ترمب يرى أن الجميع قد تعب من الحرف في أفغانستان (AP)
تابعنا

ما المهم: تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الأحد، في مقابلته مع قناة CBS عن تصوّره للانتشار العسكري لقواته في الشرق الأوسط بالمرحلة المقبلة، ملمّحاً إلى رغبته في الإبقاء عليها في العراق "لمراقبة ما يجري في الشرق الأوسط المضطرب، بالإضافة إلى مراقبة إيران وحماية إسرائيل".

وبخصوص أفغانستان، أكد ترمب نيته سحب قواته من هناك، قائلاً "بقينا لـ19 عاماً ودفعنا أموالاً كثيرة. الجميع تعب". فيما أشار إلى أنّ إرسال قوات عسكرية إلى فنزويلا يبقى "أحد الخيارات".

المشهد: أعلن الرئيس الأمريكي، في مقابلته مع قناة CBS، أنّ الجنود المنتشرين في سوريا للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي بدأوا مغادرة البلاد تنفيذاً للقرار الذي أعلنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأضاف "حين نستعيد السيطرة على ما تبقى من أرض الخلافة، سينضمون إلى قاعدتنا في العراق، وفي النهاية سيعودون إلى الوطن".

وقال "لقد سيطرنا حالياً على 99% من المناطق التي سبق أن احتلها داعش الإرهابي، وسنعلن قريباً السيطرة على 100% من أرض الخلافة". على أن يتطرق إلى ذلك الثلاثاء، في خطابه السنوي عن حال الاتحاد.

وبعد ما أعلنت الاستخبارات الأمريكية أنّ تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يضم آلافاً من المقاتلين، بما يعاكس تصوّر الرئيس الأمريكي، لاحظ ترمب أنّه "لا تزال هناك جيوب".وتدارك "لكننا لن نُبقي جيوشاً على الأرض بسبب حفنة من الأفراد".

وأضاف "سنعود إذا كان ذلك ضرورياً، يمكننا العودة سريعاً جداً"، مكرراً "نحن لا نغادر، لدينا قاعدة في العراق ستستخدمها واشنطن لمواصلة ضرب الإرهابيين موازاةً للانسحاب البطيء من سوريا".

وفي السياق ذاته، تطرق ترمب إلى قاعدة الأسد في العراق، وأوضح أنه يريد إبقاءها بهدف التمكن من مراقبة إيران المجاورة، قائلاً "إذا كان طرف ما يسعى إلى صنع أسلحة نووية، فسنعلم بالأمر قبل أن يقوم بذلك".

وحين سألته محاورتُه عما إذا كان البقاء في العراق سيكون مسألة أشهُر، قال "علينا حماية إسرائيل، ولدينا مسائل أخرى لحمايتها"، مضيفاً أن لدى بلاده قاعدة عسكرية "رائعة وغالية التكلفة في العراق، ومناسبة جداً لمراقبة ما يحدث في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط المضطرب، وهذا أفضل من الانسحاب".

ورأى ترمب أن مجيء الأمريكيين إلى العراق عام 2003، من أعظم الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن.

الخطاب المتناقض للرئيس الأمريكي، تأرجح بين تعبه من وجود قواته في أفغانستان، وبدئها الانسحاب من سوريا، واعترافه بارتكاب بلاده أكبر الأخطاء بقدومها إلى العراق، لكن الخيار العسكري ظل مطروحاً في آخر تصريحاته حول الأزمة في فنزويلا، حيث قال إنّ إرسال قوات إلى هناك هو "أحد الخيارات" المطروحة، مضيفاً أنّه رفض طلباً من الرئيس نيكولاس مادورو، للقائه.

واعتبر دونالد ترامب، أنّ طالبان التي بدأت واشنطن مفاوضات مباشرة معها "تعبت" بعد أكثر من 17 عاماً من الحرب. وقال "أعتقد أنّ الجميع تعبوا، علينا أن نُخرج أنفسنا من هذه الحروب التي لا تنتهي ونعيد أبناءنا إلى الوطن". وأضاف "سنرى ما سيحصل مع طالبان. إنهم يريدون السلام".

وأوضح أنّ عناصر في الاستخبارات سيبقون في أفغانستان بعد انسحاب مقبل لم تتحدد حتى الآن تفاصيله وبرنامجه الزمني. وقال أيضاً "إن لاحظت نشوء بؤر تمرد فسأقوم بأمر ما".

الخلفيات والدوافع: أعلن دونالد ترمب، في19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نيته الانسحاب من سوريا بشكل مفاجئ. وأثار ذلك الإعلان، الذي جاء عبر تغريدة نشرها على حسابه في تويتر، جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة ومع حلفائها الغربيين، وأدى أيضاً إلى تسريع استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، ومبعوث الرئيس إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك، لكن الرئيس الأمريكي بدا في هذه المقابلة مع CBS حازماً، برغم أنّه تحدث عن "انسحاب بطيء" منها.

وتأتي تصريحات ترمب، فيما يخص أفغانستان، متناسقة مع المفاوضات المباشرة التي يقوم بها الموفد الأمريكي زلماي خليل زاد مع طالبان، ومع ما كان أعلنه ترمب إبّان حملته الانتخابية الرئاسية.

بين السطور: أعرب النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي، حسن الكعبي، الأحد، عن رفضه تصريحات الرئيس الأمريكي، بشأن أهمية الوجود العسكري الأمريكي في العراق "لمراقبة إيران"، لافتاً إلى أنّ "مجلس النواب سيعمل على تشريع قانون يتضمن إنهاء العمل بالاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة"، في إشارة إلى الاتفاقية الموقعة عام 2011 أثناء الانسحاب الأمريكي الذي نفذته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً