أسفر العدوان الإسرائيلي الوحشي على الأراضي الفلسطينية عن 279 شهيداً، بينهم 69 طفلاً و40 سيدة و17 مسناً بجانب أكثر من 8900 مصاب. (Ahmed Jadallah/Reuters)
تابعنا

دعت منسقة الأمم المتحدة الإنسانية للأراضي الفلسطينية لين هاستينغز الأحد لإعادة "فتح قطاع غزة وربطه ببقية فلسطين وتوفير أفق سياسي يعالج الأسباب الجذرية لاستمرار نزاع الفلسطينيين وإسرائيل".

وفجر الجمعة بدأ تنفيذ وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية بعد عدوان عسكري شنته تل أبيب على القطاع استمر 11 يوماً.

وعقب زيارة لغزة استمرت يومين قالت المسؤولة الأممية في بيان: "تحدثت إلى الناس الذين تحمّلوا معاناة لا يمكن تخيُّلها على مدى 11 يوماً من الأعمال القتالية، والتقيت أُسراً تكبدت أضراراً فادحة في الجولة الأخيرة من القتال".

وأضافت: "دُمرت أماكن كانت لا يُستغنى عنها فيما مضى لتقديم الخدمات الأساسية، بما فيها مختبر طبي كان يؤمّن فحوصات الإصابة بفيروس كورونا، وتضررت خطوط مياه الصرف الصحي، مما يهدد بانتشار الأمراض، وأصابت الأضرار مركز الرعاية الصحية الأولية الوحيد، وكل ذلك في خضم وباء عالمي".

وتابعت: "ومن الرسائل التي تكرّرت على مسامعي أن الناس في غزة تعرضوا لصدمة فاقت كل ما سبقها، فالضربات على شدتها لم تتوقف، وعدد هائل من البيوت فُقد والأحبة قضوا نحبهم، لقد أخبرني عدد ليس بالقليل من الناس بأنهم يشعرون بالعجز وما عاد لديهم من أمل".

من جانبه دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني لبدء "عملية سياسية حقيقية" تهدف إلى ضمان إعادة إعمار غزة على المدى الطويل وتجنُّب مزيد من سفك الدماء.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى التركيز بشكل جاد حقيقي على التنمية البشرية والوصول المناسب إلى التعليم والوظائف وسبل العيش"، لكنه رأى أن ذلك يجب أن "يكون مصحوباً بعملية سياسية حقيقية".

وتابع لازاريني: "المعاناة في غزة تزداد بشكل مطرد بسبب عدم معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع من جذورها".

فيما قالت هاستينغز إنه "في الأيام المقبلة سنطلق مناشدة مالية مشتركة بين الوكالات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الجديدة، ويجب أن نملك القدرة على تنفيذ خطة الدعم التي أعددناها بحذافيرها".

وأردفت: "لا غنى عن الدعم السخي من شركائنا المانحين من جميع المناطق، مثلما هو وصول العاملين في المجال الإنساني وتقديم المساعدات للمحتاجين من دون عوائق".

وأوضحت هاستينغز أن "التصعيد تسبَّب في تفاقم وضع إنساني مفجع أصلاً في غزة، نجم عن 14 عاماً من الحصار والانقسام الداخلي".

ومنذ صيف 2006، تحاصر إسرائيل غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، إثر فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية.

وشددت على ضرورة "أن تبذل الأمم المتحدة كل جهد ممكن لضمان عدم تكرار هذه المأساة، وأن يجري تعزيز وقف إطلاق النار وتفادي الاستفزازات وإخضاع أولئك الذي ينتهكون القانون الدولي الإنساني للمساءلة وتوفير أفق سياسي يعالج الأسباب الجذرية وراء استمرار النزاع".

ومفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/نيسان 2014، جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/حزيران 1967 أساساً لحل الدولتين.

واستطردت: "يجب أن تُفتح غزة ويعاد ربطها ببقية أنحاء فلسطين بما فيها القدس الشرقية، وإطلاق حوار جدي لتحقيق حل عادل ودائم للجميع".

ومنذ صيف 2007 يسود انقسام فلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية جراء خلافات لا تزال قائمة بين "حماس" و"فتح" برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأسفر العدوان الإسرائيلي الوحشي على الأراضي الفلسطينية عن 279 شهيداً، بينهم 69 طفلاً و40 سيدة و17 مسناً، بجانب أكثر من 8900 مصاب، بينهم 90 إصاباتهم "شديدة الخطورة".

بينما قُتل 13 إسرائيلياً وأصيب المئات خلال رد الفصائل الفلسطينية في غزة على العدوان بإطلاق صواريخ على إسرائيل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً