عمليات إطلاق نار تضرب العمق وشبح الانتفاضة يربك المشهد (وسائل إعلام إسرائيلية)
تابعنا

حالة توتر شديد، واستنفار متواصل تشهده إسرائيل منذ مساء الثلاثاء، بعد وقوع عملية إطلاق نار نفذها شاب فلسطيني في مدينة بني براك قضاء تل أبيب، وأدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين.

العملية التي وقعت في العمق الإسرائيلي، جاءت بعد أيام قليلة فقط من عملية وقعت في مدينة الخضيرة الإسرائيلية وأدت إلى مصرع إسرائيليين اثنين، فيما وقعت قبل ذلك بأيام أيضاً عملية في مدينة بئر السبع أدت إلى مقتل أربعة إسرائيليين.

وعقب العملية الأخيرة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة الطوارئ إلى القصوى، فيما دفع جيش الاحتلال بكتائب تعزيزية إلى الضفة الغربية وحدود قطاع غزة.

العمليات التي وقعت مؤخراً، تثير حسب وسائل إعلام عبرية حالة من القلق والاستنفار المستمر والتي تبدو واضحة للعيان، ففي القدس أعلن عن وقف حركة القطار فيما عززت الشرطة قواتها، واعتقلت فلسطينياً صباح الأربعاء بشبهة حمل سكين، فيما استنفرت القوات في منطقة مريات ملاخي للاشتباه بشخص يمشي في أحياء المدينة، بينما يدفع الخوف الإسرائيليين إلى التبليغ بين الفينة وأخرى عن مشتبهين.

تحديات أمام الحكومة

لم تنج حكومة نفتالي بينيت من الاتهامات والدعوات للاستقالة بسبب العمليات المتوالية، وهتف سكان الخضيرة وبني براك ضد الحكومة، ورفعوا شعار"بينيت إلى البيت"؛ حسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

يقول الكاتب في صحيفة "هآرتس" العبرية، يوسي فيرتر إن "الحكومة الإسرائيلية تعيش حالة من الضغط والتوتر، يظهر ذلك على الأقل بعد أن تنفست الحكومة الصعداء بعد عملية بني براك التي ظهر أن منفذها من الضفة الغربية وليس من فلسطينيي48. قال أحد الوزراء: على الأقل منفذ العملية ليس منا"' وهو يقصد أنه ليس من عمق إسرائيل.

وتخشى إسرائيل من اندلاع هبة في صفوف فلسطينيي48 مشابهة للهبة الواسعة التي انطلقت العام الماضي وأربكت المشهد كله، ما دفع الحكومة للاستعانة بالجيش والمستوطنين في بعض الأحيان لقمعها.

كما تخشى من استمرار تنفيذ عمليات من قبل فلسطينيي48 والذين هم أكثر قدرة على التحرك بالمدن الإسرائيلية.

يضيف الكاتب "قبل أيام من شهر رمضان وأسبوعين فقط من عيد الفصح، يبدو أن إسرائيل تعود لتعيش أياماً كانت تريد نسيانها".

يقول فيرتر "11 قتيلاً في أيام معدودة في ثلاث مدن مختلفة، هذا حدث استراتيجي، كما هو حدث أمني وحدث سياسي أيضاً، رئيس الوزراء بينيت عليه أن يتحدث مع الشعب كي يبرر كيف تستعد الحكومة من أجل التعامل مع هذا المشهد الآخذ بالتطور".

ويوضح "بينيت اعترف أمس أن إسرائيل تقف أمام موجة إرهاب عربية قاتلة، عليه الآن أن يتعامل معها كما يجب، حتى لو تطلب الأمر ملء الشوارع بقوات الجيش والشرطة. يجب أن يتخذ قرارات صعبة".

ويشير إلى أن "ما يجري هو امتحان لرئيس الحكومة نفتالي بينيت".

صدمة الانتفاضة

تصف الكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حسن آرتسي سرور المشهد الراهن بأنه يشبه الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000.

تقول "لأنني من مواليد مدينة نتانيا وعشت فيها، فإن مثل هذه العمليات رافقتني لفترة، كان الموت يرافقنا ويدور حولنا في كل مكان".

وتشير إلى أنه "وبعد عشرين عاماً تقريباً، ونحن الآن أرباب عائلات، قلوبنا على أولادنا. موجة العمليات التي تحيط بنا في قلب الدولة تجعلنا نعيد التفكير، فبعد أن ظننا أننا أصبحنا في ظرف طبيعي، عادت الصدمة من جديد. خوف ويأس لا يمكننا تنسايهما".

وتقول "الحياة في إسرائيل على فوهة بركان، المجانين فقط هم الذين على استعداد لبناء حياة في مكان مشتعل لهذه الدرجة، مع قوانين لعب غير معقولة. الموت قاس جداً يجعلنا أكثر صرامة".

عدو صعب المنال

من جانبه، يقول الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهشواع في مقال إن "ما يميز العمليات الأخيرة هو أن منفذيها لا يخافون، ويحاكون عمليات سابقة وقعت في إسرائيل".

ويضيف "مر وقت طويل لم نر فيه عمليات مثل هذه في قلب مدننا، ما يجري يذكرنا بأيام الانتفاضة الصعبة".

ويقول "علينا أن نعترف، لمثل موجة الإرهاب هذه لا يوجد حل سحري، ليس لدينا عنوان واضح نستهدفه مثل قطاع غزة أو مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، يصعب علينا أن نجعلهم يدفعون الثمن، ولا نستطيع أن نشكل على عدونا أي ضغط لأننا لا نعرفه".

تحريض

في السياق أيضاً استغل عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير المشهد ومتب مقالاً في صحيفة "معاريف" حرض فيه على الشعب الفلسطيني وطالب بمزيد من القرارات والسياسات الصارمة، زاعماً أن سبب ما يجري هو "خنوع الإسرائيليين".

وقال بن غفير "إذا تراجعنا مثلاً في المسجد الأقصى ستكون هذه رسالة لهم "الفلسطينيين" بأن الإرهاب هو المنتصر بالتالي سوف تزيد هذه العمليات".

وأضاف: "كما أعلنت الشرطة بأنها لن تطبق القانون على بعض المناطق في النقب بما يتعلق بهدم المنازل غير القانونية، وما حصدناه كان هو العكس تماماً"، يقصد العملية التي وقعت الأسبوع الماضي في بئر السبع في النقب.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً