دراسة جديدة تكشف تأثير كورونا "المرعب" على الدماغ والذاكرة (AP)
تابعنا

خلصت دراسة علمية حديثة نشرت نتائجها مجلة Lancet Psychiatry إلى تسجيل آثار ضارة للإصابة بفيروس كورونا في أدمغة أشخاص بعد أشهر من إصابتهم، فيما يعد دليلاً على أن للفيروس تبعات طويلة المدى على الدماغ والخلايا العصبية.

والفكرة ليست جديدة، إذ ورد ذكرها في بداية الجائحة، عندما لاحظ أطباء كثر اضطرابات عصبية لدى المصابين، وأجريت دراسات عدة في هذا الاتجاه، وأظهر بعضها أن نسبة الاضطرابات المعرفية كانت أعلى لدى الأشخاص الذين أصيبوا، ورصدت دراسات أخرى تشوهات في أدمغة المرضى.

غير أن نتائج الدراسة التي نُشرت نتائجها أمس الأربعاء وجدت خطراً مستمراً للإصابة بالاضطرابات الذهانية والخرف وسلطت الضوء على عبء الأمراض المزمنة التي يسببها الوباء.

وفي حين أن القلق والاكتئاب يحدثان بشكل متكرر بعد كورونا أكثر من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، فإن الخطر ينحسر عادة في غضون شهرين، كما وجد باحثون في جامعة أكسفورد.

لكن في المقابل ظلت حالات العجز الإدراكي المعروفة بالعامية باسم "ضباب الدماغ" والصرع والنوبات وغيرها من الاضطرابات العقلية وصحة الدماغ طويلة الأمد مرتفعة بعد 24 شهراً، وفقاً للدراسة.

واستندت النتائج إلى سجلات أكثر من 1.25 مليون مريض، وأظهر باحثو أكسفورد في مارس/آذار أنه حتى الحالة الخفيفة من الإصابة مرتبطة بانكماش الدماغ بما يعادل عشر سنوات من الشيخوخة الطبيعية.

وقال بول هاريسون أستاذ الطب النفسي والمؤلف الرئيسي للدراسة في بيان إن العمل يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب حدوث ذلك، وما الذي يمكن فعله للوقاية من هذه الحالات وعلاجها.

حللت الدراسة بيانات 14 تشخيصاً عصبياً ونفسياً من شبكة السجلات الصحية الإلكترونية TriNetX، التي تحتوي على معلومات غير محددة عن ما يقرب من 89 مليون مريض، بدءاً من الأطفال إلى كبار السن.

جرت مطابقة 1.28 مليون شخص مع تشخيص كورونا المؤكد خلال فترة الدراسة التي استمرت عامين مع عدد متساوٍ من المرضى المصابين بعدوى تنفسية أخرى كانت بمثابة مجموعة ضابطة.

وكان احتمال معظم التشخيصات العصبية والنفسية بعد كورونا أقل لدى الأطفال منه لدى البالغين، إذ إنهم لم يكونوا معرضين لخطر متزايد من اضطرابات المزاج أو القلق، وأي عجز معرفي عانوه يميل إلى أن يكون عابراً.

وقال الباحثون إن حقيقة أن هذه المخاطر تظل مرتفعة لفترة طويلة تشير إلى أن الآليات الكامنة وراءها تستمر إلى ما بعد العدوى الحادة، وتشمل الأسباب المحتملة تلف الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تجلط الدم وتسرب الحاجز الدموي الدماغي.

وتعد الدراسة هي الأولى من نوعها لمحاولة فحص بعض العواقب العصبية والنفسية المتباينة والمستمرة لكورونا في مجموعة بيانات كبيرة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً