياز كانيل برموديز أن حكومتَي بلاده وتركيا تعملان على آلية لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية نحو الأمام.
وقال برموديز: "رغم إحراز تقدم بالعلاقات التجارية الثنائية في الأشهر الأخيرة فقد اتفقنا بخصوص تنويع علاقاتنا التجارية والمالية والتعاون بين البلدين".
وأضاف: "أكدت للرئيس أردوغان التزامنا مواصلة العمل في مجالات التكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والسياحة والزراعة وتربية الحيوانات والصحة والتعليم والثقافة بحيث تعود بالمنفعة المشتركة للجانبين.
وأضاف: "نعمل على آلية بين الحكومتين لإحراز تقدم في العلاقات الاقتصادية والتجارية".
وأعرب عن شكره الرئيس أردوغان إزاء الدعم الذي قدمته الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" لبلاده والمشاريع المنفذة معاً.
وثمّن برموديز الدعم المقدم لبلاده ضد الحصار الاقتصادي والمالي من قبل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أهمية الزيارة التي أجراها أردوغان إلى هافانا عام 2015 والمباحثات التي أجراها هناك.
وشدد على رغبتهم في رؤية أردوغان مرة أخرى بكوبا، مضيفاً:" لدينا ثقة كبيرة في مستقبل العلاقات بين تركيا وكوبا، ونعتقد أنها ستتعزز وتتوسع".
اتفاقيات تعاون
وخلال لقاء الرئيسين وقعت تركيا وكوبا 6 اتفاقيات تعاون بينهما في عدة مجالات أبرزها الإعلام والبنوك المركزية والأرشفة الدبلوماسية.
وشملت الاتفاقيات بروتوكول تعاون بين هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي أر تي" ومعهد الإذاعة والتلفزيون الكوبي واتفاق تعاون بين البنك المركزي التركي ونظيره الكوبي، إضافة إلى بروتوكو لتعاون بين رئاسة الأرشيف بالرئاسة التركية وهيئة الأرشيف الوطنية الكوبية.
ووقع الجانبان مذكرة تفاهم بين الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" التركية ووزارة التجارة الخارجية والاستثمار الخارجي لكوبا ومذكرة تفاهم حول التعاون بمجال الأرشيف الدبلوماسي وأخرى للتأهيل بالقضايا الدبلوماسية بين وزارة الخارجية التركية ونظيرتها الكوبية.
